يعيش محبو نادي الشباب في حالة خيبة أمل جراء الأوضاع الفنية والمالية المتردية التي يعاني منها الفريق قبل إنطلاق موسم فريقهم الرياضي الجديد، ويكمن الإحباط في مستوى تعاقدات إدارة النادي مع اللاعبين الأجانب الثمانية مقارنة بالأندية الأخرى التي حظيت بتعاقدات كبيرة جعلت الفارق واضحاً لكل المنتمين للشارع الرياضي السعودي. الشباب الذي سرح عدداً كبيراً من أبرز لاعبيه ونجومه في المواسم الماضية، لم يجر أي صفقة محلية رغم حاجة الفريق الماسة لمجموعة من اللاعبين خصوصاً بعد التراجع المخيف الذي تشهده نتائج الفريق موسماً تلو الآخر، ويكفي الشبابيين أنهم اختتموا الموسم المنصرم وهم يقبعون في المركز العاشر في سلم ترتيب الدوري. اكتفى الشباب بإبقاء المدافع الجزائري جمال الدين بن العمري والحارس التونسي فاروق بن مصطفى من أجانب الفريق الذين شاركوا معه الموسم الماضي، وانتدب بجوارهم ستة لاعبين أبرزهم صانع الألعاب الروماني الدولي كونستانتين بوديسكو الذي كان مطمعاً شبابياّ منذ ثلاثة مواسم، أما باقي التعاقد الخمسة فلا ترتقي لمستوى "الميركاتو" السعودي الذي شهد التعاقد مع أسماء كبيرة ورنانة على مستوى العالم مثل المهاجم النيجيري أحمد موسى وصانع الألعاب البرازيلي جوليانو في النصر بالإضافة إلى جناح الهلال البيروفي أندريه كاريو الذي قدم أداءً ملفتاً في كأس العالم الأخيرة، بالإضافة نجوم الوحدة الكبار ومحترفي الاتحاد والأهلي البارزين ذوي الأسماء القوية. وعلى مستوى المراكز لم تفلح إدارة الشباب في معالجة علة الظهير الأيمن التي عانى منها الفريق الأمرين في الموسم المنصرم مما اضطرها لانتداب لاعبها السابق حسن معاذ قادماً من الفيحاء في صفقة إعارة ضخمة مالياً، ولكنها لم تنجح في إبقاء اللاعب الذي غادر إلى الاتحاد تاركاً خلفه فراغاً كبيراً في الرواق الأيمن، وكذلك في خط المقدمة سيلعب الشباب الموسم المقبل بمهاجم واحد هو ناصر الشمراني، والشباب هو النادي الوحيد بين أندية الدوري الذي لم يتعاقد مع مهاجم أجنبي على عكس باقي أندية الدوري التي دعمت خط مقدمتها بلاعب أو لاعبين على طراز رفيع. وبالنظر في دكة البدلاء فإن الخيارات الشبابية تكاد تكون معدومة كون النادي فرغ بشكل كامل من نجومه ولم يبق فيه إلا ثلاثة إلى أربعة لاعبين يمكن الاعتماد عليهم مع اللاعبين الأجانب، لذلك فإن الشباب سيعاني الأمرين في الموسم المقبل في حال تعرض أي من لاعبيه للإصابة أو الإيقاف، إلا في حال بزوغ نجم أحد اللاعبين القادمين من فئات النادي السنية والذين سيشكلون الدعامة الرئيسية للاعبين الأجانب الثمانية ومعهم الأربعة نجوم المحليين. على جانب الجهاز الفني فإن مدرب الشباب الروماني ماريوس سوماديكا لا يحمل ذلك السجل التدريبي القوي والكبير مقارنة بآخرين سيتولون تدريب الاتحاد والهلال والوحدة والأهلي وغيرهم، سوماديكا الذي حقق الدوري والكأس في بلاده رومانيا لا يملك السجل الكبير من البطولات الذي يحفّز الجماهير الشبابية على التفاؤل بمدرب من الممكن أن ينتشل فريقهم ويعود به إلى جادة الصواب خاصة في ظل التعاقدات الضعيفة مقارنة مستوى تعاقدات الأندية الأخرى. ولا يفرق الجانب الإداري كثيراً فإدارة الشباب ليست ذات قدرة مالية وإنما هم مجموعة من محبي النادي جاءوا لخدمته في زمن تخلى فيه رجال النادي عنه، ولا تمتلك الإدارة كاريزما الإدارات القوية التي تستطيع تحضير فرقها في المباريات ولا قيادته نحو المنصات، ولكنها إدارة متابعة لا تملك من القرار شيئاً ولأنها كذلك بقيت تترنح في "الميركاتو" ما بين طلبات المدرب والميزانية المحددة لها من قبل الهيئة العامة للرياضة التي حملت هموم النادي وديونه في ظل العجز الإداري التام، حتى على الجانب الاستثماري ليس من المعقول أو المقبول أن يكون الشباب بهذا الوضع الاستثماري "الهزيل" خصوصاً في ظل جني الأندية الأخرى تعاقدات ضخمة آخرها تعاقد النصر مع "طيران الاتحاد" بخلاف قميص الهلال المدجج بالإعلانات التي تدر الكثير من المال على خزانة النادي. Your browser does not support the video tag.