لم يستطع المعلق الرياضي والإعلامي نبيل نقشبندي الصمود أمام سيل الانتقادات الذي صاحب قرار تكليفه رئيساً للجنة الحكام خلفاً للإنجليزي مارك كلاتنبيرغ، إذ أعلن نقشبندي استقالته بعد حوالي 32 ساعة من صدور القرار الذي شكّل صدمة لدى متابعي الكرة السعودية، كون الرئيس المستقيل لا علاقة له أبداً بالحكام أو التحكيم، لأن تخصصه العلمي «صيدلة» وخبرته الرياضية معلق وإعلامي، واستغرب المهتمون بشأن الكرة السعودية من قرار اتحاد القدم الذي فاز بكرسي رئاسته قبل أسابيع قليلة قصي الفواز، لأن رئاسة لجنة مثل «التحكيم» تحتاج إلى حكم خبير مارس المهنة في أرض الميدان، ويعرف جيداً أسرارها وخفاياها، حتى وإن كان بارعاً من الناحية الإدارية، ذلك لا يؤهله لرئاسة اللجنة. وتباينت ردود الأفعال بعد إعلان تكليف نقشبندي، لكن الصوت الرسمي ممثلاً في رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية السعودية المستشار تركي آل الشيخ علق بقوله: «قرار إبعاد كلاتنبيرج أراحني، لكن لا أستطيع الحكم على البديل إلا بعد مشاهدة عمله، القرار للاتحاد، نصبر ونشوف النتائج، كل التوفيق للأخ نبيل نقشبندي فيما أوكل له من الاتحاد السعودي، نطمح بمستوى عالمي للتحكيم»، وتفاعل نقشبندي مع حديث المستشار، ورد عليه بقوله: «ابشر يا أبا ناصر، وبإذن الله سنكون جميعاً على قدر الطموح بعد توفيق الله ثم دعمكم ورعاية الاتحاد السعودي لكرة القدم». لكن نقشبندي اختار بعد 32 ساعة تقريباً حسابه في «تويتر» لإعلان قراره، إذ غرد فجر (الأحد) حول استقالته وكتب «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعد استخارة الله ونظراً لظروفي العملية والمهنية فقد تقدمت لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم باستقالتي واعتذاري عن رئاسة لجنة التحكيم بالاتحاد، فى نفس الوقت الذي أشكر فيه ثقة المسؤولين الكبيرة في شخصي وتمنياتي للجميع بالتوفيق». وبعد اختياره الاستقالة، حظي نبيل نقشبندي بإشادات واسعة نظراً لقراره الذي وصف من الكثير ب»الشجاع»، خصوصاً بعض المقربين منه، لأنهم يرون بأنه وضع في المكان غير المناسب له، وهو المنصب الذي قد يتسبب في كثير من المشاكل له، بسبب حداثة تجربته التحكيمية، خصوصاً أن متخصصين في التحكيم فشلوا في المهام التي أوكلت لهم في وقت سابق، ولم يسلم أحد منهم من حملات التشكيك والإساءات المتكررة، وبالفعل نقشبندي يستحق الإشادة، لأن قليل من يختار هذا الطريق على حساب منصب مهم وحساس. متابعو رياضتنا فرحوا كثيراً باستقالة نقشبندي، ليس تقليلاً منه، لكن لأنهم يرون بأن التحكيم لن يصلح حاله إلا حكم خبير، سعودياً كان أو أجنبياً، لكنهم في المقابل أصابهم الإحباط وباتوا قلقين على مستقبل الكرة السعودية مع هذا الاتحاد، خوفاً من إصدار قرارات مشابهة يحيط بها الغموض من كل الاتجاهات، فالجميع لا يعلم على ماذا استند الاتحاد ليكلف معلقاً بإدارة التحكيم، لاسيما أن إعادة الحكم السعودي لمكانته التي يستحقها عالمياً تعد واحدة من أهداف مسؤولي رياضتنا، بالإضافة إلى أن قرار إسناد رئاسة لجنة الحكام لنبيل نقشبندي مخالف للوائح وأنظمة الاتحاد، فالمادة 40 تنص على أن لجنة الحكام لابد أن يكون رئيسها مختصاً في المجال ذات الصلة بموضوع ومهام اللجنة. مارك كلاتنبيرغ Your browser does not support the video tag.