اتخذ مجلس إدارة شركة "أرامكو السعودية" في اجتماعه الأخير ثلاثة قرارات تمثل دعماً قوياً لتنفيذ خطط الشركة التوسعية في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق والبتروكيميائيات التقليدية والمتخصصة في المملكة وفي الولاياتالمتحدة الأميركية، ويقدر إجمالي حجم استثماراتها بقيمة 90,2 مليار ريال. وأول القرارات التصديق على اتفاقية التطوير المشترك لمشروع توسعة شركة أرامكو توتال للتكرير والبتروكيميائيات "ساتورب" ببناء مجمع ضخم جديد بإجمالي استثمار قيمته 33.7 مليار ريال، وطلب تمويل الأعمال الهندسية والتصميمية الأولية. والقرار الثاني الموافقة على حيازة الشركة على حصص الملكية المتبقية في مشروع "أرلانكسيو" للكيميائيات المتخصصة في هولندا بقيمة تقدر بنحو 12,75 مليار ريال. والقرار الثالث موافقة المجلس على طلب تمويل لتوسيع إنتاج الكيميائيات في مصفاة "أرامكو موتيفا إنتربرايز" في الولاياتالمتحدة، والتي تقدر قيمة توسعتها 37,5 مليار ريال. في حين اعتمد المجلس التقرير المالي الأولي وراجع تقارير الوضع المالي والمسؤولية لمنتصف العام. ووافقت شركة أرامكو السعودية على خطة مشروع التوسعة في مصفاة الشركة المشتركة ومجمع البتروكيميائيات مع "توتال" بعد سنوات من المحادثات بين الشركتين لبناء منشأة جديدة للبتروكيميائيات بجوار مجمع "ساتورب" بطاقة 400 ألف برميل يومياً في الجبيل الصناعية والشروع في تحضير التصاميم الهندسية الأولية للمجمع، والذي يتضمن تشييد وحدة تكسير بخارية مختلطة اللقيم لإنتاج الإيثيلين بطاقة 1.5 مليون طن سنوياً، وتشييد وحدات بتروكيميائية ذات قيمة مضافة عالية، وتشمل مركبات البوليمرات. في حين يدعم قرار "أرامكو" بالموافقة على طلب تمويل توسيع إنتاج الكيميائيات في مصفاة "موتيفا" في هيوستين، والتي تملكها الشركة 100 % كأكبر مصفاة في الأميركتين في وقت حصلت شركة "أرامكو" على موافقات أميركية مبدئية لتوسعة المصفاة للتكرير وتطويرها لتشمل البتروكيميائيات واستخدام تقنيات إنتاج الإيثيلين باللقيم المختلط الذي تنتجه شركة "تيك نيب إف إم سي بي إل سي" في الولاياتالمتحدة، في حين تعكف شركة "موتيفا" على تجربة استخدام تقنيات جديدة لاستخلاص المركّبات العطرية لإنتاج البنزين والبرازايلين ضمن خطط بناء هذا المجمع. في وقت قررت "أرامكو" وفق خطط اعتمدتها استثمار 75 مليار ريال على مدى السنوات الخمس المقبلة في العلامة التجارية الخاصة بتكرير النفط في الولاياتالمتحدة، وذلك للاستفادة من مدخرات الولاياتالمتحدة من المواد الخام والغاز لإنتاج البتروكيميائيات. وتسعى "أرامكو" لإعادة هيكلة "موتيفا" كمحور رئيس لانطلاقة موثوقة لتشهد بداية جديدة مع زيادة أرامكو لطاقتها التكريرية العالمية، والتي ستضاعف قدرتها التكريرية من نحو "5" ملايين برميل في اليوم حاليًا إلى 8 - 10 ملايين برميل في اليوم. وتسعى الشركة خلال العقد القادم لتحقيق هذا النمو عن طريق عقد صفقاتٍ في أماكن عدة آخذة بزمام التطور السريع في قارة آسيا. وتضطلع "موتيفا" أيضاً بتوزيع المنتجات البترولية وتسويقها، وتتخطى الطاقة التكريرية الإجمالية لموتيفا 1.1 مليون برميل في اليوم، بفضل وجود ثلاث مصافٍ لها على ساحل خليج المكسيك. وتساند أعمال التسويق بالشركة شبكة ضخمة تضم قرابة 8,400 محطة بنزين تحمل العلامة التجارية "شل" في المنطقتين الشرقية والجنوبية من الولاياتالمتحدة الأميركية. وتدعم مصفاة "موتيفا" متن علاقة "أرامكو" كمورد قيادي للنفط في السوق الأميركية، حيث تزودها بأكثر من مليون برميل من النفط يوميًا، في حين إن استثمار "أرامكو في شركة "موتيفا" وتملكها بطاقة تزيد على 600 ألف برميل في اليوم وشبكة توزيع مرتبطة بها، يرسخ حضور "أرامكو" في سوق الطاقة الأميركية". وتناول الاجتماع عدداً من المحاور، ومنها اجتماع لجنة التدقيق التي استعرضت التقرير المالي الأولي للشركة وصادقت عليه. واجتمعت كذلك لجنة المخاطر والصحة والبيئة لمناقشة عدد من البنود، واستمعت لتقريرين مفصلين حول أهم المخاطر التي تواجه الشركة، والتي تتعلق بالأثر المناخي وبالحوادث الصناعية الكبيرة. وراجعت اللجنة إجراءات إدارة الأزمات والتعافي من الكوارث، واستمرارية الأعمال وجاهزيتها. Your browser does not support the video tag.