الحديث عن إنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- حديث ذو شجون يأخذك إلى العمل الخيري المؤسسي لصاحب الكف الندية والعقل الملهم والمبادرات الخلاقة والذي صنع بتوفيق الله كيانات ومؤسسات خيرية تقدم خدماتها لمئات الآلاف في داخل الوطن وخارجه في مختلف المجالات وما بين تأسيس جمعية البر الخيرية بالرياض قبل أكثر من 60 عاماً وجمعية إنسان التي ترعى أكثر من 40 ألف يتيم وحتى آخر ثمار ذلك النهر الجاري من العطاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والذي قال -يحفظه الله- في قرار تأسيسه «انطلاقاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته وامتداداً للدور الإنساني للمملكة ورسالتها العالمية في هذا المجال فإننا نعلن تأسيس ووضع حجر الأساس لهذا المركز الذي سيكون مخصصاً للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومركزاً دولياً رائداً لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة». لقد كانت الحياة الكريمة للإنسان مواطناً وغير مواطن داخل المملكة وخارجها مطلباً يعيش -يحفظه الله- لتحقيقه للمحتاج من خلال تأسيسه لكيانات خيرية متخصصة تعمل لأداء رسالتها على الوجه المطلوب للفئة المحتاجة والتي من أجلها أنشئت هذه الجمعيات مع توفير الدعم المباشر لها وغير المباشر بحث رجال الأعمال والمؤسرين لدعمها وسواء تخت تلك الجمعيات في العلاج أو رعاية الأيتام أو بناء المساكن للفقراء والمحتاجين أو تحفيظ القران فقد كان استمرار تلك الجهات في أداء أعمالها هاجساً لمقامه الكريم. وبفضل الله ثم حرص الملك سلمان الكبير لا تزال جمعيات وجهات خيرية أسسها قبل أكثر من نصف قرن مستمرة في عطائها وتتوسع عاماً بعد آخر وهو ما يؤكد التخطيط السليم لضمان استمرارية العمل الخيري بتوفير استقلالية واستدامة مالية ومصدر دخل ثابت من خلال سنة الوقف التي أحياها وحرص على دعمها لضمان استدامة تلك المشروعات الخيرية وضمان عدم توقف الدعم عنها. إن الكتابة عن تفاصيل أعمال الملك الإنسان سلمان بن عبدالعزيز غير ممكنة في هذا المقال ولا تكفيها الصفحات ولكن نختصرها بإشارة إلى حبه -يحفظه الله- للأيتام في المدينةالمنورة والذين ترعاهم جمعية تكافل الخيرية لرعاية أيتام المدينةالمنورة، فلا تزال كلماته -حفظه الله- لنا في أحد المعارض التي تشرفنا بافتتاحه لها في مدينة الرياض حيث قال: «أي شي يحتاجه أيتام المدينة خبروني فيه». لقد كان لإيمان الملك سلمان بضرورة تحول الأعمال التطوعية في العمل الخيري إلى عمل مؤسسي الأثر الأكبر في نجاحها وتحقيقها أهدافها واستمراريتها، ومن ثمرات إيمانه الكبير -يحفظه الله- بالعمل الخيري فقد غرسه في أبنائه الكرام البررة -حفظهم الله- ورباهم على البذل والعطاء، ففي كل مدينة وقرية في المملكة تجد شاهداً لذلك وبصمة للملك سلمان والأبناء الكرام، ففي المدينةالمنورة يتبنى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة جمعية تكافل الخيرية والتي ترعى أكثر من 13 ألف يتيم وأربعة آلاف أرملة من أمهات الأيتام، ويقدم لها سموه كل أنواع الدعم والرعاية والاهتمام البالغ، جعلها الله في موازين حسناته وجزى المحسن الكبير والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مدرسة البذل والعطاء وجامعة العمل الخيري أطيب الجزاء وأوفاه على هذه الكيانات والصروح الخيرية، وأجزل له الأجر والثواب، وغفر لوالده مؤسس هذا الكيان ورحمه رحمة واسعة. *الأمين العام لجمعية تكافل لرعاية الأيتام بمنطقة المدينةالمنورة Your browser does not support the video tag.