مبادرة مستقبل الاستثمار في دورتها الثانية تجعلنا نكتسي الفخر والاعتزاز، نقف لحظات مع الزمن الذي يوثق إنجازات عصرية في مشروعات بناء الأجيال وفق رؤية صنعها القائد الفذ سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتبناها أفراد المجتمع كحلم يعانق عنان السماء؛ وهذا دأب نهجه صناع النهضة التنموية في المجتمعات القديمة والحديثة. فمن مبادرة جريئة وضعت بدقة متناهية ورسمت منهجيتها بكفاءة واقتدار واثقة بتوفيق الله وعونه؛ وثم بسواعد وطنية آمنت بنبل الهدف وسمو الغاية، جعلت الوطن مرتكز جذب وتشجيع رؤوس الأموال الأجنبية لإقامة المشروعات الاستثمارية على أرض الوطن المعطاء. فرجال المال والأعمال ومن قبلهم علماء الاقتصاد، يجمعون على أن رأس المال من أهم العوامل اللازمة لتحقيق التنمية الاقتصادية ويتعاضد ذلك مع توفر الموارد البشرية والطبيعية، ويتوج ذلك الداعم الرئيس الماثل في توفر الإرادة السياسية التي تهيئ مناخ الاستثمار المحفز على استقطاب رؤوس الأموال الأجنبية مع توفر الضمانات القانونية التي ينشدها المستثمر الأجنبي لتحقيق برامج التنمية الاقتصادية ولن يتسنى هذا النهج إلا بالتوجه نحو السلع الرأسمالية كالمصانع غير التقليدية التي تعتمد على التقنية المتطورة واستثمار الاقتصاد المعرفي التي من شأنها أن تؤدي دوراً حيوياً ومهماً في برامج التنمية الاقتصادية وفق رؤية المملكة 2030. وفي ظل هذه المعطيات كان لزاماً أن يكون لمبادرة مستقبل الاستثمار معالمها وفلسفتها القادرة على تحريك المشاعر الوجدانية لأفراد المجتمع لتعزيز الولاء والثقة في هذه المبادرة التي تعتبر المحرك لبرامج التحول الوطني؛ فأصبحت الأحلام تعانق السماء كما تبنى هذا الشعار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وسار على خطاه رجال المال والأعمال من مختلف دول العالم وبارك هذا النهج قادة الدول ورؤساء الحكومات والمنظمات الدولية والجهات العامة والخاصة. فكان من نتاج إقامة مبادرة مستقبل الاستثمار في عامها الثاني 2018، توقيع 25 مذكرة واتفاقية استثمارية بقيمة بلغت 212 مليار ريال بما يعادل 56.5 مليار دولار أميركي. وفي ظل تنامي قيمة حجم استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في بداية انطلاق مبادرة مستقبل الاستثمار فإن هذا يعجل من وتيرة تنفيذ برامج التحول الوطني التي تمس التنمية الاقتصادية والاجتماعية؛ وتكون ممهدة لإقامة مشروعات البنية التحتية كطرق النقل البرية والبحرية التي عادة تستغرق الكثير من الوقت والجهد والمال، ومثال ذلك مشروع الجسر البري الذي يربط ميناء الدماموجدة مروراً بالرياض بمسافة طولية تقدر ب950 كلم. أيضاً سيكون من نتائج الخير والبركة التي تحققت من هذه المبادرة تمويل مشروعات صناعية غير تقليدية ترتكز على الإبداع والابتكار وتمويل مشروعات البحث العلمي من خلال إقامة المشروعات الاقتصادية سواء كان من خلال استثمار براءات الاختراع وتطوير مناهج التعليم وأساليب التدريب المهني والتقني واستثمار برامج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات ذات الصلة. وفي ختام هذه المبادرة الاستثنائية لا يسع المواطن الكريم إلا أن يدرك أهمية دوره الحيوي والمهم للمشاركة بإيجابية في تحقيق الأهداف الاستراتيجية التي رسمتها الحكومة الرشيدة في سياستها الاقتصادية لتنويع مصادر الدخل بعيداً عن هيمنة النفط، وأثر مخرجات ذلك على تحقيق الرفاه الاجتماعي المنشود وجودة الحياة. Your browser does not support the video tag.