«خطأ طبي يقتل العم أحمد أثناء زيارة روتينية» عنوان خبر في رسالة أو تغريدة هو كل ما يحتاجه المجتمع ليفقد الثقة في النظام الصحي والمنظومة الصحية ويجعله فريسة سهلة لتجار الوهم. يكاد لا يمر أسبوع إلا أن تصلنا رسالة واتس آب برابط خبر عن خطأ طبي هنا أو هناك تصبح معها قضية رأي عام ويتضح بعد أن ينتهي التحقيق ويصدر الحكم في كثير من هذه الحالات أنها مجرد مضاعفات متوقعة في مثل هذا الإجراء الطبي. التعاطي الإعلامي مع قضايا الأخطاء الطبية يجب أن يتم عن طريق متخصصين ففي زمن الإعلام الرقمي والتواصل الاجتماعي، أصبحت المهنية في الطرح ضرورة يجب مراقبتها وحمايتها من التجاوزات. فهناك فرق كبير ما بين الخطأ الطبي والمضاعفات المحتملة. فالخطأ ناتج عن إهمال في التعامل مع الحالة الطبية في حين المضاعفات تحصل بنسب معينة معروفة لمرضى دون غيرهم بسبب الاختلافات البشرية الجينية أو مستوى تطور التقنيات الطبية وغيرها من الأسباب. في المقابل المركز السعودي لسلامة المرضى والهيئة الطبية الشرعية لابد لهم من أن يستثمروا الدور الإيجابي للإعلام الحديث ويكون ذلك بتوعية المجتمع وتمكين الممارس الصحي من ممارسة عمله باحترافية يقل معها حدوث الأخطاء الطبية. الطب مهنة عظيمة بلا شك ومقدم الرعاية الطبية يستحق أن نتأكد من حصوله على الدعم والتدريب الكافي لممارسة آمنة. وحقٌ علينا أيضاً أن نحميه من الهمز واللمز والتشكيك الذي يفتقد للمبررات العادلة في كثير من الحالات التي يتعاطى معها الإعلام حالياً لذا فإن وجود مركز أو لجنة تختص بمتابعة ودراسة كافة ما ينشر فيما يخص الصحة والممارس الصحي ضرورة ملحة لاقتراح الحلول العملية ومحاسبة المتجاوزين خصوصاً مع الأخبار المؤلمة للاعتداءات المتكررة على الممارسين الصحيين آخرها حادثة إطلاق النار التي راح ضحيتها الممرض نايف اليامي رحمه الله. ثقة المجتمع في الطب المبني على الأدلة العلمية يجب أن تعزز بدلاً من أن تهز! فبإفقادنا للثقة في الطبيب نكون قد منحناها بدون قصد لتجار الوهم! * أستاذ طب المجتمع المساعد بجامعة الباحة Your browser does not support the video tag.