ما زالت أصداء حديث ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، لوكالة بلومبيرغ الأميركية، تتوالى، على الصعيدين الإقليمي والدولي. فقد جاء حوار سموه كاشفاً عن طبيعة الدور الذي تقوم به المملكة في المنطقة، ومساهمتها في حفظ استقرار المنطقة، وتوازن العلاقات مع الأطراف الدولية المختلفة. وكانت الرسالة التي بعث بها ولي العهد إلى الولاياتالمتحدة الأميركية، أن العلاقة مع واشنطن ليست هي التي تحفظ للمملكة دورها، أو تقوي أو تضعف منه، حينما أشار سموه إلى فتور تلك العلاقة خلال فترة حكم الرئيس الأميركى الأسبق باراك أوباما، التي تخللتها سياسات قوية من جانب المملكة رغم التوجه المضاد من أميركا تجاهها في تلك الفترة. قوة كبيرة وحسبما رصدت تقارير صحفية مختلفة، كشف حوار سمو ولي العهد، عن قوة كبيرة في المنطقة تمثلها المملكة، تضاف إلى قوة أخرى هي مصر، ليكونا معا جناحي الأمة. وبحسب التقارير الإقليمية والدولية، لم يكن حديث ولي العهد سوى انعكاس حقيقي لسياسة المملكة في الفترة الأخيرة، التي أعقبت بيعة، محمد بن سلمان ولياً للعهد، قبل أكثر من عام، وبموجبها تم الكشف عن سياسات جديدة، راعت الأصالة والتجديد، فتحققت النهضة في مجالات عديدة، سواء الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو الثقافية، وحتى على مستوى حقوق الإنسان، في الوقت الذي قوي فيه دور المملكة تجاه أشقائها العرب، والشعوب التي لا زالت تعاني ويلات الدمار، بسبب ممارسات الجماعات الإرهابية، والميليشيات المسلحة التي تدعهما أنظمة ذات أطماع في المنطقة. رؤية ولي العهد وبنظرة سريعة على تطور الأوضاع في المملكة، أحرزت المملكة، بفضل رؤية ولي العهد، تقدماً في مجالات عديدة. ففي المجال الاقتصادي تم التأكيد على رؤية المملكة 2030، التي تمثل رؤية شبابية ناضجة، تعترف بضرورة تطوير الهيكل الاقتصادي للمملكة، من خلال ثرواتها ومواردها الطبيعية، ومزاياها الجغرافية، التي تمنحها فرصا اقتصادية أعظم. وكانت رؤية الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، في هذا الإطار متحضرة، وتراعى الظروف الدولية الجديدة، خاصة تلك المتعلقة بسوق النفط العالمي، وما شهده من تقلبات، وهو الأمر الذى دفع سموه لتبنى فكرة التحرر من النفط، كعامل قوي يؤثر في اقتصاد المملكة، وهي الفكرة التي ترتب عليها أفكار أخرى منها، التوسع في أنشطة الصناعات التحويلية والبتروكيماويات، وتأسيس شركات أخرى تتبع الشركة العملاقة «أرامكو» وهي أفكار جديدة تؤتى بثمارها الإيجابية على اقتصاد المملكة. وبفضل رؤية ولي العهد الاجتماعية استطاعت المرأة السعودية، أن تحقق ذاتها في مجالات عديدة، بعد تبني رؤية سديدة في هذا الشأن، بخلاف المجالات العديدة الأخرى الثقافية، التي بموجبها تشهد المملكة دور عرض سينيمائي، وانفتحت على العالم في مجالات لم تكن تخوضها من قبل. دعم اليمن وفي المجال السياسي، حافظت رؤية الأمير محمد بن سلمان على الدور المهم في دول النزاع، ومنها اليمن، التي حافظت المملكة على دورها تجاهها، وتعمل على دعم الشعب اليمني، الذي يتعرض لويلات الحوثي المدعوم من طهران، وتمثل في جملة المساعدات الاقتصادية، التي يتم تقديمها لليمن، وآخرها 200 مليون دولار دعماً للبنك المركزي اليمني، لتصل جملة مساعدات المملكة لليمن إلى نحو 17.7 مليار دولار منذ عام 2011. وبفضل تلك الرؤية والسياسات الرشيدة من ولي العهد، كانت قوة حوار سموه مع الوكالة الأميركية، التي كشفت عن الكثير من أوجه القوة في سياسة ومكانة المملكة، وهو الحوار الذي حمل عبارات مكاشفة صريحة لازدواجية المعايير الأميركية، وثبات سياسة المملكة بقوتها وسيرها على طريق دعم الأمة العربية. أمن المملكة وأكد سموه أن أمن المملكة خط أحمر لا تهاون فيه مطلقاً، مشدداً على أن توفير الأمن والاستقرار للمواطنين مسؤولية تضطلع بها الحكومة. وتصدرت التصريحات الحازمة لسموه، قائمة الأكثر تداولاً على شبكات التواصل الاجتماعي حول العالم، وعبرت تغريدات رواد موقع التدوين المصغر «تويتر» عن اعتزاز الشعب السعودي ببلاده ورفضه لأي محاولة للمساس بها، وقدرة المملكة الفائقة على حفظ أمنها القومي وكذلك مواجهة المخاطر التي تهدد دول المنطقة. ولفت مراقبون إلى أن تصريحات ولي العهد حملت العديد من الرسائل للخارج، بما فيها التأكيد على أنه لا فضل ولا منة في استقرار وأمن ورخاء المملكة لأي دولة كانت، وأن المملكة دولة تضرب أطنابها في عمق الأرض، وأن من يحمي أراضيها هم أبناء شعبها، وهم من تعتمد عليهم في الحفاظ على أمنها واستقرارها، وأنها لم ولن تدفع أي شيء مقابل ذلك لأي دولة في العالم. التدخل مرفوض وتترجم المواقف والقرارات الرشيدة للقيادة السعودية