أوضح خبير أمن المعلومات م. سامر عمر، أنه في ظل الانتشار المتزايد للحوسبة، لم تعد أساليب الدفاع التقليدية كافية لمواجهة التهديدات الحالية، وقال: "إن الدور الكبير الذي تقوم به تقنيات الذكاء الاصطناعي، زاد من لجوء شركات أمن المعلومات لمواجهة التصاعد المُتواصل في حوادث الاختراق، ومواجهة القراصنة باستراتيجيات تُشابه أساليبهم." وفي مقال أخير لمارتن جايل، يقول إن الذكاء الاصطناعي للأمن السيبراني هو أكثر الموضوعات تداولاً ومقامرة خطيرة. يمكن أن يساعد تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي في الوقاية من الهجمات الإلكترونية، ولكن المتسللين يمكنهم إحباط خوارزميات الأمان من خلال استهداف البيانات التي يتدربون عليها وعلامات التحذير التي يبحثون عنها. وأضاف خبير أمن المعلومات لأكثر من عقدين، أن هناك زيادة كبيرة في مبيعات برامج الأمن الإلكتروني التي وعدت بدفاعات لا يمكن اختراقها بسبب اعتمادها على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتي تُمكنها من الكشف الفوري عن أي برامج ضارة على الشبكة والاستجابة للحوادث واكتشاف الاختراقات قبل أن تبدأ، وأكد بأن الذكاء الاصطناعي يعد أحد الركائز الأساسية في مجال الأمن الإلكتروني خلال الأعوام المقبلة، وبخاصة مع ازدياد الاعتماد على تقنيات إنترنت الأشياء التي تربط كل شيء بشبكة الإنترنت، الكلاود، التحول الرقمي، والصناعة. فيما تعتمد شركات الأمن الإلكتروني على خوارزميات التعلم الآلي بشكل عام لتدريب مجموعات البيانات الكبيرة على تَعلم ما يجب مشاهدته على الشبكات وكيفية التفاعل مع المواقف المختلفة وهذا عكس ما تقدمه أنظمة الذكاء الاصطناعي، ولا تستطيع معظم تطبيقات الأمن الإلكتروني الموجودة اكتشاف استنتاجات جديدة بدون بيانات تدريب جديدة. يجب أن يتعلموا كيفية التفاعل مع حالات الاستخدام المختلفة والسيناريوهات التي تتطلب عادة تدخلاً بشرياً في شكل ترقيات أو تصحيحات أو تغييرات في التكوين في حين أن وعد الذكاء الاصطناعي هو أن الإجراء التصحيحي سيتم تلقائياً استناداً إلى القرارات التي تتخذها التكنولوجيا. وهناك خطر من أن تتجاهل شركات الأمن السيبراني الطرق التي يمكن أن تخلق بها خوارزميات التعلم الآلي إحساساً زائفاً بالأمان، وفي المقابل حذّرت دراسة بريطانية حديثة نُشرت خلال فبراير الماضي من استغلال الذكاء الاصطناعي لزيادة الهجمات الإلكترونية، والتسبب في حوادث للسيارات ذاتية القيادة أو تحويل الطائرات من دون طيار التجارية إلى أسلحة، وقالت إن التقدم السريع في الذكاء الاصطناعي يزيد من احتمال إساءة استخدام الدول المارقة والمجرمين ومرتكبي الهجمات الفردية. ومن المزمع أن يُعقد مؤتمر فيرتشوبورت (VirtuPort) السادس لأمن المعلومات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2018 في الرياض خلال الفترة من 6 إلى 7 نوفمبر المقبل، وسيكون محوره الأساسي "استغلال قدرة الآلة على التعلّم والذكاء الاصطناعي في الدفاع الإلكتروني"، وذلك بحضور شخصيات وشركات عالمية متخصصة في مكافحة التهديدات الإلكترونية. Your browser does not support the video tag.