الهلال والاتحاد أو الاتحاد والهلال يلتقيان مجددا، ولكن هذه المرة اللقاء ليس في عروس البحر جدة، ولا في العاصمة الوسيمة الرياض، طلبا أن يكون اللقاء فوق هام السحب.. فترة وجيزة، وبعدها يحطان الرحال في عاصمة الضباب لندن، وأمامهما الليلة ذهب السوبر السعودي على كأس الهيئة العامة للرياضة، وكل فريق يمني النفس أن يعود بهذه الكأس إلى مقره، ويسعد جماهيره، التي سيوجد عدد منها ليس بالقليل في ملعب المباراة، العاصمة البريطانية لندن تعرفت على الهلال «زعيم» الكرة السعودية والآسيوية من قبل، ولن يكون الفريق «الأزرق» ضيفا جديدا عليها وعلى ملاعبها، هي التقته مرتين؛ مرة أمام النصر، وتوج الهلال باللقب، وأخرى أمام الأهلي وخسرها بضربات الحظ الترجيحية. اليوم لم يعد هناك نصر أو أهلي، غابا وحضر الفريق الجماهيري البطل، وتكرر حضوره لدرجة حفظ معها نجومه وجماهيره لندن وملعبها عن ظهر قلب؛ لأنهم اعتادوا الحضور، لكن هذا الحضور لن يكون الفوز فيه مضمونا، ولن يكون للسياحة، ستكون المهمة صعبة أمام فريق كبير وجماهيري وعنيد - وهو الاتحاد عميد الأندية السعودية - لا يمكن أن يتنازل عن الكأس لخصمه، ومع كل هذا - حتى وهو يعيش أسوأ حالاته الفنية والإدارية - اعتلى منصة التتويج، ولامس نجومه الذهب، وهو محروم بأمر «فيفا» من تسجيل المحترفين المحليين والأجانب عندما حقق كأس ولي العهد أمام النصر الموسم قبل الماضي، وحقق كأس خادم الحرمين أمام الفيصلي الموسم الماضي. حاليا انتعش الاتحاد بإدارة جديدة بقيادة نواف المقيرن، واستثمر مكرمة سمو ولي العهد تجاه أندية الوطن ودعم الهيئة العامة للرياضة، وأصبح النادي الذي يعاني تسجيل المحترفين، لديه فائض؛ إذ سجل ثمانية والتاسع أحمد العكايشي. وفي المقابل، وعلى الرغم من امتلاك الهلال رئيسا هو - ما شاء الله - اثنان في واحد، خبيرا فنيا كمدرب وخبير إداري كرئيس، إلا أن الوقت تخطى الفريق وهو لم يسجل محترفين أجانب ذوي القيمة؛ لذا لا أقول إن هذا العامل يجعل الهلال يخسر المباراة، ويجعل الاتحاد يفوز ويتوج باللقب، فهذه كرة قدم، وكل شيء فيها متوقع، وأحيانا لا يحسمها التكامل الفني الذي يقف في صف الاتحاد بقوة من خلال كتيبة نمور وأجانب تم انتقاؤهم بعناية، لكن الحقيقة أن وضع الاتحاد فنيا أفضل، وظروفه أحسن في ظل غيابات الهلال المؤثرة لنواف العابد وسلمان الفرج وعبدالله عطيف وعبدالملك الخيبري، وزادت الأوضاع «الزرقاء» سوءا باحتمال غياب المدافع ياسر الشهراني، الهلال سيعاني؛ لأن نصف قوته غائبة، ولم تعوض إدارته هذا الغياب بأجانب مميزين، ولم تستثمر زيادة العدد إلى ثمانية. كل الأمنيات للفريقين الكبيرين الشقيقين بالتوفيق، وأن يكونا خير سفيرين للكرة السعودية خارج الوطن، وأن يقدما أداء فنيا عاليا مصحوبا بروح رياضية بعيدة كل البعد عن الشحن النفسي والضغوط التي سبقت موعد المباراة، وأن يعكسا تطور الكرة السعودية التي لتوها وجدت عالميا في مونديال روسيا. Your browser does not support the video tag.