رفع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية باسمه ونيابة عن جميع المشاركين في تنظيم حج هذا العام 1439ه, التهاني لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظهما الله بنجاح خطة التصعيد في يوم التروية إلى مشعر منى، ووصول جميع الحجاج ولله الحمد من مكة إلى هذا المشعر، وبعضهم قد وصل بالفعل إلى عرفات، كما هنأ جميع من حج في هذا العام بهذه الأيام المباركة، سائلاً الله تعالى أن يتمم لهم حجهم بالمغفرة والسلامة والعودة إلى ديارهم سالمين غانمين إن شاء الله . جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده سموه في مقر إمارة منطقة مكةالمكرمة في منى أمس, حيث قدّم الأمير خالد الفيصل الشكر والتقدير باسمه واسم منسوبي إمارة المنطقة، ورجال الأمن جميعاً في هذا الموسم العظيم لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا على نجاح هذا التنظيم الذي شاهدناه هذا اليوم, متمنياً أن يستمر إلى آخر الموسم بمشيئة الله، مقدماً شكره لجميع وسائل الإعلام من داخل المملكة وخارجها التي شاركت في تغطية هذه المناسبة العظيمة التي لا يوجد مثلها في التاريخ، والتي تتكرر في كل عام، وفي هذا الموسم الذي يعبر عن أن الإسلام هو رسالة سلام، وأن العالم الإسلامي يجتمع برموزه في هذا الحج ومن يمثلونه. وأكد سمو الأمير خالد الفيصل أن الإسلام هو التمتع بالإيمان والأخلاق والمساعدة والمساهمة في الارتقاء بجميع مراحل ومقتضيات الحياة، ليس فقط في البلاد الإسلامية بل في جميع أنحاء العالم، وقال: «هنيئاً لنا بهذه الوفود من جميع أنحاء الإسلام وهنيئاً للعالم بأن يجتمع ويشاهد ويلمس بالفعل من يمثلون هذه الرسالة، رسالة الإسلام السلام في جميع تصرفاتهم، وفي جميع تمنياتهم ودعواتهم الخالصة لهم ولغيرهم بأن يكون هذا العالم عالم سلام وود ومؤازرة وأن يكفينا شر أنفسنا أولاً، وشر أعدائنا. العيون الحاسدة لن تثنينا عن المضي قدماً.. ومشروع جديد لتطوير المنطقة وتناول سموه بعض الإحصائيات التي وردت حتى عصر هذا اليوم الثامن من ذي الحجة، وأبرزها ضبط 160 حملة حج وهمية والقبض على (545.907) مخالفين لأنظمة الحج والعمرة، وإعادة (231.911) مركبة مخالفة. وبين سموه أن عدد الحجاج حسب ما أعلنته وزارة الحج والعمرة بلغ (1.999.496) حاجاً، منهم (1.758.722) حاجاً من خارج المملكة, و(240.747) حاجاً من داخل المملكة، لافتاً سموه الانتباه إلى أن هذا العدد قابل للزيادة. وأضاف سمو أمير منطقة مكةالمكرمة أن هيئة تطوير مكةالمكرمة نفذت 10 مشروعات في المشاعر المقدسة شملت توسعة الطرق وتضليل ممرات المشاة، ومشروعات أخرى لفصل حركة المشاة عن طريق الحافلات، وجاهزية قطار المشاعر لنقل 350 ألف حاج، فيما سيتم نقل أكثر من مليون و800 ألف حاج بواسطة 18 ألف حافلة مجهزة تقريبا. كما استعرض سموه استعدادات وزارة الصحة في موسم الحج لهذا العام، إذ بلغ عدد المشاركين من الأطباء والممارسين الصحيين والموظفين من منسوبي الوزارة حوالي 32 ألف مشارك، كما بلغت الطاقة السريرية 5 آلاف سرير في مكة والمشاعر المقدسة، وتم تجهيز 25 مستشفى داخل مكة والمشاعر المقدسة، وأخرى في المدن القريبة لخدمة ضيوف الرحمن، كما جهزت الوزارة 135 مركزًا صحياً دائماً ومؤقتاً، إلى جانب مشاركة 106 فرق طبية ميدانية غالبيتهم عبر الدراجات