ينظر الناجون من الكارثة المزدوجة التي ألمت بإندونيسيا إلى مستقبلهم بإحباط ويأس، بينما أعلنت الحكومة اليوم الأربعاء عن خطط إعادة بناء منازل من أجل عشرات الآلاف من السكان. وارتفع العدد الرسمي لضحايا الزلزال الذي بلغت قوته 7.5 درجة وأمواج المد البحري العاتية التي أعقبته يوم 28 سبتمبر أيلول إلى 2045 قتيلا بعد العثور على مزيد من الجثث خلال عمليات بحث وسط الأنقاض في مدينة بالو الساحلية يشارك فيها نحو عشرة آلاف شخص. وشردت الكارثة أكثر من 82 ألفا في مدينة بالو التي كانت الأكثر نكبة، والتي تبعد 1500 كيلومتر إلى الشمال الشرقي من العاصمة جاكرتا، وتعرض 67 ألف منزل للتدمير أو لأضرار. ويعيش كثير من الناجين في ملاجئ مصنوعة من الأخشاب والبلاستيك في المدينة والتلال المحيطة بها حيث ينتظرون ويتساءلون عما سيحدث لهم. وقال الطالب أحمد هدايت "يرددون باستمرار أنه سيكون هناك تعويضات لكن أين هي؟". وهدايت من منطقة بالاروا بالمدينة وهي منطقة دمرت بسبب انهيار التربة. وقال وهو يقف في مرأب لحقت به أضرار بالغة ويعمل فيه مع شبان آخرين محاولين إنقاذ قطع غيار من بين الحطام "ما هي الخطط؟ هل سيجري نقلنا؟ هل ستقدم مساعدة لإعادة الناس؟ لا شيء مؤكد". وجلست هيستي أنداياني، وهي أيضا من سكان بالاروا وتبلغ من العمر27 عاما، تبكي فوق قطع من القرميد قالت إنها كانت جزءا من حجرة نومها يوما. وهذه هي أول عودة لها لمنزلها منذ وقوع الزلزال الذي قتل شقيقتها الصغرى. وقالت "لا أدري ماذا سنفعل. لا نملك أي نقود. سيكون علي أن أجد وظيفة لكني لا أعرف أين يمكننا أن نعيش". وتحاول فرق الإنقاذ مع السكان تحديد الأماكن التي قد يكون فيها ضحايا، لكنه أمر يعتمد على التخمين بسبب الحركة الكبيرة التي حدثت للتربة. وتقول الوكالة الوطنية لمواجهة الكوارث إن ما من أحد يعلم عدد المفقودين في بالاروا والأحياء الأخرى، لكن ربما يصل العدد إلى 5000. * أكياس للجثث عثرت فرق الإنقاذ على 26 جثة أمس الثلاثاء لكن يبدو أن العدد تضاءل اليوم الأربعاء. فقد شاهد صحفيون من رويترز نقل ضحيتين فقط داخل كيسين بلاستيكيين للجثث. وقررت الحكومة وقف عمليات البحث عن جثث الضحايا اعتبارا من غد الخميس. وعزت ذلك لمخاوف من انتشار أمراض. وأغضب ذلك الكثيرين من أقارب المفقودين لكنه سيؤدي لتركيز جهود السلطات على المرحلة التالية وهي إعادة البناء. وقال سوتوبو بورو نوجروهو المتحدث باسم الوكالة الوطنية لمواجهة الكوارث في إفادة صحفية في جاكرتا "تقرر البدء في إعادة البناء والترميم في أوائل نوفمبر". وأضاف أنه يجري جمع البيانات وتم رسم خرائط للمساعدة على تحديد الأماكن التي ستشيد بها المنازل. وأحجم نوجروهو عن التكهن بالوقت الذي سيستغرقه بناء المنازل الجديدة. Your browser does not support the video tag.