سؤال يراودني دائما هل نحن بحاجة لتصنيع السيارات في هذا الوقت الذي بدأت فيه المصانع العالمية بالتحول عن صناعة السيارات التقليدية؟ برأيي أن تصنيع قطع الغيار أهم من تصنيع سيارات جديدة لن تجد قابلية من المستهلك، لأنها لن تنافس الماركات العالمية للسيارات. ولعل لنا تجربة مع سيارة «غزال»، وكانت غير موفقة وقد كان لوزارة التجارة والاستثمار تحفظ على هذا المشروع، كما أن هذا النوع من الصناعة يعد هدراً غير مبرر، لأنه يحتاج كذلك إلى رصد أموال طائلة للاستثمار فيه باعتباره مشروعا ناشئا وكبيرا ويحتاج لعشرات السنين لنصل لما وصلت إليه المصانع العالمية، وقد نفشل. ولكن أرى أن تصنيع قطع الغيار محلياً أو تجميع السيارات ذات الشهرة العالمية بالتعاون مع مصانعها والاستفادة من التجارب والخبرات المتراكمة لها يكون أجدى. على أن يتم تمكين تلك المصانع من التسهيلات اللازمة لما سيكون لها أكبر الأثر من خفض أسعار قطع الغيار والاستغناء عن الاستيراد، وأرى أن يخصص جزء من هذا المشروع للأفراد السعوديين، لأنه سيعمل على توفير آلاف الوظائف لهم، من خلال منحهم تراخيص لمصانع صغيرة فردية لتصنيع ولو أجزاء بسيطة من قطع الغيار لأن هذا النوع من الصناعة سيضاعف حجم الإنتاج والاستثمار فيه من قبل السعودي الذي يريد أن يعمل لحسابه الخاص، على أن يتم رعاية مشروعه والعمل على تقييمه الشامل والمستمر لتنجح تلك المصانع الصغيرة كما هو حاصل في المشاريع الصناعية البسيطة والمتوسطة للأفراد في العالم. Your browser does not support the video tag.