في الوقت الذي بات خلاله العالم مقتنعا بأن قطر هي أحد أكبر ممولي الإرهاب في العالم، لم تكن الأدلة التي كشفتها وسائل الإعلام الدولية عن تورط الدوحة في تقديم رشى المال السياسي شرقا وغربا إلا ترجمة لسياسة «العمليات السوداء» التي ينتهجها تنظيم الحمدين سواء في تمويل الإرهاب أو محاولة غسل سمعته من هذا العار الذي يلاحقه من خلال خطط استثمارية قطرية لا تبحث عن ربح مادي، ولكن عن شراء صمت الدول عن منهجية الدوحة في دعم الإرهاب. ولم يخجل النظام القطري بعد مقاطعته من قبل دول الرباعي العربي على خلفية تورطه في تبني الجماعات الإرهابية ودعم النظام الإيراني، لكنه توجه لجعل حقائب المال القطري تجوب مطارات العالم في فضائح متتالية من أجل محاولة شراء ذمم كبار السياسيين الدوليين، حيث جعلت حالة الهذيان التي يعيشها تنظيم الحمدين ما كان يفعله في الخفاء يتحول إلى العلن، بعد افتضاح دوره في نشر الخراب والدمار في دول المنطقة، وحالة النبذ التي يلاقيها من دول العالم أينما حل أو ارتحل. أوروبا ويواصل النظام القطري محاولاته في استخدام ورقة الاستثمارات الأجنبية من أجل تلميع صورته وتحييد مواقف الدول ذات الدور المؤثر في صناعة القرار الدولي؛ فكانت وجهته إلى أوروبا من خلال إغراء بعض دولها بتخصيص الرشى السياسية والأموال الطائلة بزعم الاستثمار فيها، لكنها في الحقيقة لا تحقق أي عوائد لقطر وفق ما ذكره مراقبون اقتصاديون. وحاول تنظيم الحمدين استمالة ألمانيا بإعلان تميم بن حمد عن استثمار 10 مليارات يورو في البلاد خلال السنوات الخمس المقبلة، حتى العام 2023م، لكن ألمانيا ردت بصفعة قوية على وجه الأمير القطري، بتصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي أكدت أن برلين غير معنية بالخلاف الخليجي. ولم يتحرج وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني حين صرح للحكومة الألمانية أن الدوحة يمكنها أن تكون بوابة ألمانيا للخليج والمنطقة، متناسيا أن بلاده أصبحت بلا أبواب بعزلها عن محيطها العربي بعدما ارتمت في أحضان إيران، واستخدمت الجماعات الإرهابية في نشر الخراب بالدول العربية. نفس المحاولة تم استخدامها مع بريطانيا حيث خصص تنظيم الحمدين 5 مليارات جنيه استرليني لإنفاقها في السوق البريطاني، تم صرف 3 مليارات منها خلال ال 16 أشهر الماضية، لكنها ذهبت أدراج الرياح بسبب مشكلات بريطانيا وانشغالها بالخروج من الاتحاد الأوروبي. أميركا أما أميركا فكان لها نصيب الأسد من أموال القطريين بإعلان جهاز قطر للاستثمار تخصيص 45 مليار دولار لإنفاقها في الولاياتالمتحدة حتى العام 2020م . كما تورطت قطر في فضيحة كبرى كشفتها صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، مؤكدة أن النظام القطري حاول تقديم رشوة مقدارها 100 مليار دولار للإدارة الأميركية، ومحامي الرئيس الأميركي دونالد ترمب من أجل كسب ولاء الأخير. وأوضحت الصحيفة أن الرشوة المليارية تمت مناقشتها في اجتماع جمع أحمد الرميحي، المدير السابق للمكتب الإعلامي بوزارة الخارجية القطرية ورئيس شركة قطر للاستثمار، مع ميشيل كوهين محامي الرئيس الأميركي، بحضور وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، داخل برج ترمب في ولاية نيويورك. مرة أخرى قطر في دائرة الرشوة بالفضيحة التي كشفها الادعاء العام في نيويورك بشأن تورط البعثة الدبلوماسية القطرية لدى الأممالمتحدة تقديم رشى متنوعة إلى موظفة كبيرة بمطار كينيدي تعمل مساعد مشرف تدعى مارلين ميززي، من أجل خرق القوانين الأمنية واستثناء الطائرات القطرية من القواعد المعمول بها في المطار لا سيما السماح لهذه الطائرات بالمبيت في المطار رغم أن اللوائح تنص على أن طائرات البعثات عليها المغادرة في غضون ساعتين من الوصول فقط. تبرعات ل«إيباك» الصهيونية كما أصبح تنظيم الحمدين الراعي الرسمي لمنظمة «إيباك» الصهيونية، وهذا ما كشفته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، موضحة أن أحمد الرميحي الدبلوماسي القطري لسابق، قد حضر مناسبة رسمية للمنظمة الصهيونية في يناير الماضي، وأوصل دعوة من أمير قطر إلى رئيس المنظمة لزيارة الدوحة، لتحسين العلاقات القطرية الصهيونية، حيث زارها الأخير بعد المقابلة بأسبوع. وبحسب الصحيفة ذاتها قدمت قطر تبرعا بقيمة 1.45 مليون دولار لرعاية المنظمة؛ من أجل كسب اللوبي الصهيوني في أميركا ضد السعودية والدول العربية. رشوة للفساد وباتت الرشى والعمليات السوداء نهج دأبت عليه الدوحة من أجل تحقيق أوهامها ومشروعاتها بالفساد، حيث كشفت تحقيقات الأميركي مايكل غارسيا كبير المحققين السابق في لجنة القيم بالاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» عن تورط الدوحة في دفع رشى طائلة ومتعددة للفيفا من أجل الحصول على تنظيم مونديال 2022، الأمر الذي أعقبه سلسلة إقالات وإيقافات في قيادات الاتحاد الدولي بدأت بالإطاحة برئيس الفيفا السابق السويسري جوزيف بلاتر، وإيقاف كالوشا بواليا، الرئيس السابق للاتحاد الزامبي لكرة القدم، لمدة عامين عن أي نشاط كروي محلي ودولي، بسبب حصوله على رشى قطرية من قبل رئيس الاتحاد الآسيوي السابق، القطري محمد بن همام، والذي تم إيقافه أيضا مدى الحياة عن أي نشاط يتعلق بكرة القدم بعد محاولته شراء الأصوات أثناء منافسته مع جوزيف بلاتر على رئاسة الاتحاد الدولي العام 2011. وتتواصل رشى قطر التي تبدد أموال وثروات القطريين من أجل تلميع الوجه القبيح لتنظيم الحمدين، حيث كشفت المحكمة الجزئية في منهاتن عن تورط الدوحة في تقديم رشوة إلى ابن شقيق الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون من أجل تسهيل بيع مجمع فيتنامي شهير مكون من 72 مبنى في العاصمة الفيتنامية هانوي لصندوق الثروة السيادي القطري. وحكم على جو هيون دينيس بان بالسجن 6 أشهر لتورطه في تلقي الرشوة القطرية، كما أنه قد اعترف بالتآمر ومخالفة قانون أميركي لمكافحة الفساد الخارجي. Your browser does not support the video tag.