تُعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أسرع مناطق العالم نمواً في الاعتماد على الطاقة النووية، وأكثرها طموحاً في تحقيق أهدافها النووية للأغراض السلمية. إنّ هذا التوجه الإقليمي لدول المنطقة يساهم بدوره في وضع تعريف عام للتوجهات العالمية للقطاع النووي خلال المستقبل القريب. وخلال المناقشات التي شهدها معرض ومؤتمر الطاقة النووية ATOMEXPO 2018 فإنّ موضوعات السلامة والأمن لنووي والمداومة التشغيلية والكفاءة البيئية كانت على رأس الموضوعات التي تهتم به الدول التي تسعى لامتلاك محطات نووية. إنّ هذه الموضوعات بالتحديد جعلت اختيار عدد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لشركة روساتوم كشريك استراتيجي لإقامة محطاتها النووية، أمراً خالياً من أي مفاجأة. إنّ الاستثمارات الكثيفة لعقود طويلة، والخبرات التراكمية الكبيرة، وتطبيق أفضل الممارسات، كل ذلك ساهم في صياغة روساتوم لأفضل العروض النووية المتكاملة التي تقدمها لعملائها الدوليين، باعتبارها من الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال. فالشركة تقيم حالياً 33 وحدة تحت الانشاء خارج روسيا، وهو عدد من المحطات والوحدات يفوق ما تنشئه أي شركة أخرى في العالم، هذا إلى جانب ما تتمتع به الشركة من خبرة عالمية تمتد لأكثر من 70 عاماً في القطاع النووي. وبالتالي من المنصف أن نقول أن روساتوم تتمتع بمكانة عالمية تقدم من خلالها رؤية متكاملة لنجاح المشروعات النووية على المستوى الدولي، وهو ما ساهم في تأهيل روساتوم بصورة فريدة لإقامة مشروعات الطاقة النووية في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكذلك في دول العالم الأخرى. إنّ السلامة النووية بالنسبة لشركة روساتوم وأي دولة تسعى لامتلاك وتشغيل المحطات النووية، تأتي بطبيعة الحال في مقدمة الأولويات التي يجب اخذها بعين الاعتبار. وهنا تبرز أهمية الخبرة الممتدة للشريك النووي الذي يقع عليه الاختيار. إنّ التعاقد مع شريك موثوق يمتلك خبرات عالمية طويلة وممتدة يتضمن قدراً أقل من المخاطر إذا ما قارناه بالتعاقد مع شركة جديدة نسبياً، وذلك من عدة أوجه منها مراقبة الجودة والالتزام بمعايير السلامة العالمية. وفي هذا الصدد، تتمتع روساتوم بسجل حافل من النجاحات والانجازات، وثقة عالمية وضعتها فيها الدول المتعاونة معها ومن بينها فنلندا والصين والهند والمجر ومصر وبنجلاديش وغيرها. إنّ المحطات النووية المزودة بمفاعلات VVER من روساتوم تمكنت لعقود عديدة من تحقيق أكثر من 1000 ساعة عمل مجمعة من التشغيل دون وقوع حوادث على مستوى العالم. بالإضافة لذلك، تُعد مفاعلات الجيل الثالث بلس أو 3+ VVER-1200 هي أحدث تكنولوجيا عالمية للمفاعلات النووية، وهي نوعية المفاعلات المتطورة التي سيتم تركيبها في أولى المحطات النووية في كل من مصر وتركيا. وتتمتع هذه المفاعلات بأحدث أنظمة السلامة النووية في العالم، حيث تم وضعها تحت اختبارات التحمل في ظروف بالغة التطرف، وقد ثبتت مقاومتها العالية للمؤثرات والعوامل الخارجية القاهرة مثل الزلازل والأعاصير والفيضانات. بالإضافة لذلك، وبفضل الدمج بين أنظمة السلامة النشطة التقليدية وأنشطة السلامة الخاملة المبتكرة، والتي يتم نشرها خلال عمليات التشغيل المعتادة، تم تصميم هذه الأنظمة بطريقة تعمل على تقليل ما يُطلق عليه الخطأ أو العامل البشري، حيث تعمل تلك الأنظمة مجتمعة على منع وتحييد أي خطأ بشري في التشغيل. إما أنظمة السلامة الخاملة فيمكنها أن تعمل حتى مع انقطاع الطاقة ولديها القدرة على تأدية كافة وظائف السلامة الحرجة دون الحاجة لوجود الأنظمة النشطة أو تدخل فريق التشغيل ومن العوامل الأخرى التي ساعدت على استخدام مفاعلات الجيل الثالث بلس في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هو ميل هذه الدول إلى استخدام تكنولوجيا المفاعلات الأحدث من نوعها في العالم، حيث تأتي السلامة دائماً في الصدارة. فعند تشغيل هذه