أٌسدِل ستار المونديال الأكثر غرابةً وسذاجة في عالم كرة القدم، مونديال روسيا الذي انتهى بخطف فرنسا لكأس البطولة وحصد كرواتيا احترام عشاق كرة القدم حول العالم بما فيهم الفرنسيين الذين صفقوا للكروات قبل وأثناء وبعد المباراة النهائية المثيرة التي انتهت فرنسية النكهة والمذاق. والغرابة التي أراها من وجهة نظري تكمن في سقوط كبار كرة القدم الذين اعتدنا على وجودهم المبهر بل وتحقيقهم للإنجازات والأولويات المونديالية في كل شيء، وفوجئت أنا وغيري من المتابعين والنقاد بابتعادهم المبكر عن المنافسة وبخيبة أمل جماهيرهم العريضة بدءا بالمنتخب الإيطالي الذي لم يتأهل إلى النهائيات ووصولاً إلى منتخب ألمانيا ومن بعده نجوم منتخبات الأرجنتين والبرازيل وإسبانيا الذين غادروا ساحة المنافسة واحداً تلو الآخر بمستويات هزيلة لا تليق بتاريخهم الكروي الكبير. هذا السقوط المدوي لعتاولة الكرة في العالم له أسبابه العديدة التي منها على سبيل المثال صلابة وتميز نجوم المنتخبات الصغيرة في تاريخ اللعبة كمنتخبات بلجيكاوكرواتيا والبرتغال وكذلك المنتخب الروسي الذي كان فرس رهان على أرضه وبين جماهيره الغفيرة التي آزرته منذ إطلالته الأولى أمام الأخضر السعودي وحتى خروجه من المسابقة على يد المنتخب الكرواتي المثير، ولعدم إعطاء المونديال حقه الكامل من المنتخبات التي سبق لها وأن تربعت على عرشه أكثر من مرة، فإيطاليا التي لم تتأهل دخلت التصفيات باستهتار وعدم اهتمام بالمنافسين ودفعت الثمن غالياً، وكذلك المنتخب الألماني الذي دخل المونديال بأسماء مستهلكة وبتعال واضح على الكرة وعلى المنافسين وخرج بصورة مذلة باهتة، وكذلك الشأن للمنتخبين الأرجنتيني والبرازيلي اللذَيْن لم يكونا على الموعد وخرجا من المسابقة بفعل منتخبات أقل منهما تاريخاً وعراقة، ولعل الجميع استوعب الدرس وعرف أن لعبة كرة القدم لا تعترف بالأسماء ولا بالتاريخ الكروي ولا حتى بالجغرافيا، وليست حكراً على أحد، وأنها تخدم من يخدمها ويتعامل معها باحترافيةٍ وإخلاص ومحبة داخل الملعب، ولعله من المناسب أن تعتبر منتخباتنا العربية وأنديتنا المحلية ولاعبينا من دروس وعبر هذه التجمعات العالمية الكبيرة، وأن لا يمر ماحدث خلال المونديال مرور الكرام لاسيما وأن الظهور العربي إجمالاً لم يكن بالصورة المطلوبة. ومن المشاهدات التي لم تعجبني بعد نهاية المونديال، بعض الانتقادات غير المسؤولة من بعض ذوي الأفق الضيق لمن صفق لنجوم كرواتيا وجهازهم الفني ورئيستهم المثالية وترديدهم أن كرواتيا دولة غير مسلمة ولايجب الإشادة بنجاح فريقها ووصوله للمباراة الختامية، ولا أملك إلا أن أقول لهم صح النوم فالمسألة رياضة وكرة قدم للمتعه قبل أي شيء آخر. وكذلك الانتقادات التي وجهت للفرنسيين بعد فوزهم المستحق بكأس العالم وإشارة البعض إلى أن اللاعبين عبارة عن أفارقة لا يمثلون فرنسا، هذا الكلام مردود على أصحابه ونجوم الكرة الفرنسية الذين هم من أصول إفريقية، مواطنون فرنسيون من الدرجة الأولى ولدوا بفرنسا وتنعموا بخيراتها وجاء الوقت ليردوا لها الجميل. وإلى الملتقى في مونديال 2022 الذي سيقام بنسبةٍ كبيرة في إنجلترا إنصافاً للنزاهة وتحقيقاً لمتعة كرة القدم المطلوبة. Your browser does not support the video tag.