خلال أيام قليلة سيكمل رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ عامه الأول في منصبه، وهو العام الذي شهد حراكاً تاريخياً وغير مسبوق وتحولات دراماتيكية في المشهد الرياضي السعودي على الأصعدة كافة وفي معظم الألعاب. فعاليات وأحداث واستضافة لكثير من المناسبات، منها بطولة الملك سلمان للشطرنج واستضافة أبطال WWE في "أعظم رويال رامبل" في جدة، علاوة على سباق الأبطال العالمي للسيارات، وبطولة المملكة للرياضات اللاسلكية وبطولة البلوت، ناهيك عن توقيع العديد من الاتفاقيات كاستضافة بطولة كأس السوبر الإيطالي وغيرها. كل هذه الأحداث أضفت المزيد من التنويع في المشهد الرياضي إن وضعنا كل ما يحدث على مستوى مسابقات كرة القدم السعودية من تحول كبير، وهذا التنويع يحسب لهيئة الرياضة التي من الواضح أنها تسير في الاتجاه الصحيح باعتبارها المظلة الحكومية المعنية بالشباب والرياضات المختلفة بدليل التغييرات الهائلة التي تشهدها الاتحادات من حيث إحلال قيادات جديدة تتسلح بالروح الوثابة، والارتباط بالألعاب الرياضية المختلفة، وفضلاً عن هذا لا بد من الإشارة لتحقيق هيئة الرياضة الهدف الموضوع في برنامج التحول الوطني عبر رفع نسبة ممارسي الرياضة في المملكة قبل قرابة العامين من حلول الموعد. من حق هيئة الرياضة ورئيسها المستشار تركي آل الشيخ تلقي كل هذه الإشادات، ومن حق كل الرياضيين أن يرتفع لديهم سقف الطموحات في ظل التوجهات غير التقليدية بالنسبة للمنظمة الرياضية الكبيرة وقائدها، فالطموحات كبيرة ومتنوعة، ولكن يبقى أمر استدامة هذا النشاط والتوهج هاجساً كبيراً. صحيح أن كل الأحداث التي استضافتها المملكة حققت نجاحات باهرة ولكن ماذا بعد؟ المؤكد أن استدامة هذا الحراك يشكل تحدياً كبيراً لصناع القرار الرياضي السعودي، فاستضافة حدث لمدة يوم أو اثنين أو حتى لأسبوع أمر جيد، غير أن وجود أحداث وفعاليات وبطولات على مدار العام أمر مطلوب، إذ يمكن العمل على إقامة بطولات متنوعة بذات الطريقة التي ضمنت استضافة مباراة كأس السوبر الإيطالي لثلاثة أعوام مقبلة. استدامة هذا النشاط سيعزز القدرات السعودية على التعامل مع أحداث وملفات أكبر، وسينجح في جلب الشباب وتنويع النشاطات الرياضية وخلق الوظائف المؤقتة، وتعميق مفهوم اقتصاديات الرياضة، وهو أمر لا بد من العمل عليه، ومنحه المزيد من الاهتمام الإستراتيجي لا الوقتي فحسب. Your browser does not support the video tag.