حققّت المعلمة إنجازات أسهمَت في دور التعليم، ودفعت عجلته نحو الأمام، ولا أنسى من ذلك إسهامات وزير التعليم الفاضل الدكتور أحمد العيسى، فاليوم أصبحَ التدريب الساعد الأيمن للتعليم - بل مقروناً به - رُغم أنّه في الماضي كانَ كل من يتخرّج في الصف السادس الابتدائي يسلك مسلَك التعليم ويمتهن مهنة المعلّم! إنّ كمية المتذمرين من الدورات التدريبية التي أطلقتها وزارة التعليم - مشكورةً - أمر مبالغ فيه، ففي كل مرة ما أرى فيها معلّمة إلاّ وتتذمر، فكانت الأسباب ساعة النشاط ثم التدريب! إنَّ استشعار مسؤولية التعليم عظيمة، وتربية أجيال يبقى المعلّم في أذهانهم طوال حياتهم أعظم، فكما أنّ التعليم يُعنى بإكساب المتعلم قواعد معرفيةً عامةً في مجالٍ معيّن، فإنّ التدريب عملية تهدف إلى تعليم مجموعة من المهارات الجديدة للمتدرب لرفع الكفاءة إلى أقصى درجةٍ تنافسيّة. اشتكت لي معلمة أُدرج اسمها ممّن تم تعيينهم خارج منطقة الرياض، كنت أُطبطب عليها، وأهوّن مُصابها، وأهرَع إلى تشجيعها على الذهاب، وأرفع غصن تفاؤلها المتدلّي! ما هوّن المصاب هو أنّ زميلاتها معها، ولعلّي استخدمت ذلك وسيلة للتشجيع، ولكنّ المأساة حدثت فيما بعد، حيث تم نقلهم جميعاً عداها! أخذت أربت على أملها المعلّق، وأطلب منها ألاّ تستسلم، فصارت تذهب إلى الرياض في العطلات الصيفية وفي إجازة وسط الأسبوع؛ لحضور دورات تدريبية تُسهم في رفع نقاط المفاضلة - حسبما قالت- التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالنقل! شعرت لوهلة وكأنّ التعليم أصبح لعبة، وأيقنت أحد أمرين إماّ أنّنا - مع الأسف- لا نريد زيادة خبرات، ولا كسب مهارات، فنحضر الدورات التدريبية لكسب نقاط لا أكثر ولا أقل! في حقيقة الأمر نحنُ المعلمين لن نخسر من أنفسنا شيئاً حيال هذه الدورات التدريبية، بل سنزداد علماً وكفاءةً وخبرةً. علينا أن نتكاتف جميعاً، ونُدرك أنّ التعليم أصبح مقروناً بالتدريب؛ حتى نطوّر منظومة التعليم، ونقلّص فجوته، ونمحي ثغرته قبل أن تتفشّى وتكبُر بشتى الوسائل، كما علينا أن نعي جيّداً بأنّ كُلّ شيء قدّرهُ الله لنا. Your browser does not support the video tag.