منذ تأسيسها، اتّبعت فضائية الجزيرة القطرية، "سياسية تحريرية مضللة"، تزعم إقناع المشاهد العربي بأنّها تتبنّى القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني وقضايا الفقر والبطالة والدعوة لمشروع عربي توحيدي. ذاك هو المعلن. أما أهدافها الحقيقية، فقد بانت خلال أداءها العملي بعد أن أسسّها أمير قطر وقتها، حمد بن خليفة العام 1996، بعد عام واحد من "انقلابه" على والده الشيخ خليفة آل ثاني، لصرف الأنظار عن الإنقلاب وموائد السحل والدهس والاعتقال التي نصبتها الدوحة لعدد من ضباط الجيش وأفراد الأسرة الحاكمة، كهدف موجّه للداخل القطري. ورغم استنفاذها المساحيق كافة التي تخفي ملامح عهرها الاعلامي، لم تستطع فضائية الجزيرة المثيرة ل "الجدل والدجل"، لم تستطع اخفاء مشروعها الذي يسيل قيحاً بإستهداف جيرانها من دول الخليج. على رأسه، مهاجمة المملكة العربية السعودية عن طريق إثارة قضية القواعد الأمريكية في المملكة، مستغلة في ذلك، معارضين سعوديين مقيمين في الخارج من هواة بيع الأوطان، متناسية أنّ "السيلية"، أكبر قاعدة أمريكية خارج واشنطن، تقع في قطر ذاتها، على مقربة من كهوف التآمر في ديوان الدوحة الأميري ! استغلت الجزيرة، تهجير قطر لأكثر من (5) ألف أسرة من أفراد قبيلة "آل مِرَة" بسبب مشاركة بضع أفراد منها في محاولة الإنقلاب على الشيخ حمد في العام 1996، واستجارة مملكة الكرامة والشهامة السعودية لهم، للايحاء بأن السعودية تقف وراء محاولة الانقلاب, ولصرف الأنظار عن هذا الفعل المشين. خارج الخليج، هاجمت "الجزيرة"، حكومة الرئيس المصري السابق حسني مبارك متكئة على علاقة القاهرة بإسرائيل، متجاهلة وجود مكتبين للتمثيل الدبلوماسي بين الدوحة وتل أبيب! لاحقاً، تبنّت فضائية الجزيرة ثورات الربيع العربي، وحاولت إذكاء نيرانها في المغرب والبحرين وليبيا وغيرها، بل مارست هوايتها الشيطانية في فبركة المواد التلفزيونية التي تخدم قضيتها، حتى كادت "مايكرفوناتها" أن تهتف من تلقاء نفسها مع المحتجين في ميدان التحرير. وآلية عمل فضائية الجزيرة تقوم في الأصل على تحويل بؤر عدسات التصوير والأعين عن: "ما يحدث في قطر"، وتوجيهها لبث الأكاذيب عن دول الجوار، وتحديداً المملكة العربية السعودية، وهو سعي خائيب خيبة القائمين عليها.
وأن ينس المشاهد والقارئ معاً، لن ينس "أصرخ" انتاج للجزيرة إبان ثورات الربيع العربي، فيلم "الصراخ في الظلام" الذي خصّصته لاحتجاجات مملكة البحرين، استخدمت فيه تقنية انتزاع مشاهد حقيقية من سياقها وتعميمها لصناعة حملة علاقات عامة تهدف للتعاطف مع المتظاهرين، وإظهارهم بمظهر المضطهدين من أصحاب القضية. مستبقة بشرّها، قوات "درع الخليج" التي أخمدت النيران وأطفأت جذوة نار الفتنة على شواطئ لؤلؤة الخليج, واستمرت في ذلك بدعم حكومي خفي قبل أيام لإشعال نيران المتظاهرين عندما شرعت قوات الأمن البحرينية في القبض على المطلوب عيسى قاسم. من يقود هذه القوة الناعمة هو عضو الكنيست الاسرائيلي السابق عزمي بشارة وهو من عرب 48 ويحمل الجنسية الاسرائيلية ، بتنسيق الحملة التي تشترك فيها صحف مموّلة قطرياً، وهو الذي أحيت قطر عظام شيطانه الرميم، وجاءت به من منادمة أهل القلنسوات تحت قبة الكنيست الاسرائيلي إلى ضفاف الخليج العربي وأدخلته قصر "الوجبة" يتجول فيه ويرمي بالمشورات ضد الخليجيين . وتشترك في "حملة الحقد"،حسابات على مواقع التواصل و صحف مثل الخليج الجديد وعربي 21 و "العربي الجديد"، و"هافنغتون بوست عربية"، ويرأس تحرير الأخيرة، "وضّاح الخنفر" مدير قناة الجزيرة السابق الذي لا يخفي تعلقه المرضي ب "الأخوان"، إضافة لتلفزيون "العربي الجديد" الذي تمّ تأسيسه وتعريبه ليكون نائباً للفاعل الشيطاني "الجزيرة"، بعد أن فقدت مصداقيتها لمحاولتها الفاشلة في تحريض الشعوب أثناء الربيع العربي, وزعمت أنها ستكشف المزيد وهي التي لم تستر عورتها, وهي التابعة لشركة فضاءات ميديا التي يديرها بشارة. وترأس عبدالباري عطوان صحيفة القدس العربي الممولة من وزير خارجية قطر حمد بن جاسم وجعلها منبراً لمهاجمة السعودية وهي البلد التي نشأ فيها وتعلم عروبته على أرضها ودرس أبجديات الصحافة في صحيفتي المدينة والشرق الأوسط قبل أن يلهث خلف ريالات الغاز ويحاول أن يعض اليد التي أكرمته, قبل أن تفشل صحيفته ويختلف مع ولي نعمته وينشئ صحيفة أسماها الرأي اليوم ..فيلعق أحبارها نهاراً وينعق في القنوات ليلاً.