الرؤية الاستراتيجية على كافة الملفات؛ وجاء الحزم مع كل من تسول له نفسه التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة، وكذلك المواقف الصارمة التي اتخذتها مع الدول الداعمة للإرهاب وتجعل العالم يتابع ويترقب عن كثب، الضربات الاستباقية لمعاقل الإرهاب الأسود داخل المملكة والميليشيا الإرهابية المدعومة من إيران في الخارج وقطع أذرع الإرهاب ومواجهة أي تهديد للمنطقة. الأقوى أمنياً ويظل الهدف الكبير للقيادة السياسية أن تكون المملكة الدولة الأقوى أمنياً وسياسياً واقتصادياً تحقيقاً لمصالح الشعب وتدعيم أمن واستقرار الوطن بالعمل الدؤوب للانتقال إلى مرحلة جديدة من الاستدامة والتنافسية والتوازن والشفافية والتنمية الشاملة وحماية المكاسب الوطنية باتباع نهج التطبيق والتصحيح حتى إذا كان ذلك يعني إجراء التغييرات في الخطط والبرامج. قدرات دفاعية ومن جانبه، قال مساعد وزير الدفاع المصري السابق اللواء حسام سويلم إن المملكة لديها القدرات الدفاعية سواء بشرية أو تسليحية أو معدات متقدمة في الجو والبحر والبر للدفاع عن حدودها وأرضها شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، خاصة أنها تواجه التهديديات من قبل إيران التي تمول ذراعها الحوثي، وبالتالي عندما نتحدث عن اليمن فنحن لا نتحدث عن الحوثي فهو لا يساوي شيئاً، فالحديث عن إيران والتهديد ضد الوجود السعودي، فقد أعلن الحرس الثوري الإيراني أنهم يريدون رفع أعلام الخميني فوق مكة والمدينة. وأضاف أن التهديد لا يقتصر فقط على العواصم الأربعة التي زحفت عليها إيران واستولت على صنع القرار فيها وكانت العاصمة الخامسة هي الدوحة ثم التفكير فيما بعد الدوحة، وبالتالي الخطر الإيراني داهم وقائم ومستمر ولا بد أن يكون للمملكة دور كبير في الدفاع عن نفسها ومقدراتها وأرضها باعتبارها هي الحامية للحرمين الشريفين. استنزاف المنطقة وأشار وكيل جهاز المخابرات المصري الأسبق، عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب، اللواء فؤاد علام إلى أن الحرب في اليمن شيء خطير للغاية، فهذا مخطط دولي يستهدف استنزاف القدرات العربية وخصوصاً المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت باعتبار أن لديهم فائضاً من المال كانوا يدعمون به الدول العربية وخاصة مصر التي استطاعت الوقوف على أقدامها بفضل هذه المساعدات، وهو ما دفع أصحاب المخططات إلى إشعال الحرب لاستنزاف قدرات الدول العربية وتدمير المنطقة. وأكد أن الوضع خطير جداً في اليمن مع استمرار الدعم الإيراني للحوثيين بالسلاح والمال وكل شيء، وعلى الدول الأجنبية وخاصة أميركا اتخاذ موقف للقضاء على مثل هذه الشوائب الشاذة في اليمن. سيادة كاملة وقال أستاذ التاريخ المعاصر والعلاقات الدولية في الجامعات العربية الدكتور عبدالحكيم الطحاوي إن حديث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يوجه رسالة قوية للعالم تعبر عن القوة والمتانة التي تعيشها المملكة، وأصالة هذه الدولة ورسوخها عبر التاريخ منذ تأسيسها في دورها الأول على يد الإمام محمد بن سعود، الذي يسبق قيام الولاياتالمتحدة الأميركية. وتابع: صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يؤكد بوضوح شديد أن المملكة أصبحت دولة قوية ذات شأن ومكانة في محيطها الإقليمي وعالمها العربي والاسلامي، ومثالاً يحتذى بها في العلاقات الدولية، ودولة تقف نداً في التعامل مع الدول الكبرى. ولا ننسى أن المملكة ولدت دولة مستقلة منذ أن أعلن توحيدها الملك عبدالعزيز في عام 1932، ولم تخضع لأي تسلط استعماري، وهو ما حافظ عليه أبناؤه البررة من الملوك حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. دولة عظمى ويرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبدالرحيم خليل بجامعة أسيوط أن حديث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، يؤكد أن المملكة دولة لها مكانتها وريادتها في العالمين العربي والإسلامي وعلى الصعيد العالمي، وتلعب دوراً مهماً وتتصرف كدولة عظمى وقوية وفاعلة في منطقة الشرق الأوسط، وتسعى كدولة قائدة ورائدة في المنطقة إلى تثبيت السلام وإرساء دعائم الاستقرار، وهي تحارب الإرهاب. تثبيت الأمن ويؤكد الباحث في القانون الدولي الدكتور وليد شتا أن حديث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز يبرهن على قوة المملكة، ومواقفها الصادقة في التعامل مع الأحداث، لافتاً إلى أن المملكة تعيش أزهى عصورها بفضل قيادتها الحكيمة وهي تحافظ على أمنها وأمن واستقرار المنطقة وتسعى جاهدة لتثبيت دعائم الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط. Your browser does not support the video tag.