سرقت كرة القدم الأضواء الجماهيرية والإعلامية ونالت النصيب الأكبر من الاهتمام، فالكل لا يتحدث إلا عن منافساتها وأحداثها، وكأنها الرياضة الوحيدة في المملكة، وظُلم بسبب ذلك لاعبون مميزون ومنجزون في الألعاب الأخرى، ويُعد هداف منتخبنا السعودي لكرة الماء بدر الدغيثر واحداً من النماذج الرياضية المشرفة، إذ يحمل لواء الوطن ويمثله في إسبانيا باحترافه هناك، ووضع بصمته قبل أسابيع مع فريقه الجديد سانت إندريو الإسباني، إذ قاده لتحقيق الميدالية البرونزية في كأس كتالونيا عقب تسجيله هدف التفوق في مرمى فريق ماتارو. وسبق للدغيثر ارتداء شعار نادي ميديتراني لموسمين، ووصل معه لنهائي الدوري الإسباني بعد 30 عامًا وحقق الحلم معه بنيله الوصافة، كما خاض تجربة احترافية امتدت ثلاثة أعوام مع نادي كتالونيا، وكان ثاني هداف الفريق ب28 هدفًا، وفي قائمة أفضل عشرة هدافين في الدوري الإسباني كما حقق جائزة أفضل لاعب في المباريات أربع مرات في الدوري الإسباني. وإيمانًا من «دنيا الرياضة» بمتابعة اللاعبين السعوديين في كل الألعاب ممن يمثلون المملكة خارج حدود الوطن، أجرينا هذا اللقاء مع الدغيثر، وجاء فيه:* بداية، كيف بدأ مشوار احترافك في إسبانيا؟ * بدأ من بطولة العالم التطويرية في الكويت عام 2013م، إذ تلقيت عرضا رسميا ولم أتردد لحظة في الموافقة. o ما هو سبب تنقلك بين اندية اسبانية عدة؟ وهل وصلتك عروض من خارج اسبانيا بعد تألقك؟ * تنقلت للتغيير وتحقيق اهداف أكبر، ومن ناحية العروض الاخرى خارج اسبانيا فقد تلقيت عروضا احترافية عدة من صربيا وفرنسا واليونان. o لمن تدين بالفضل بعد الله في ما وصلت إليه؟ * لوالدي الغالي، فهو من دعمني وكان حريصا دائماً على أن أثبت نفسي في أوروبا وأرفع اسم المملكة والوطن، هو دائماً معي خطوة بخطوة ويسر لي جميع الأمور لأكون في أحسن حال. o ما هو سر تميزك وتألقك؟ * توفيق من الله أولاً، ومواصلة التمارين والاحتكاك الخارجي يجعل اللاعب يبرز ويتطور بشكل سريع جداً. * حدثنا عن طموحك في لعبة كرة الماء؟ - كنت أطمح في الاحتراف في أوروبا منذ صغري وأن أبرز هناك وأسجل أرقاماً جديدة للوطن ولي شخصياً، وحققتها بحصولي على أول لاعب خليجي يحترف في اوروبا وأول لاعب آسيوي يلعب نهائي الدوري الاسباني ضد بطل اوروبا، والطموح الذي لا يزال في ذهني منذ أعوام طويلة هو تحقيق مراكز متقدمة مع المنتخب السعودي وأهم طموح هو تحقيق ميدالية بآسيا والتأهل للألعاب الأولمبية. * هل كان لاتحاد اللعبة دور في ما وصلت إليه من مستويات وأرقام؟ o الاتحاد السابق كان غائبًا ولم يعلموا عن احترافي إلا في نهاية الموسم الثاني، عندما حققت مع فريقي وصافة الدوري الاسباني للمحترفين ضد بطل أوروبا، وأصبحت حينها أول لاعب آسيوي يلعب نهائي الدوري الاسباني، أما الاتحاد الحالي فلديه استراتيجية تتمثل في تكرار تجربتي في الاحتراف، خصوصاً بعد استقلاله عن اتحاد السباحة والدعم الكبير الذي يلقاه الاتحاد وجميع الاتحادات من رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ. * متى سنرى اللاعبين السعوديين يحترفون خارج المملكة؟ وما الذي ينقصهم؟ -الدعم الذي تلقاه الرياضة السعودية من القيادة الرشيدة واهتمام وحرص ال الشيخ سيختصر الكثير من الزمن لتحقيق منجزات وطموحات كبيرة. * هل من نصيحة لهم؟ o نصيحتي لهم مواصلة التمارين بشكل مستمر والصبر وبذل الجهد ومتابعة البطولات والدوريات العالمية. * ما سر تعلقك باللعبة ولماذا اخترتها عن غيرها من الألعاب؟ - والدي هو السبب، إذ حببني في اللعبة، وعندما تألقت فيها زاد اهتمامي في المواصلة والاستمرار. * لعبت مع والدك في فريق واحد، حدثنا عن ذلك وأبرز المواقف؟ - هذا أكبر شرف نلته في حياتي وهو أن العب مع والدي في فريق واحد وهذا كان حلمه، وتم تحقيقه، خسرنا الكثير في البداية وعانينا كثيراً ولكن ختامها كان مسكاً بتحقيق الدوري السعودي وبطولة النخبة والبطولة العربية للأندية، وحصلت في هذه البطولات على كأس أفضل لاعب. * ما الفرق بين اللعب في أوروبا وفي السعودية؟ -الفرق كبير، اللعب في أوروبا احترافي بكل ما تعنيه الكلمة، من الناحية الرياضية والاجتماعية والثقافية، وهنا في أوروبا حريصون كل الحرص على راحة اللاعب وتوفير دورات عن الغذاء والنوم الباكر والمنافسة في التمارين، وفي ظل الدعم الكبير الذي تحظى به رياضتنا نأمل ارتفاع مستوى البطولات المحلية وتعزيز الاستضافات. * ماذا ينقص كرة الماء السعودية حتى تحقق النتائج المأمولة؟ * ينقصها أولاً توفير الدعم الكافي لها، لأن كرة الماء من اصعب الرياضات الاولمبية ولها إرث اولمبي عريق كونَها اول لعبة جماعية في برنامج الألعاب الأولمبية وتتطلب تدريبا لمرتين في اليوم، والصبر لأربعة أعوام على الأقل، ويتماشى هذا مع خطة الاتحاد وتحقيق الأهداف، والأهم من هذا كله تقديم الدعم الكامل للمدربين من معسكرات خارجية، وتفريغ اللاعبين وهي المشكلة التي أعتقد بأن جميع الرياضيين يعانون منها، نحن من عام 2017م حققنا المركز الثالث في الدورة الاسلامية وهو انجاز هام جدًا لنا وللعبة، وحققنا المركز الثاني في بطولة العالم التطويرية في مالطا، وفي اسياد آسيا بجاكرتا تأهلنا لدور الثمانية بأبسط إعداد وتفوقنا على المستضيف، على الرغم من عدم تفريغ اللاعبين وغياب اخرين رفضت جهات عملهم الخاصة سفرهم، على ما رأيت في البطولة من مستوى أعتقد لو عسكرنا خارجيًا لمدة شهر لتمكنا من تحقيق المركز الخامس ونافسنا على الرابع وهو أفضل مركز للمملكة طوال تاريخها في أسياد آسيا وهو أهم حدث رياضي على مستوى القارة. * ماذا عن الخسارة التاريخية والثقيلة لمنتخبنا الشاب أمام مصر؟ * أولاً، أود أن أشكر لاعبينا الأبطال الذين قدموا جميع ما لديهم في البطولة وهذه الخسارة ليست مسؤوليتهم وحدهم، فهي مسؤوليتنا جميعًا من فريق أول وجميع اللاعبين، فالخسارة نتحملها جميعًا كما هو حال الفوز، قبل أن أبدأ في ذكر أسباب الخسارة أود أن أوضح كيف شارك منتخبنا في البطولة، الاتحاد الدولي للعبة قدم دعوة لمنتخبنا الشاب للمشاركة في بطولة العالم وهي دعوة نظير ما حققه المنتخب الأول من إنجازات وتحسن ترتيبه على مستوى العالم، وبناء عليه تم تقديم هذه الدعوة، وهي المشاركة الرسمية الأولى في تاريخ المملكة لبطولة العالم للناشئين. * ما هي أسباب الخسارة؟ * هذا هو الواقع، نحن في أول مشاركة للبطولة ومصر شاركت ثلاث مرات، ومنتخبنا شارك بفريق أصغر من الشباب ومن دون معسكر ولكن مع ذلك حقق أموراً إيجابية، منها حصول لاعبينا على الخبرة، وتقدم وتحسن ترتيبنا على مستوى القارة، إضافة إلى حصول لاعب من منتخبنا على أفضل لاعب في مباراة صربيا رابع العالم، كما تم تقديم عقد احترافي لأحد لاعبي منتخبنا، وخامس الفوائد هو أنها تجربة كبيرة بطاقم وطني من مدربين وإداريين. حققت حلم والدي.. وعمل آل الشيخ سيختصر الوقت ومن المكاسب بروز الحكم السعودي الذي كان من ضمن طاقم مباراة المركز الثالث في بطولة العالم،وهذا انجاز كبير للحكم السعودي، كما حصل منتخبنا على صدارة المنتخبات الآسيوية في ترتيب البطولة العام قبل الصين وأوزباكستان وهذا أيضا إنجاز عطفاً على أنها أول مشاركة، لكنها لم تكن خسارة عادية ونتيجتها لم تكن مثل باقي مباريات كرة الماء، هذه النتائج متوقعة لأن طبيعة نتائج بطولات المراحل السنية متكررة، فمعظم المنتخبات بما فيهم مصر تلقوا نتائج كبيرة، لكي تصل للقمة لا بد أن تلعب هذه البطولات وتخسر وتتحسن كل فترة عن المرة السابقة، ومن المستحيل من أول مشاركة نحقق ميدالية أو مركزا متقدما، هذا أمر لا يدخل العقل ولا يمكن قبوله، كثير تساءلون لماذا شاركنا إذا كنا نعلم بأننا سنتلقى خسائر ثقيلة، وهذا غير صحيح، فاللاعب يستفيد من الاحتكاك ومن المشاركة في البطولات العالمية التي تعتبر حلم كل لاعب وتكون رصيداً له، فالمنتخب اليوناني حصل على لقب البطولة وقبل عشرة أعوام خسر بنتيجة30-صفر، وبنتائج أكبر لكنه واصل وثابر وعمل خطة للمستقبل لجميع الفئات السنية،واليوم نراه بطل العالم، فالمهم برأيي المشاركة بالبطولات العالمية، لأن عالم كرة الماء والكشافين يشاهدون الحدث، ومن هنا يتم التعاقد مع اللاعبين للاحتراف خارجيًا. اصبروا على اتحاد اللعبة.. وتجربة اليونان ملهمة * كلمة أخيرة لك؟ * أود شكر لاعبي المنتخب الذين شرفونا في بطولة العالم وأقول لهم نحن خسرنا في السابق والآن نفوز بالميداليات فواصلوا ونحن معكم، كما أشكر الاتحاد السعودي لكرة الماء على جهودهم، وشكر خاص لآل الشيخ على دعمه للرياضة بشكل كامل وأتمنى منه مواصلة تقديم الدعم للألعاب المختلفة، فنحن نستحق الدعم ونستطيع تحقيق الكثير لرفع اسم المملكة في المحافل الدولية، لكننا نحتاج الدعم الكافي والصبر. Your browser does not support the video tag.