تنشط ميليشيا الحوثي الإيرانية بشكل لافت في مجال تهريب وبيع المخدرات، وظلت تعتمد عليها منذ بداية نشأتها كجماعة سرية في أواخر القرن المنصرم وازدهرت بشكل أكبر بالتوازي مع بروزها كتنظيم إرهابي مسلح في العام 2004 بمحافظة صعدة شمالي اليمن، وتتلقى ملايين الدولارات بفضل ذلك وتستخدمها في تمويل أنشطتها الإرهابية وحروب ضد الدولة والشعب اليمني. ومنذ ذلك الحين وميليشيا الحوثي تعمل ضمن شبكة تهريب المخدرات والسلاح وغيرها من الأنشطة الإجرامية في ظل إدارة شخصيات حوثية وتحت إشراف تنظيم حزب الله والحرس الثوري الإيراني، وتضاعف اعتمادها على ذلك في الأشهر الماضية، بعد أن استكملت الإجهاز على موارد الدولة وإنهاك التجار وأصحاب رأس المال الذين تعرضوا للنهب والابتزاز منذ سيطرة انقلاب الميليشيا واستيلائها على العاصمة اليمنية صنعاء في أواخر 2014، وبعد أن نهبت الاحتياطي النقدي من العملة اليمنية في البنك المركزي اليمني بشكل كامل قبل أن تقرر الحكومة الشرعية نقل عمل البنك إلى العاصمة المؤقتة عدن. وتقول مصادر مطلعة ل"الرياض" إن ميليشيا الحوثي كانت قد تمكنت من اختراق الأجهزة الأمنية والعسكرية اليمنية عبر عدد من الشخصيات المسؤولة عن شبكة التهريب وعملت من خلالها على تغطية وتسهيل عمليات تهريب وتجارة المخدرات والسلاح، ومن أبرز تلك الشخصيات فارس مناع أحد أخطر مهربي السلاح في اليمن ومنطقة الشرق الأوسط، وكان يتخفى خلف موقعه الحكومي كمدير لدائرة التسليح في الجيش اليمني سابقاً، وسبق أن وضع اسمه في قائمة مجلس الأمن لمهربي السلاح إلى حركة الشباب الصومالية، وعينته جماعة الحوثي محافظاً لمحافظة صعدة عقب سقوطها بشكل كامل بيد الميليشيا في 2011، كما وجهت إليه اتهامات بالارتباط عبر الحوثيين وضمن شبكة الأنشطة الإجرامية مع الإيرانيين المسؤولين عن إدارة ومتابعة ملفات التهريب والإتجار بالمواد المحظورة. ووسعت الميليشيا الإيرانية جرائم التهريب والاتجار بالمخدرات والسلاح عقب انقلابها على الدولة اليمنية في سبتمبر 2014 وباتت أكثر تطوراً من أي وقت مضى، وكانت قد أصبحت مقومات وموانئ ومطارات اليمن ممرات آمنة أمام المسؤولين الإيرانيين وعناصر حزب الله وعناصر الشبكة الحوثية ولنقل الكميات المهربة عبر الطيران الإيراني والسفن الإيرانية إلى أن انطلقت عملية عاصفة الحزم وسيطرت على الأجواء والمياه اليمنية في أواخر مارس 2015. وترتبط طبقة "المشرفين الحوثيين" بشبكة تهريب وتجارة المخدرات والأدوية التالفة في صنعاء والحديدة وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيا، وسُجل خلال الآونة الأخيرة تزايد كبير في أعداد متعاطيها وارتفعت نسبة الإدمان عليها في أوساط الشباب، وانتقلت العملية لتصبح علنية واستحدثت سوق سوداء خاصة وتحت حماية وإدارة المشرفين والقيادات الحوثية. وتعلن الأجهزة الأمنية اليمنية في محافظات اليمنية المحررة وخصوصاً في الضالع ومأربوالجوف من وقت إلى آخر عن تمكنها من إحباط محاولات تهريب كميات كبيرة من المخدرات والعملات المزورة، أثناء ما كانت في طريقها للعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الميليشيا وتولّت عملية إتلافها أمام وسائل الإعلام. وفي مساء الاثنين، ضبطت الأجهزة الأمنية بمحافظة مأرب شحنة جديدة من مادة الحشيش، تحتوي على 44 كلغم، كانت مخبأة في سيارة أجرة بطريقة احترافية.وأكدت إدارة شرطة محافظة مأرب أن الشحنة التي تم ضبطها بإحدى النقاط الأمنية في الخط الرابط بين صنعاءومأرب، تحمل ختم مجلس الشباب بيروت، أحد مؤسسات حزب الله اللبناني، كانت في طريقها إلى ميليشيا الحوثي بصنعاء. وجاءت عملية ضبط شحنة من الحشيش في مأرب بعد يوم واحد فقط من تمكن الأجهزة الأمنية في محافظة الضالع من ضبط شاحنة تحمل على متنها كمية كبيرة من المخدرات والمواد السامة كانت في طريقها إلى الحوثيين في صنعاء. وفي يونيو، تمكنت الأجهزة الأمنية بمحافظة الجوف اليمنية، من ضبط كمية من المخدرات في مديرية الحزم وتقدر ب240 كلغم من الحشيش، قبل وصولها إلى ميليشيا الحوثي. وأشارت قوات الدوريات والطرق إلى أنها نجحت في ضبطها بعد اشتباكات مع مهربي المخدرات في المنطقة الصحراوية في الجوف. ميليشيا الحوثي تمول أنشطتها الإرهابية عبر تجارة المخدرات Your browser does not support the video tag.