لاقت تصريحات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-، لوكالة بلومبيرغ الأميركية، بشأن التأكيد على أن اليمن يشكل مسألة أمن قومي للمملكة اهتماما كبيرا في أوساط الكتاب والمحللين والناشطين اليمنيين، واعتبروا أنها تعكس وحدة المصير في اليمن والمملكة العربية السعودية وشبه الجزيرة العربية. وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني يحيى الثلايا إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جدد في حديثه عن معركة اليمن التي يخوضها التحالف العربي بطلب من الحكومة اليمنية، التوصيف الثابت لطبيعة المعركة، باعتبارها معركة متعلقة بالأمن القومي لشبه الجزيرة العربية وللمنطقة برمتها، ومرتبطة باستقرارها، مشيرا إلى أنه حين تعرضت اليمن والمملكة والمنطقة لتهديد فعلي تمثل بالانقلاب الحوثي على الدولة اليمنية بدعم ورعاية مباشرة من إيران، لم يكن هناك من خيار أمام الحكومة اليمنية غير طلب التدخل من المملكة التي تقود المنظومة الإقليمية، وجاءت الاستجابة الطبيعية من المملكة والتحالف بالتدخل عسكريا وخوض الحرب التي فرضتها الميليشيات الحوثية بدعم من إيران، ولن تتوقف الحرب قبل زوال هذا الخطر، لافتا إلى أن هذا ما أكدت عليه مجددا إجابات ولي العهد في حواره الأخير مع وكالة بلومبيرغ الأميركية. شرطي إيراني في باب المندب وأضاف الثلايا أن التهديدات التي يشكلها النفوذ الحوثي الإيراني في شبه الجزيرة العربية والتي أشار إليها الأمير محمد بن سلمان وشبهها بأنها نسخة أخرى من حزب الله، لا يمكن قبولها وأن هذا الموضوع خط أحمر، هي توصيف طبيعي ودقيق جدا، مؤكدا أن الميليشيا الحوثية أصبحت خنجرا في خاصرة الجزيرة العربية وشرطي إيراني في باب المندب يهدد الملاحة الدولية بل تعرضت سفن عالمية للخطر والإصابة في أهم ممر دولي لخطوط نقل النفط والتجارة العالمية من خلال تنفيذ عمليات هجومية إرهابية نفذتها الميليشيا الانقلابية. وتابع الثلايا في حديثه ل»الرياض»: في الواقع أن بقاء أي نفوذ لميليشيا الحوثي الانقلابية التابعة للإيرانيين على اليمن يجعل المنطقة مهددة، خصوصا إذا ما علمنا أن صعدة وحدها تفوق كل أراضي لبنان من حيث المساحة والتسليح الذي بحوزة الجماعة، رغم أن صعدة لا تبلغ مساحتها حتى ربع مساحة اليمن، ولذا ما قاله ولي العهد لم يأت من فراغ. ولفت الكاتب والمحلل السياسي اليمني يحيى الثلايا إلى أن هناك إدراكا واضحا لخطورة المشكلة وتعقيداتها حملته إجابات ولي العهد الذي اعتبر أن قضية الأمن القومي أهم من العلاقات العامة، ولذا صرح الأمير محمد بن سلمان بوضوح تجاه أي ضغوطات تتجاهل كارثية الميليشيا الحوثية وتهديدها للأمن القومي وأنه لن يتم الالتفات إليها والخضوع لها حتى لو تسبب ذلك في تخلق مشاكل مع بعض الحلفاء والأطراف غير المدركين لما يجري، مؤكدا على أن خلاصة حديث الأمير فيما يتعلق بالحرب في اليمن تؤكد وحدانية المصير في اليمن والمملكة والجزيرة عموما، وأنه لابد من إنجاز المعركة التي تخوضها الأمة اليوم بقيادته كوزير دفاع للمملكة التي تقود التحالف مهما كانت الضغوطات والمخاطر. خطر مماثل ل»داعش» و «حزب الله» المحلل والكاتب السياسي اليمني عدنان ناصر، يشير بدوره إلى أن هناك دولا غربية وبعضها مؤثرة ما زالت تنظر إلى الحرب في اليمن من زاوية إنسانية ولا تنظر إلى حجم الخطورة التي تمثلها جماعة دينية مسلحة لا تقل خطورة عن «داعش» الإرهابي وتنظيم «حزب الله»، على اليمن والمنطقة والملاحة البحرية وتنفيذ أجندة إيران الطائفية، مؤكدا على ضرورة هزيمة هذه الجماعة بكل السبل. وقال ناصر ل»الرياض»: إن ما قاله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يأتي في سياق التأكيد على أن هذه الحرب لن تنتهي بغير درء هذا الخطر الذي يهدد الأمن القومي لليمن والمملكة وشبه الجزيرة العربية، وهو أمر يجري تنفيذه في مختلف الجبهات، معتقدا أن استعادة العاصمة اليمنية صنعاء في أقرب وقت هو أمر كفيل بكسر تصاعد هذا الخطر، وسيتمكن الجيش اليمني والمجتمع اليمني أيضا من ملاحقة عناصر الجماعة الحوثية وإنهاء استخدامها لبعض المناطق اليمنية كمنطلق للتهديدات ضد المملكة وبقية مناطق الجمهورية اليمنية والملاحة البحرية. Your browser does not support the video tag.