النارية،التي تجوب الشوارع والطرقات لخدمة حجاج بيت الله الحرام، لافتا سموه إلى أنه تم نقل 23 حاجاً من مستشفيات المدينةالمنورة إلى الحج وعرفات ليكملوا حجهم في سيارات إسعاف مجهزة من وزارة الصحة. وأبان سمو الأمير خالد الفيصل أن أحمال الشركة السعودية للكهرباء قدرت لموسم حج هذا العام ب (17.791) ميجا وات، كما تم تنفيذ 13 مشروعاً جديداً لتعزيز الكهرباء خلال موسم الحج الحالي، وضخت شركة المياه الوطنية 40 مليون متر مكعب من المياه في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة خلال هذا الموسم. وأضاف سموه أن وزارة الشؤون البلدية والقروية أعلنت عن تهيئة أكثر من 23 ألف مهندس وموظف ومراقب وعامل نظافة للعمل في حج هذا العام، فيما بلغ إجمالي القوى العاملة العسكرية والمدنية والفرق التطوعية لخدمة الحجيج أكثر من 250 ألف شخص. وفي سؤال حول مخاطر سير المشاة على الأقدام مع حافلات النقل قال سموه: إن هناك مشروعاً كبيراً لتطوير المشاعر المقدسة كلها، وتمت دراسته ورفعه للهيئة الملكية لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وجارٍ دراسته وفي حالة الموافقة عليه سيبدأ التنفيذ ومنها حل هذه المشكلة. وفيما يتعلق بصدور فتوى هيئة كبار العلماء بتحريم الحج بدون تصريح، فقد أعرب سموه عن شكره لهيئة كبار العلماء على هذه الفتوى في هذا الوقت المناسب، وقال: «إن الهجوم على المملكة العربية السعودية في هذه الفترة لن يمنعه فتوى العلماء أو حتى إنجاز مشروعات لأن هذه الأمور أمور سياسية أكثر منها إسلامية، التي تسعى إلى التقليل من أهمية جهود المملكة لخدمة الحجاج، وهذا ظلم للسعودية ولإنسان المملكة العربية السعودية، الإنسان السعودي والمسؤول السعودي والقيادة السعودية تبذل قصارى جهدها لخدمة البيتين والحجاج والمعتمرين، وليس أدل على ذلك من شيء أكثر من أن الملك سلمان – حفظه الله- اختار لنفسه لقب خادم الحرمين الشريفين، فهذه البلاد قيادة وحكومة وشعباً تفتخر وتعتز بأن تكون في خدمة ضيوف الرحمن والحجاج والمعتمرين في هذه الأراضي المقدسة، فأهلاً بهم فيها ونعدهم بأننا لن نستسلم لهذه الهجمات، ولن نهتم بهذه الدسائس أو العيون الحاسدة وسوف نمضى أن شاء الله في طريقنا لتكون هذه الرحلة الإيمانية رحلة مريحة للحجاج وأن يجدوا فيه هذه الأماكن ما يتمنونه من راحة وسعادة وهم يؤدون هذا الركن الخامس من أركان الإسلام. وأشار سمو أمير منطقة مكةالمكرمة إلى أنه وفقًا للتقارير الواردة فقد بلغ عدد الحجاج الإيرانيين أكثر من 86 ألف حاج وهم في ازدياد, كما وصل عصر هذا اليوم أكثر من 300 حاج من دولة قطر ومن الممكن أن تزداد الإحصائية, مرحباً بهم سموه في بلدهم وبين إخوانهم وذويهم. وحول تهريب الحجاج المخالفين قال سموه: «نحن لا نبحث عن تشديد العقوبات على المهربين بل نراهن على الأخلاق الإسلامية التي يتحلى بها الإنسان المسلم داخل هذه البلاد وخارجها، والحمد لله نراها في كل عام تزيد وتتطور وتتألق حتى إعلامياً, وأنا في هذا العام لم أشهد تغطية إعلامية قبل الحج مثل ما شهدته هذا العام, ففي تلفزيونات العالم أجمع يتحدثون عن الحج ويتحدثون عن كيفية إدارة الحشود وتفويجها في هذه الأيام القليلة لهذا العدد الكبير بهذا النجاح العظيم. وأضاف سموه: الحمد لله العالم بدأ يعترف بأن المملكة العربية السعودية تستطيع ولديها