أكد محللان سياسيان أن المملكة على مر السنين تنأى بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، في المقابل ترفض هي التدخل في شؤونها الداخلية. وقالا: أخطأت وزيرة خارجية كندا، وسفارتها في الرياض مرتين في يوم واحد، حين تدخلتا في شؤون داخلية لبلد آخر، وحين استخدمتا عبارة "الإفراج فوراً"، فلا سيادة لكندا ولا أمر على السعودية، ولذا كان نصيب سفيرها بمغادرة البلاد أمر طبيعي. انهيار العملة الكندية وأكد المحلل السياسي خالد الزعتر أن البيان الصادر من الحكومة الكندية هو انتهاك واضح وصريح لمبادئ العلاقات الدولية التي أرست قواعدها اتفاقية فيينا العام 1961، وتطالب باحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، لذلك كان البيان الكندي يحاول فرض الإملاءات على الرياض، إلا أن الرد السعودي جاء شديد اللهجة وتميز بلغة الحزم، واقترن بالأفعال وهي مغادرة السفير، ووقف التعاملات التجارية. وأشار إلى أن البيان السعودي جاء على نقطة في غاية الأهمية عندما شدد على احتفاظ المملكة بحقها في اتخاذ إجراءات أخرى، وهو يحمل الكثير من الدلالات، ما يعني أن الرياض لن تتوقف عند هذه الخطوات التي اتخذتها إذا مالزم الأمر اتخاذ إجراءات أكثر ما لم يكن هناك اعتذار من قبل كندا، وإحداث تغييرات في السياسة الكندية تجاه المملكة بما يضمن التزامها واحترامها لمبادئ العلاقات الدولية التي سعت كندا إلى انتهاكها في البيان الصادر منها. وقال الزعتر: كندا لم تقرأ سياسة السعودية جيدا، وعليها أن تدرك أن هناك خطوطا حمراء ستكبدها خسائر كبيرة، فعند الحديث عن التعاملات التجارية نجد كندا خسرت أكبر شريك تجاري في المنطقة الخليجية حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين العام 2005، نحو ملياري دولار، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام 2015 حوالي 12 مليار ريال، ما يعني أن التبادل التجاري بين البلدين يشهد انتعاشا متواصلا، كما أن هذه الأزمة ستجعل كندا تفقد دورها الاستثماري في رؤية 2030. وكشف عن تراجع قيمة العملة الكندية مقابل الدولار بعد قرار المملكة مغادرة السفير الكندي ووقف التعاملات التجارية، لأن "الرياض" قوة مؤثرة في الاقتصاد الكندي، وسيكون لاستمرارية الأزمة إحداث انهيار في الاقتصاد الكندي، خاصة أن المملكة تعد أكبر شريك تجاري لها في الشرق الأوسط، ما يؤدي إلى إحداث ضغط داخلي لإصلاح السياسة الكندية وإعادتها لمبادئ العلاقات الدولية. تدخل سافر من جانبه، قال الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، أمجد طه أن الموقف الكندي يأتي مستفزا للسعودية والأمة العربية لأنه تدخل سافر في الشأن الداخلي السعودي، ومن الطبيعي جدا أن تقوم السعودية بالرد على هذه التدخلات بشكل حازم ورادع، وهذا درس لكل الدول على المستوى الدبلوماسي عندما تتدخل أي دولة في شؤون دولة أخرى. وأضاف: الموقف الكندي تعدى كل الأعراف الدولية ومنظومة الأممالمتحدة وكان على المملكة أن تقوم بمثل ما قامت به من استدعاء لسفيرها في كندا وطلبها من السفير الكندي مغادرة الرياض خلال 24 ساعة، وهذا ما قامت به دول عظمى كالولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا، مؤكدا أن المملكة أعطت درسا لكل الدول كي يعرفوا مكانتها. والمملكة على مدى تاريخها لم تتدخل في شؤون أي دولة، بشهادة كل دول العالم. Your browser does not support the video tag.