كانت العملية الإرهابية التي خطط لها وقاد لتنفيذها الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي لتفجير مؤتمر المقاومة الإيرانيةبباريس أواخر يونيو المنصرم هي القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لساسة وحكومات أوروبا ورجالاتها، فليس مقبولا في عرف الديموقراطيات الأوروبية السماح لإيران باستغلال سفاراتها ودبلوماسييها لتفجيرات دموية على الأراضي الأوروبية، لذا رفضت ألمانيا تسليم أسدي لإيران أو تركه يعود إلى مقر عمله في فينا فذلك يعد في عرف القوانين الاتحادية الألمانية مشاركة في الجريمة أو غض الطرف عنها على وفق رغبة إيران، وقامت بتسليمه إلى بلجيكا لإتمام إجراءات محاكماته وإدانته وإنزال العقوبة العادلة بحقه، وهي في الحقيقة محاكمة للنظام الإيراني وسلوكياته، كما أن فرنسا على خلفية ذات العمل الإرهابي بدأت إجراءات شديدة لاقتلاع الإرهاب الإيراني من أراضيها وتجميد أرصدة الأمن والمخابرات الإيرانية واعتقال عدد من المشتبه بهم ما دفع عددا كبيرا من الساسة والمسؤولين الأوروبيين إلى ذات نهج الفرنسيين في التعامل مع إيران الإرهابية، ودعا سياسيون وخبراء إلى تشديد التحرك الأوروبي ضد الإرهاب الإيراني عقب قيام فرنسا بإغلاق مراكز إيرانية وتجميد أصول وزارة الاستخبارات الإيرانية عقب تورط طهران بمحاولة تفجير مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس أواخر يونيو الماضي، وجاءت الدعوات خلال مؤتمر الخميس في بروكسل تحت عنوان "موجة جديدة لإرهاب النظام الإيراني - ردود أوروبا وأميركا" نظمته "اللجنة الدولية للبحث عن العدالة". وحث المشاركون المجتمع الدولي على إنهاء الصمت إزاء الإرهاب الإيراني في الغرب ودعم الاحتجاجات الشعبية ضد النظام الديكتاتوري في إيران. وقال أليخو فيدال كوادراس، رئيس اللجنة الدولية للبحث عن العدالة؛ ونائب رئيس البرلمان الأوروبي (1999-2014) إن الخطة الإرهابية لتفجير مؤتمر المعارضة الإيرانية كانت مدبرة من قبل أعلى المستويات في وزارة مخابرات النظام الإيراني". أما روبرت توريسلي، النائب الأميركي السابق وعضو مجلس الشيوخ الأميركي (1997-2003) فقد قال إن الأنشطة الإرهابية للنظام الإيراني في الغرب رد فعل من قبل النظام تجاه الضغوط الدولية وكذلك ضعفه أمام الاحتجاجات الشعبية في الداخل". بدورها شاركت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، رئيسة "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية"، برسالة فيديو مسجلة، قالت فيها إن "الملالي الحاكمين في إيران يريدون أن يجعلوا بالإرهاب، العالم صامتًا ومتخاذلًا، فيما الرد عليهم يجب أن يكون بإبداء الحزم". وأشارت إلى أن "الاحتجاجات مستمرة في إيران والاقتصاد منهار وفقدت العملة الرسمية قيمتها 4 أضعاف". وأضافت: على الصعيد الدولي، هناك تحولان مهمّان، جعلا نظام ولاية الفقيه بين فكّي الكمّاشة: أحدهما نهاية سياسة الاسترضاء مع النظام الاستبدادي الحاكم باسم الدين، والآخر تشديد العقوبات". وذكرت رجوي أن "الملالي يريدون ابتزاز المجتمع الدولي بالإرهاب بحيث لم يرضخوا لخفض برنامجهم الصاروخي والهجمات الإرهابية". ودعت الأوروبيين إلى مواجهة النظام قائلة: أغلقوا سفارات النظام، وهي مراكز معروفة للتجسس والإرهاب. لا تتعاملوا مع شركات قوات الحرس واللجنة التنفيذية لخامنئي. كل صفقة مع هذه المؤسسات هي مساهمة في تمويل الإرهاب. لا تسكتوا عن إعدام وتعذيب السجناء الإيرانيين وانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان للشعب الإيراني. وقدّموا للعدالة، المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في إيران على مدى الأربعين سنة الماضية". Your browser does not support the video tag.