قدر المملكة العربية السعودية أنها مهبط الوحي وبزوغ الإسلام، وشرفها الله بالحرمين الشريفين، وثروة طبيعية من النفط والمعادن والشواطئ، والموقع الاستراتيجي في خارطة العالم، هذه الميزات ضمن ميزات كثيرة، جعلت المملكة محط نظر العالم، ولما تتمتع به من استقرار سياسي منذ تأسيسها وإلى اليوم، ووهبها حكومة رشيدة من عهد الملك عبدالعزيز -رحمة الله عليه-، وحتى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، وحين ننظر للأزمات التي مرت بها المملكة من أزمة شح المال وما قبل النفط في عهد المؤسس والملك سعود وبداية عهد الملك فيصل -رحمة الله عليهم-، وتجاوزتها المملكة رغم الشح وقلة الموارد التي بها، ومرت بالحروب العربية الإسرائيلية وما تسببه من نزاعات سياسية بالمنطقة واستنزاف مالي ودعم المملكة الذي قدمته سواء مالي أو سياسي، ثم أتت الحرب العراقية الإيرانية والتي استنزفت المنطقة واستمرت ما يقارب 8 سنوات، والتهديدات الإيرانية للمنطقة، ثم أزمة احتلال الكويت ودور المملكة التاريخي بها، ثم أزمة 11 سبتمبر وما طال المملكة من تهم غير صحيحة، والإرهاب الذي عانت منه المملكة من القاعدة والمتشددين وغيرهم، والثورات العربية المزعومة التي نزعت الاستقرار بالمنطقة وهي ثورات لم تجلب إلا القلاقل وعدم الاستقرار لهذه الدول، ودور المملكة في دعم ما يمكن من الدول العربية لكي تكون أكثر استقراراً وأمناً، ثم حكومة قطر وما تكيله وتخططه ضد المملكة والدول المقاطعة لها لأنها سبب أساسي لكثير من الأزمات والدعم لها، وحرب التحالف واليمن والذي للمملكة دور كبير في دعم اليمن تاريخياً اقتصادياً وتخفيف معاناتهم، والدور الإيراني التوسعي بالمنطقة وفي كل الجبهات والأصعدة، كل هذه الأحدث ك»مثال» وقفت المملكة بقوة وصلابة وشموخ وبقيادتها الحكيمة وتجاوزتها جميعها، بل إنها تدعم من يحتاج الدعم من الدول، وحافظت المملكة على استقرارها ونموها خلال هذه العقود وبقيادة ملوكها وحكومات الدولة على مر الزمن، وهي أحداث ليست يسيرةً ولا سهلةً. حين ننظر حولنا نجد دولاً تعاني عدم الاستقرار رغم ثرواتها وقوتها البشرية، وكأنها خلقت لعدم الاستقرار، ما نجده بالمملكة من تجاوز لكل الأزمات وقوة حضور الدولة وهيبتها، هي تستمدها من حكامها وأجهزة الدولة بسياساتها المتوازنة المتزنة البعيدة النظر مع تنمية ونمو اقتصادي لم يتوقف أو يتعطل ويتأخر. واليوم نشهد تصعيداً لأزمة الصحافي جمال خاشقجي، وتحاول بعض الدول استغلال الأزمة لكي تهاجم المملكة وتعمل ضدها، وحتى هذه الأزمة، ستتجاوزها المملكة كسابقاتها، رغم كل ما يحاك ضدها أو من يعمل على ذلك، المملكة تنتصر دوماً في النهاية. Your browser does not support the video tag.