نعرض في هذا الموضوع أسباباً شائعة تستنزف طاقةَ الجسم، كما نبيِّن بعضَ النصائح حولَ كيفية التغلُّب عليها. كثرة الجلوس وإدمان مشاهدة التلفزيون إنَّ الجلوسَ في وضعية واحدة لفترةٍ طويلة من الزمن يُمكن أن يستنزف الطاقة، حتَّى إذا كان الشخص يُشاهد التلفزيون أو يستخدم الكمبيوتر، فذلك الخمولُ يُعادل نومَ الجسم. الحل: ينبغي الإكثار من الحركة، وأن يقفَ الشخص ويمشي بعيداً عن المكتب أو الأريكة؛ فأخذُ أوقات راحَة متكرِّرة تجعل الشخصَ في حالة يقظة ونشاط. وضعيات الجسم السيِّئة يستهلك الجسمُ الكثيرَ من الطاقة ليكون في وضعية الانتصاب، إنَّ الكثيرَ من وضعيَّات الجسم الخاطئة أو السيِّئة، مثل الاسترخاء على المقعد وانحناء الجسم تجعل العمودَ الفقري في وضعية مائلة أو غير متناسقة، وكلَّما مال العمود الفقري، استهلكت العضلاتُ طاقةً أكبر لتُوازنَ ذلك الميلان. الحل: سواءٌ أكان الشخصُ يتحرَّك أو جالساً أو واقفاً، يجب أن يرفعَ رأسَه وألا ينحني إلى الأمام، بحيث تكون الأذنان فوق الكتفين مباشرةً. اتِّباع حمية غذائية قاسية إنَّ هذه الحِميات أو الأنظمة الغذائية تضرُّ الجسم، بالرَّغم من أنَّها تُعزِّز الطاقةَ لإنقاص الوزن الزائد؛ فالحمياتُ الغذائية مُنخفضة السُّعرات الحرارية، لاسيَّما تلك التي تحتوي على أقلَّ من 850 سعرة حرارية يومياً، تجعل الشخصَ يشعر بالتعب، ويُمكن أن تضرَّ بصحته بشكلٍ آخر. الحل: يُمكن إنقاصُ الوزن عن طريق تناول الطعام الصحِّي، وتجنُّب الأطعمة غير الصحيَّة والأطعمة ذات السكَّريات العالية، والتقليل من كمِّيات الطعام. يجب أن يهدفَ الشخصُ إلى فقدان ما لا يزيد على كيلو غرام في الأسبوع. تمارس ثلاثةُ عوامل رئيسة دوراً في جعل الطَّعام مرتفعَ أو منخفضَ كثافة الطاقة: الماء: يكون محتوى الفواكه والخضار كبيراً من الماء عادةً، وهذا ما يؤمِّن الحجمَ والوزن ولكن من دون سُعراتٍ حراريَّة، ولذلك فهي أطعمة الطاقة ذات كثافة منخفضة. يحتوي الجريب فروت (الليمون الهندي) على 90 % من وزنه ماءً، وتحتوي نصف ثمرة الجريب فروت على 37 سُعرة حراريَّة. يحتوي الجزرُ الطازج والنيّئ على 88 % من وزنه ماءً، والجزرةُ المتوسِّطة الحجم فيها 25 سُعرة حراريَّة. الألياف: تَشغلُ الأطعمةُ الغنيَّة بالألياف حجماً جيداً، وتستغرق فترةً زمنيَّةً أطول حتى تُهضَم، وهذا ما يجعلُ الفردَ يشعرُ بالشبع لفترةٍ أطول مع عددٍ أقل من السُّعرات الحراريَّة، وتحتوي الخضارُ والفواكه والحبوب الكاملة على الألياف. الفُشَار (الذرة المشويَّة المنتفخة) هو مثالٌ جيِّدٌ على كبر الحجم وانخفاض عدد السُّعرات الحراريَّة في الحبوب الكاملة؛ حيث يحتوي كوبٌ واحدٌ من الفُشار على حوالي 30 سُعرة حراريَّة. الدُّهون: تعدُّ الدهونُ ذات طاقة مرتفعة الكثافة؛ فمثلاً، تحتوي قطعةٌ من الزبدة (ملعقتا شاي تقريباً) على عدد السُّعرات الحراريَّة نفسه لكوبين من القرنبيط النيِّئ. وتكون السُّعراتُ الحراريَّة في الأطعمة المحتوية على الدهون بشكلٍ طبيعي، مثل منتجات الألبان واللحوم المختلفة، أو الأطعمة التي أُضيفت إليها الدهون، أكثرَ ارتفاعاً من نظيراتها المشفَّاة من الدُّهون أو الأقلّ احتواءً عليها. كثافة الطاقة والهرم الغذائي ليس من السَّهل تغييرُ العادات في أسلوب الحياة؛ كما أنَّ إيجادَ خطَّةٍ غذائيَّةٍ باستخدام مفهوم كثافة الطاقة ليس استثناءً من ذلك، وتكون الخطوةُ الأولى بمعرفة خيارات الأطعمة الأفضل عندما يتعلَّق الأمرُ بكثافة الطاقة، وفيما يلي لمحة حول كثافة الطاقة بحسب الفئات الواردة في الهرم الصحِّي اللاحق. الخضراوات تحتوي معظمُ الخضراوات على القليل من السُّعرات الحراريَّة، ولكنَّها كبيرةُ الحجم أو الوزن، وتحتوي العديدُ من الخضراوات على الماء، الذي يزيد الوزنَ من دون سُعراتٍ حراريَّة، وتشتمل الأمثلةُ على سلطة الخضراوات والفاصولياء الخضراء والقرنبيط والكوسا. ولإضافة المزيد من الخضراوات إلى النظام