عقب سبع سنوات من معاناة الشعب السوري من القتل والتشريد والدمار، قال بشار الأسد أمس لجنوده إنهم باتوا على موعد قريب مع «النصر» بعدما تمكنوا من تحقيق تقدم ميداني كبير على جبهات عدة في سورية. وبعد سنوات من المعارك التي شنتها قوات النظام أعقبت اندلاع الثورة في العام 2011، باتت تسيطر راهناً على نحو ثلثي مساحة سورية، بما فيها المدن الرئيسية الكبرى والطرق المهمة إضافة إلى العديد من المعابر الحدودية. ومنذ بداية الثورة تسبب نظام الأسد في مقتل مئات الآلاف وإصابة الملايين، واضطر نصف سكان سورية تقريباً للنزوح داخلياً أو اللجوء إلى دول الجوار، كما دمر المنازل والمدارس والمستشفيات وحول البنى التحتية إلى ركام. واستعادت قوات النظام في العامين الأخيرين زمام المبادرة ميدانياً على حساب الفصائل المعارضة، بفضل الدعم الجوي الروسي منذ سبتمبر 2015 وبمساعدة مستشارين إيرانيين ومقاتلين موالين من إيران والعراق وأفغانستان وحزب الله اللبناني. وضاعفت مساحة سيطرتها عبر الحسم العسكري أو اتفاقات تسوية بعد سنوات من الحصار والهجمات الواسعة المدمرة، ولعبت روسيا دوراً كبيراً في إبرامها التسويات مع الفصائل المعارضة. وأدت هذه الاتفاقات الى إجلاء عشرات الآلاف من المقاتلين والمدنيين من مناطق عدة أبرزها مدينة حلب (شمال) والغوطة الشرقية ومدن عدة في محيط دمشق ومؤخراً محافظتي درعا والقنيطرة جنوباً. ويكرر النظام السوري في الآونة الاخيرة عزمه على استعادة كامل الأراضي الخارجة عن سيطرته، على رأسها محافظة إدلب (شمال غرب)، ومساحات واسعة في شمال وشمال شرق البلاد. وأعلنت روسيا الثلاثاء أنه لن يكون هناك هجوماً واسعاً على منطقة إدلب في الوقت الحاضر، وهي المنطقة التي اعتبرها النظام أولويته الجديدة. في هذه الأثناء، بدأت قوات النظام أمس عمليات عسكرية في محافظة حماة وسط سورية لاستعادة مناطق تسيطر عليها فصائل المعارضة منذ عدة سنوات. وقال مصدر في «جيش العزة» التابع للجيش السوري الحر: استهدف فوج المدفعية والصواريخ (التابع للمعارضة) حاجز زلين بالمدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات رداً على استهداف المدنيين في ريف حماة الشمالي من قبل قوات النظام، كما قصفت قوات النظام قرية الصياد بالمدفعية مخلفة قتلى وجرحى ودمار في ممتلكات المدنيين. وأفاد قائد ميداني يقاتل مع النظام أن القوات أرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة لريف حماة الشمالي الشرقي وصولاً إلى مدينة خان شيخون. إلى ذلك، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن مبعوث موسكو إلى سورية قوله أمس إن القوات الإيرانية سحبت أسلحتها الثقيلة إلى مسافة 85 كلم من الحدود بين إسرائيل وسورية في هضبة الجولان. Your browser does not support the video tag.