الإمكانات الإدارية والسياسية والفنية والمادية بأن تجعل هذه الرحلة الإيمانية رحلةً ممتعة إن شاء الله للحجاج. وثمّن سمو الأمير خالد الفيصل الجهود التي يبذلها رجال الأمن والعاملون في وزارة الداخلية قائلاً: «رفعتم رؤوسنا أمام العالم ونحن نفخر بكم وبأمثالكم, من شاهد في العالم رجل أمن ينقل كبار السن والأطفال ويحج بهم ويمشي بهم في الشوارع, من شاهد رجل أمن يفسخ حذاءه لامرأة تلبس نعالاً من جلد, من رأى رجل أمن يصب الماء على رأس حاج ويهف عليه بمهفة المروحة, هذه الأمور لا تحدث من رجال الأمن في العالم المتحضر, فنحن نفخر ونعتز بهم ونقول لهم سيروا ونحن من ورائكم. وفي سؤال عن استخدام التقنية في الحج، أكد سموه أن ملامح حج هذا العام تميزت عن غيرها من الأعوام السابقة باستخدام التقنية، مؤكدًا أنها أبرزت معها إمكانات المواطن السعودي في استخدامها في القطاعات كافة، وتحديدًا في مثل هذه المناسبة الكبيرة التي لا نظير لها في العالم. وبين سموه أن استخدام التقنية أحدثت وستحدث نقلة كبيرة جدًا في خدمة الحجاج في السنوات القادمة - إن شاء الله -, والهدف هو جعل مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة من أذكى المدن في العالم. وعن رسالة سموه لحجاج بيت الله الحرام، قال: «أود أن أهنئهم لأنهم أصبحوا مضرب المثل فهم يلبسون هذا اللبس المتماثل على كل إنسان، وهذه المساواة وهذه الأخوة وهذه المحبة وهذه الروح والتعاون مضرب مثل، وهذا لا يوجد في العالم كله», مؤكداً أن وجود أكثر من مليوني شخص في منطقة واحدة بهذا التنظيم وبهذه الأريحية وكل واحد منهم يخدم الآخر ويساعده, لا يوجد إلا في مجتمع مسلم, وأن هذه هي الحضارة الإسلامية والإنسان المسلم، مؤكداً أن ذلك يضرب مثلاً للعالم للإنسان الراقي. وفي رد على سؤال حول تطوير المشاعر المقدسة، أوضح سمو الأمير خالد الفيصل أن مشروع تطوير المشاعر المقدسة من اختصاص الهيئة الملكية لتطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، مفيدًا أن هذه الهيئة التي يرأسها سمو ولي العهد سوف يكون لها أثر كبير وسريع في تطوير مدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. كما بين سموه أن جميع الإدارات الحكومية والأهلية في مكةالمكرمة ستكون مساعدة للهيئة الملكية لتطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة, وسيكون العمل متضامناً بين الجميع ولن يكون هناك أي تضارب في العمل بين الجهات كافة. وعن العقوبات الجديدة لتهريب الحجاج إلى المشاعر المقدسة، أشار سموه إلى أن عقوبة التشهير بأسماء المهربين خفضت أعداد المهربين بشكل كبير. ونوه سموه بالهوية المتكاملة التي أطلقتها وزارة الإعلام بعدة لغات بشعار العالم في قلب المملكة، ووصفها بالخطوة المباركة وأن السير فيها طريق للنجاح. وعن رؤية المملكة 2030 أبان سموه أن هناك بنداً خاصاً للحج والعمرة في هذه الرؤية وهي جزء من هذه الرؤية. واختتم سموه المؤتمر الصحفي قائلاً: «إن المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبًا لا تعرف المستحيل إذا وصل الأمر إلى خدمة البيتين وإلى الحج والعمرة وإلى ضيوف الرحمن، وسنفعل كل ما في وسعنا طالما نحن على هذه الحياة لراحتهم، وتوفير كل أسباب الراحة والمتعة لهذه الرحلة الإيمانية». Your browser does not support the video tag.