المفاعلات، تقتضي السياسات التشغيلية عدم الاعتماد إلا على الحلول التي تم اختبارها وتجربتها بكل كفاءة ونجاح. وبشكل أكثر تحديداً، فإنّ مفاعلات VVER-1200 التي تمثل الجيل الثالث بلس لتكنولوجيا المفاعلات النووية وتُعد التكنولوجيا الأولى والوحيدة من نوعها في العالم، لا تعمل فقط في بعض دول العالم، ولكنها أصبحت جزءاً من سلسلة مشروعات تتم الآن في دول متنوعة. فالوحدتان العاملتان حالياً (الوحدة الأولى في محطة نوفوفورونيج-2 والوحدة الأولى في محطة لينينجراد-2)، ستتبعهما اقامة عدد من الوحدات الأخرى في مراحل إنشائية مختلفة في روسيا وخارجها. وبالتالي فإنّ العملاء الذين يختارون مفاعلات VVER-1200 لا يحصلون فقط على أكثر المفاعلات النووية أماناً وتطوراً تكنولوجياً في العالم، ولكن مفاعلات مجربة فعلياً بكل نجاح وكفاءة في ظروف التشغيل الحقيقية. ومن الموضوعات الأخرى ذات الأهمية الكبيرة للدول التي تبدأ مسيرتها في الاعتماد على الطاقة النووية وتطوير برامجها النووية، هو قدرة الشركة الموردة على توفير باقة متكاملة من الخدمات الضرورية لدعم العمليات التشغيلية في المحطة النووية، وبشكل أوسع، في قدرة هذا المورد على دعم تلك الدول في اقامة بنيتها التحتية من الصفر، وهي مهمة صعبة لأي دولة لا تمتلك أي خبرات سابقة في هذا المجال. ومن المنصف أن نقول أن العرض النووي المتكامل لهذه المفاعلات لا يوجد مثيل له في العالم. فمشروعات تسليم المفتاح تقدم كل الحلول وتغطي كافة الموضوعات المتعلقة بتطوير برامج الطاقة النووية تحت سقف واحد، بداية من الاستشارات المتعلقة بالأطر القانونية والتشريعية، إلى اقامة المحطة النووية وتشغيلها وصيانتها وتوفير الوقود النووي وتفكيك المحطة النووية في نهاية عمرها الإنتاجي. إنّ المرونة التي تتمتع بها الشركات النووية يعني قدرتها على توفير الخدمات والحلول التي تعمل على تلبية احتياجات العملاء بما في ذلك البدائل التمويلية المتاحة، بدلاً من توفير حلاً واحداً على اعتقاد أنه يناسب كافة الدول والظروف، وهو الحل الذي لا يأخذ في اعتباره الظروف والمتطلبات الفريدة والخاصة بكل عميل على حدة. من ناحية أخرى، تركز العديد من الشركات العاملة في القطاع النووي بشكل أساسي على التعليم والتدريب النووي، وتقديم كل الدعم والمساعدة لعملائها من الدول المختلفة، من خلال البرامج التدريبية والتعليمية المشتركة، حيث يكون أمام طلبة الدولة المضيفة فرصة كبيرة لدراسة الهندسة والعلوم النووية في كبرى الجامعات النووية الروسية، كما يحصل المتخصصون على تدريب عملي في المحطات النووية الروسية. إنّ ذلك يعني ان اختيار الشركات الرائدة في الأسواق العالمية يتيح للعملاء الحصول على دعم متكامل في كل ما يتعلق باحتياجاتها من الطاقة النووية للأغراض السلمية على مدار العمر التشغيلي للمحطة النووية، وهي شراكة قد تمتد لحوالي 100 عام. وأخيراً، فإنّ ثقافة الابتكار تمثل أمراً أساسياً لكبرى الشركات النووية العالمية مثل روساتوم، حيث تقوم الشركة بدمج كل ما تقوم به من أنشطة وممارسات وتعمل على تطويره وتحسينه مع الاتقان الكامل لتطبيقات التكنولوجيا النووية والتي تتخطى مجرد الاستخدام السلمي للطاقة النووية في توليد الطاقة، إلى مجالات سلمية أخرى مثل الطب النووي وتحلية المياه والطاقة الاشعاعية للاستخدامات الزراعية واقامة مراكز للبحوث النووية وغيرها، وهو ما يعمل على تحفيز التطور العلمي والتكنولوجي في الدول المضيفة والوصول به لمستويات غير مسبوقة. إنّ هذه العوامل حيوية لأي دولة تخطط لإقامة محطة نووية، ولكنها تزداد أهمية في الدول التي تشق طريقها النووي لأول مرة، وهو ما يجعل من العروض النووية المتكاملة التي تقدمها روساتوم، عروضاً فريدة من نوعها، خاصة في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تعمل الشركة على مساعدتها بكل امكانياتها وقدراتها، للبدء في مشروعاتها وبرامجها النووية الطموحة. Your browser does not support the video tag.