صدر كتاب النقد الأدبي لجيروم روجي، ترجمة: شكير نصر الدين عن دار رؤية للنشر. ليس هدف هذا الكتاب أن يكون جردا للمناهج، ولا نظرة شاملة على تيارات النقد الأدبي، بل إنه يقدم نفسه بالأحرى على أنه تمهيد للقراءة الشخصية للمتون النقدية، وتأهيل لمواجهة الأسئلة التي يطرحها النص الأدبي على النقد. لقد جرت العادة منذ أمد طويل على النظر إلى النقد باعتباره نشاطا مصاحبا للإبداع الأدبي فحسب، بيد أن الازدهار غير المسبوق الذي عرفته أعمال نقدية كثيرة خلال القرن الماضي، يظهر بوضوح أن النقد ليس مجرد تمرين على ملكة الحكم، ولا حتى ممارسة للشرح، بل هو بناء، إن لم يكن إنشاء للمعرفة؛ إذ يبين في حقيقة الأمر أن الأدب شكل من أشكال المعرفة، التي تضع تصوراتنا وممارستنا اللغوية على المحك. وفي هذا الإطار، لا يمكن فصل النقد الأدبي عن تاريخ الفكر. الشريعة: النظرية والممارسة والتحولات أصدرت دار المدار الإسلامي كتاب "الشريعة: النظرية والممارسة والتحولات" لوائل حلاق، من ترجمة كيان أحمد حازم يحيى. شهدت الأعوام الأخيرة تزايدا في تبوء الشريعة مكانة مركزية في لغات السياسة وممارساتها في العالم الإسلامي وفي الغرب كذلك. وقد شوهت الحكايات الشعبية والإملاءات البحثية الزائفة مبادئ الشريعة وممارساتها في الماضي، بالخلط بينها وبين تجسدات من الواضح أنها تجسداتٌ حديثةٌ سلبيةٌ مسيسةٌ تسييسا كبيرا. ويأتي المؤلف الجليل لوائل ب. حلاق ليضع الأمور في نصابها ببحثه في مذاهب الشريعة وممارساتها في سياق تأريخها، وبإظهاره كيفية أدائها وظيفتها في ضمن نطاق مجتمعات مرحلة ما قبل العصر الحديث بوصفها مطلبا أخلاقيا. وفي سياق إنجاز حلاق مهمته هذه، يأخذ القارئ في رحلة ملحمية تتتبع تأريخ الشريعة الإسلامية ابتداء ببداياتها في الجزيرة العربية في القرن السابع، ومرورا بتطورها وتحولها في القرون اللاحقة في ظل حكم العثمانيين، وعبر مناطق متنوعة كالهند وإفريقيا وجنوب شرق آسيا، ووصولا إلى عصرنا الحاضر. وبسرد متدفق معجب، يفكك الكاتب تعقيدات موضوعه ليكشف عن حب ومعرفة عميقة للشريعة سيشغلان ذهن القارئ ويتحديانه. عرب الإمبراطورية في هذا الكتاب، "عرب الإمبراطوية العثمانية"، من ترجمة عبد الحكيم يس، يتتبع المؤلف البروفيسور جون ماسترز حكم العثمانيين للأراضي العربية لأربعة قرون، تمتد من عام 1516 إلى عام 1918، ويقدم فيه مسحا شاملا محايدا للأوضاع السياسية والإقتصادية والاجتماعية في الأراضي العربية إبان الحكم العثماني. ويتناول أيضا طرق إدارة وحكم الإمبراطورية العثمانية للأراضي العربية، التي بقيت تحت حكمهم أربعة قرون. يتطرق الكاتب إلى دور رجال الدين في منح الشرعية للسلاطين العثمانيين في حكمهم للولايات العربية، وكذلك يلقي الضوء على التجرية التاريخية للمسلمين العرب مع الحكم العثماني. ويشير بشكل كبير إلى الصراعات الطائفية والثورات وأعمال الشغب والتمرد التي عصفت بالمنطقة العربية خلال فترة حكم العثمانيين، وطرق تعامل العثمانيين معها بالقمع مرات أو بالحلول التوفيقية مرات أخرى. يناقش الكتاب أيضا قضية السلطنة والخلافة. إن هذا الكتاب يمكن أن يكون مصدرا مهما ومرجعا تاريخيا ذا فائدة كبيرة للباحثين والدارسين لتاريخ العرب وعلاقتهم بالدولة العثمانية، وذلك لاعتماده على كم هائل من المصادر التاريخية المعتبرة العربية والتركية الموثوقة في تتبع مجريات الأحداث وتفاصيلها الدقيقة، وكذلك لحياديته في طرح الأمور والأحداث، وتسمية الأشياء بمسمياتها بعيدا عن الانحياز لجهة على حساب أخرى. وقد بذل المترجم جهدا كبيرا في ترجمته من خلال تتبع التسميات التركية لكثير من الإجراءات والمسميات التي كانت شائعة آنذاك، والتي لم تعد مستخدمة في عصرنا الحديث. Your browser does not support the video tag.