انطلق الربيع التدميري مطلع عام 2011 أو قبله بقليل، لكن الإعداد لتنفيذه كان عام 1995، بعد قفز «العاق» على كرسي الحكم في حادثة انقلاب الابن على أبيه، في مشهد تشبع بالخزي والعار، ومنذ ذاك التاريخ انهمرت الأفكار الشيطانية على النظام القطري؛ ليصبح معزولاً ومنبوذاً من جيرانه ودول المنطقة. فتنظيم الحمدين عاث فسادًا وغدراً وتآمراً وعداءً وتجنيدًا للعملاء والمرتزقة، وزرعًا للجواسيس والخونة، واستقطاباً لكل إرهابي هارب من العدالة، كما أنه شرد وقتل ودمر دولاً وشعوباً عربية بمؤامراته وتدخلاته ودعمه للانقلابات والثورات المشبوهة، وسخر لها الأبواق الناعقة المأجورة والمنصات الإعلامية المدفوعة؛ لتخدم أجندة مخططهم التدميري، الذي جمع تحت سقفه الثلاثي الشيطاني مدعومًا من «البيت المشؤوم» حينذاك، تمهيدًا لإقامة مشروع خلافتهم المزعوم، وإعادة تقسيم ثروات المنطقة ومساحاتها وشعوبها وحدودها فيما بينهم، فانخرط العاملون على هذا المشروع بإصدار التوجيهات لبث الإحباط والسوداوية والشائعات والكراهية، واللعب على العواطف والمتناقضات، وتصعيد القضايا المحلية لتأجيج النفوس وحثها على الثورات والفوضى، من خلال تحريك العملاء والمجاميع المجندة والمزروعة في تلك الدول المستهدفة، فتحقق لهم النجاح بداية في بعض الدول، لكنهم اصطدموا بحصن التحالف السعودي - الإماراتي، الذي واجه هذا المشروع المهدد لأمنهم الوطني بلا هوادة، وهو ما أصاب أصحاب المشروع باللوثة العقلية؛ نتيجة الفشل الكبير الذي عصف بأحلامهم، وتسبب في تبديد ثرواتهم، وانهيار مشروعهم، وفناء 20 عاماً من التخطيط والتدبير الشيطاني، كاشفين بعدها عن عدائهم المطلق وقبح وبشاعة ما في نفوسهم علانية، بعد أن كانوا يخفونها خلف قناع العلاقات الإسلامية والأخوية التي كانت بدورها تداعب فطرة مجتمعاتنا العربية النقية، بينما في واقع أمرهم هم ليسوا أكثر من عصابات قومية وأخرى حزبية، وجدت ضالتها في «صغير» مصاب بعقدة الكبار ليخدم أجندة أطماعهم التوسعية، فسخر لهم ثرواته وأرضه، وسلمهم شعبه ومصيره، ومكنهم من مفاصل دولته وقراراتها؛ لممارسة مؤامرة دنيئة تدار قذارتها من خلف الأبواب الموصدة والسراديب المظلمة والصالونات المغلقة، لكنها بعد انكشافها أصبحت تدار في العلن. وما نشاهده اليوم من استهداف شرس للسعودية ليس وليد اللحظة، بل هو تأكيد لما يحاك لنا منذ عقود، لكن الفارق هو سقوط الأقنعة لنتعرف على وجوه أعدائنا بتجرد وبلا رتوش، لهذا لن تتوقف محاولاتهم عن استهداف بلادنا، بل سيغوصون في وحلهم أكثر، فهو عميق وبلا قاع، ولعل حادثة اختفاء خاشقجي، وما أعقبها من فبركة وافتراءات أشبه بقصص فانتازية لا يصدقها عاقل، ولا يجرؤ أن يؤكدها مجنون، تأكيد على أننا أمام شرذمة حاقدة، تبحث عن تزييف يخدم أجندتها الشيطانية. Your browser does not support the video tag.