رفض الاتحاد المصري لكرة القدم ما سماه "الطلبات المبالغ فيها" من جانب محمد صلاح لاعب المنتخب الوطني ونادي ليفربول والتي أرسلها عبر وكيل أعماله قبل أيام قليلة من انضمامه لمعسكر منتخب مصر الذي يستعد لخوض مباراة في التصفيات المؤهلة لكأس أمم افريقيا أمام النيجر في الثامن من سبتمبر أيلول. وتفجرت أزمة جديدة على مدار 24 ساعة الماضية بين صلاح المرشح للفوز بلقب أفضل لاعب في أوروبا وبين الاتحاد المصري للعبة إثر تغريدة نشرها صلاح يوم الأحد عبر مواقع التواصل الاجتماعي قال فيها "الطبيعي أن أي اتحاد كرة يسعى لحل مشاكل لاعبيه حتى يوفروا له الراحة.. لكن في الحقيقة ما أراه عكس ذلك تماما.. ليس من الطبيعي أن يتم تجاهل رسائلي ورسائل المحامي الخاص بي ... لا أدري لماذا كل هذا؟ أليس لديكم الوقت الكافي للرد علينا؟!" لم ينتظر اتحاد الكرة طويلا عقب التغريدة ووضع على رأس أولويات اجتماعه الذي عقده ظهر اليوم الاثنين الرد على صلاح من أجل ايضاح الصورة للرأي العام ولجماهير الكرة المصرية التي تتعاطف مع النجم العالمي. لم يصدر اتحاد الكرة في اجتماعه أي قرارات محددة فيما يتعلق بأزمة صلاح لكنه منح أحمد مجاهد المتحدث الرسمي باسم مجلس الادارة حق الرد على أسئلة الصحفيين فيما يتعلق بالأزمة وما توصل إليه المجلس بشأنها لكن مجاهد استغرق الوقت في الاستفاضة في تفاصيل خطابات متبادلة مع صلاح ووكيله دون ابراز حدود الأزمة مع التوسع في وصف المطالب التي طلبها صلاح وإنها "غير منطقية". وقال إن اتحاد الكرة "لا يتوانى عن توفير سبل الراحة لجميع اللاعبين" دون الكشف عن الاجراءات التي اتخذها اتحاد الكره لإنهاء الأزمة. وتناولت وسائل إعلام محلية قائمة من مطالب صلاح ارسلها لاتحاد الكرة عن طريق وكيل أعماله من بينها توفير حراس في تنقلاته أثناء معسكر المنتخب أمام غرفته في الفندق وفي المطعم وأيضا أثناء تنقلاته مع المنتخب خلال التدريبات الاعتيادية. جدل ولغط وتسبب المؤتمر الصحفي الذي عقده المتحدث الرسمي لمجلس الإدارة في جدل كبير ما جعل الاتحاد يصدر بيانا مقتضبا في وقت لاحق تضمن أمرين "أن اتحاد الكرة رغم حرصه على محمد صلاح بصفته لاعبا دوليا كبيرا ونجما مرموقا الا انه يرفض الطلبات المبالغ فيها". كما تضمن البيان تلميحا بان اتحاد الكرة "سيتخذ إجراءات تنص عليها لوائحه" في حال إصرار صلاح على طلباته. وقال الاتحاد في البيان "تابع الاتحاد المصري لكرة القدم باهتمام كل ما تردد في الآونة الأخيرة بشأن النجم محمد صلاح لاعب منتخب مصر ونادي ليفربول الإنجليزي؛ "وفي إطار حرص رئيس الاتحاد وأعضاء مجلس الإدارة مجتمعين على الشفافية، توجب التوضيح دون الدخول في أدق التفاصيل حرصا منا على مصلحة اللاعب الذي نسعى دائما أن نراه على قمة كرة القدم العالمية مما يعود بالنفع على كرة القدم المصرية وهو الأمر الذي لم ولن نتردد فيه حيث أن توفير بيئة عمل مناسبة لجميع عناصر اللعبة على حد سواء دون تفرقة هو دورنا الأساسي. "إن الخطاب الموجه إلى السيد رئيس الاتحاد لا يراعي أدنى القواعد المطلوبة في الحديث بين لاعب أو وكيله المعتمد مع رأس منظومة كرة القدم المصرية، وهو ما يؤكد المجلس على رفضه. "لن يسمح الاتحاد المصري لأي طرف ثالث بإثارة الفتنة بينه وبين أي من أبنائه باعتباره الداعم الأساسي لهم، لأن مصلحة الكرة المصرية هي المظلة التي لا بد أن تجمع الاتحاد بأبنائه. "المبالغة في الطلبات التي يمكن وصف بعضها بغير المنطقية، هو أمر لن يقبله الاتحاد المصري لكرة القدم، حيث أننا لا نتعامل بسياسة الكيل بمكيالين بين لاعب وآخر حفاظا منا على توفير بيئة رياضية قائمة على العدل والمساواة واللعب النظيف دون تفرقة بين لاعب وآخر. "وبناء عليه وحرصا منا على مصلحة اللاعب في الفترة الحساسة الحالية فإن الاتحاد المصري لكرة القدم قرر عدم الرد على هذه المخاطبات إلا في إطارها المناسب وفقا للوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم. وأضاف البيان: "يؤكد الاتحاد المصري ورئيسه أنه على الرغم من أنه يربأ بنفسه عن الدخول في صراعات تضر بمصلحة أحد أفضل لاعبي كرة القدم المصرية قيمة وأخلاقا إلا أنه في حالة تمادي الطرف الثالث في مثل هذه التصرفات فإن الاتحاد المصري لكرة القدم سيتخذ الإجراءات القانونية المناسبة لحل مثل هذه الأمور وفقا للائحته الداخلية ووفقا للوائح وتعليمات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)". وترجع أزمة صلاح إلى ما قبل انطلاق كأس العالم في روسيا بعدة أشهر عندما قام الاتحاد المصري لكرة القدم بوضع صورة لصلاح على طائرة خاصة لمنتخب مصر الذي كان يستعد للنهائيات ووضع بجوار صورة نجم ليفربول شعارا لإحدى شركات الاتصالات غير التي كان صلاح تعاقد معها وهو ما جعل وكيل اللاعب الدولي يخاطب اتحاد الكرة مطالبا بإزالة صور صلاح من الطائرة حفاظا على حقوق الشركات المتعاقدة لرعاية صلاح. ولم تكد أزمة "صورة الطائرة" تنتهي حتى تفجرت أزمة أخري باستغلال صورة صلاح في مواد دعائية تبث عبر شاشات التلفزيون بواسطة الاتحاد المصري لكرة القدم وتكررت شكوى المهاجم الدولي وتدخل وزير الشباب والرياضة لاحتواء الأزمة حتى لا تؤثر على منتخب مصر في نهائيات كأس العالم. Your browser does not support the video tag.