تعد برامج السوشيال ميديا من الظواهر الاجتماعية المعاصرة، التي أصبحت حديث الجميع بعد أن اقتحمت وتغلغلت في كل بيت، بيد أن المؤسف في هذه الظاهرة أن تخللتها الكثير من الوصلات الفنية الرخيصة والمقاطع التمثيلية التافهة والتي أخلت بالأدب العام واغتالت الحياء التي نشأ عليها الطفل منذ نعومة أظفاره نتيجة الفراغ المعرفي بدوافع وجود هذه الوسائل وجوانبها الإيجابية، بحيث بات الكثير مما يتم عرضه على تلك القنوات يحوي من الإغراءات المبطنة ما يفسد سلوك الناشئة وتلحق الضرر بالشباب، هذا الأمر سبق أن تناوله مختصون مراراً وتكرارًا من عدة أوجه وخلصوا إلى أن هذا السلوك الذي ينتهجه بعض أولئك هو سلوك منبوذ وعمل ممقوت، وله أبعاد مأساوية على المستوى البعيد، لسلوكهم مسالك غير أخلاقية تخمد الإشعاع الثقافي والفكري في المجتمع، والجدير بالذكر أن المشروعات الخمسة التي أعلن عنها وزير الإعلام الدكتور عواد العواد مؤخراً والتي تعمل عليها الوزارة ضمن خططها التطويرية التي وضعت ضمن إستراتيجية إعلامية تعنى بالإعلام الرقمي وتطوير الصحف وتقنين عمل مشاهير السوشيال ميديا بوضع لائحة تنظيمية إثر أن أصبحت العشوائية هي من تدير العجلة هذا الإجراء الذي اتخذته وزارة الإعلام هو إجراء مهم جداً وعمل تحمد عليه الوزارة، فهذا العمل التقني في حقيقته أتى ليضع حداً لتلك التجاوزات التي أسأت للمجتمع في المقام الأول، ومن أجل الشد على أيدي المحسن وثني يد المسيء، ومن المهم في هذا الإطار أن يعلم مرتادو منصات التواصل الاجتماعي وأصحاب الميول أن الكف عن استخدام إيقونة الإعجاب هو أسلوب عملي لإجهاض عملية أذاعت الصيت التي بلغت بهم هذا المبلغ، لقد أعرب نشطاء عبر سلسلة من التغريدات الغاضبة على تويتر عن عدم رضاهم عن التصنيفات التي أدت إلى هذه الشهره الزائفة مع إبداء أسفهم وغيظهم الشديد لما آل إليه الحال، فيما أبدى مهتمين بالسلوك وعلم النفس وهو مما يستحق الذكر في هذا الجانب إلى خطورة هذا النوع من التثقيف المباشر الذي يؤثّر سلباً على ثقافة الأفراد في ظل انحسار حضور الجوانب الإيجابية له، في غضون ذلك صرح معنيون بالتربية الأسرية والحياة المجتمعية عن عميق قلقهم إزاء هذا السلوك الذي ينتهجه بعض هؤلاء، ممن يطلق عليهم مزاجاً بالمشاهير، حاثين في الوقت نفسه أفراد المجتمع على عدم التطبيل، وإلغاء المتابعات التي أوصلت تلك الفئة إلى هذه المرحلة من الشهرة. Your browser does not support the video tag.