الغذائي، يمكن تناولُ المعكرونة مع الخضراوات المقليَّة قليلاً بدلاً من صلصة اللحم أو الجبن. ينبغي إنقاصُ نسبة اللحوم في طبق الطَّعام مع زيادة الخضراوات، وكذلك إضافة الخضراوات إلى الشطائر، وتناول وجبة خفيفة من الخضراوات النيِّئة أو الطازجة. الفواكه ينسجم تناولُ جميع أنواع الفواكه مع النظام الغذائيٍّ الصِّحيّ، ولكنَّ بعضَ أنواع الفواكه تحتوي على سُعرات حراريَّة أقلُّ من غيرها. تُعَدُّ الفواكهُ الطازجة والمُجَمَّدة والمُعلَّبة خِيارات جيِّدة، بينما تُعدُّ عصائرُ الفاكهة والفواكه المجفَّفة مصادر مُرَكَّزة للسُّكَّر الطبيعي، وبذلك فهي ذات طاقةٍ مرتفعة الكثافة - أكثر سُعرات حراريَّة - ولا تُؤدِّي إلى الشعور بامتلاء المعدة. لإضافة المزيد من الفواكه إلى النظام الغذائي، يمكن إضافةُ العنب البرِّي أو التوت إلى الحبوب في وجبة الإفطار، وكذلك شرائح المانجو أو الخوخ فوق الخبز الكامل المُحمَّص، مع القليل من زبدة الفول السوداني والعسل، أو إضافة بعض شرائح البرتقال واليوسفي والخوخ إلى السلطة. مُلازمَة المنزل من السَّهل الجلوس في البيت، لاسيَّما للمرأة التي لديها طفلٌ صغير، وتعمل من المنزل أو تجلس في البيت بسبب الطقس البارد، ولكن يُعدُّ عدمُ التعرُّض للضوء والهواء النَّقي أحدَ الأسباب الرئيسة للتعب. الحل: يجب أن يمشي الشخصُ خارجَ المنزل لمُدَّة 10 دقائق على الأقل مرَّةً واحدة في اليوم إذا شعر بالتعب، عندها سيتعرَّض الشخصُ لضوء طبيعي بشكلٍ أكبر مقارنةً بمكوثه في البيت، وسيشعر الشخصُ بنشاط أكبر. ببساطة، إذا لم يتمكَّن الشخص من الخروج، يُمكن أن يتعرَّضَ للشمس في غرفته لمدَّة بضع دقائق. وجبات الإفطار المصنوعة من الحبوب المُحلاَّة بالسكَّر إنَّ هذه الوجبات، مثل الحبوب المُعالَجة والحلويات والكعك والخبز المحمَّص المُضاف إليه بعض المنتجات السكَّرية، سوف تُزوِّد الشخصَ بكمِّية سريعة من الطاقة والسكَّريات، ولكن سوف ينخفض مستوى السكَّر في الدم بعدَ مُضيِّ ساعات فقط، والنتيجةُ نفاد أو نضوب الطاقة من الجسم. الحل: للحصول على كميَّةٍ ثابتة من الطاقة طوالَ ساعات الصباح، يجب تناولُ إفطار يحتوي على النَّشا غير المُكرَّر. على سبيل المثال، يجب تحضيرُ العصيدة في المنزل، وإضافة الحليب قليل الدَّسَم والقليل من العسل إليه، أو تناول وجبات الإفطار المُحضَّرة من الحبوب الكاملة، مع إضافة شرائح الفواكه إليها أو تناول بيضة مع الخبز المحمَّص الذي يحتوي على الحبوب الكاملة، كما يُفضَّل أن يُجرِّبَ الشخصُ تناولَ وجبات الإفطار المصنوعة من الحبوب الكاملة والتي تحتوي على أملاح وسكَّريات مُنخفضَة. القلق المستمر إذا شعر الشخصُ بالضيق أو الانزعاج أو التوتُّر من شيء مُعيَّن طوالَ اليوم، فإنَّ ذلك يُؤدِّي إلى زيادة معدَّل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، وتشنُّج العضلات، ممَّا يؤدِّي إلى التعب والأوجاع في الجسم. الحل: يُفضَّل تخصيصُ وقتٍ للتفكير في الهموم التي تُشغل الشخص، مع مُحاولة التفكير في حلولٍ إيجابية، ثم وضع الهموم خارجَ العقل، كما يُستحسَن أن يكونَ موعدُ طبيب الأسنان مثلاً في الصباح، حتَّى لا يقضي الشخصُ كاملَ اليوم وهو قلِق. الإفراط في ممارسة الرياضة أو النشاط البدني إنَّ مُمارسةَ التمارين الرياضية بانتظام أمرٌ جيِّد للصحَّة، ولكنَّ أداءَ التمارين بشكل مُكثَّف يومياً قد لا يكون أمراً جيِّداً بالنسبة لمستوى الطاقة في الجسم، لاسيَّما إذا كان الشخصُ مبتدئاً أو يحاول العودةَ إلى الرشاقة. الحل: الاستراحةُ لمدة يوم كامل بين مجموعة الأيَّام التي يُمارس فيها الشخصُ الرياضة، ولكن يُفضَّل ألاَّ يترك الشخصُ ممارسةَ الرياضة لأكثر من يومين أو ثلاثة أيَّام، لأنَّ ذلك يُؤدِّي إلى هجر هذه العادة. * موسوعة الملك عبدالله للمحتوى الصحي وكذلك القلق إدمان الألواح الإلكترونية من أسبابه Your browser does not support the video tag.