أهمية مضيق هرمز تكمن في أنه من أهم الممرات المائية العالمية، فهو ممر استراتيجي يتحكم في نحو 40 % من النفط المنقول. وعلى الرغم من أن هذا المضيق يعتبر ممراً دولياً إلا أن إيران ما فتئت تهدد بغلق ذلك المضيق كلما ضُيق عليها الخناق بسبب ممارساتها في دعم الإرهاب، وتصدير الثورة، والتدخل في شؤون الآخرين، حتى أصبحت ممارساتها السبب الأول للدمار والتخريب في العراق وسورية واليمن ولبنان، ناهيك عن محاولة إثارة القلاقل وعدم الاستقرار في دول الخليج. إن التهديدات الإيرانية بغلق مضيق هرمز لا يقتصر ضررها على دول الخليج بل يمتد أيضاً إلى الدول المستوردة كافة للبترول الخليجي، ولذلك فإن إغلاق مضيق هرمز سوف يجابه بردود فعل عالمية من الشرق والغرب على حد سواء، وهذا ينبئ بحرب أممية ضد إيران. إن التهديد بغلق ذلك المضيق لا بد أن يؤخذ مأخذ الجد، وهذا يتطلب ألا نظل حبيسي ذلك المضيق، وبالتالي العمل على إيجاد بدائل تمكننا من الاستغناء عنه عند الضرورة، والتي من أهمها: الأول: اقترحت في مقالات سابقة شق قناة مائية تربط الخليج العربي بخليج عمان على بعد (15 - 30) كلم جنوب غرب مضيق هرمز؛ لأن ذلك المكان أفضل مكان لحفر قناة بين الخليجين، إذ لا تتجاوز المسافة (30 - 40) كلم، ولتحقيق ذلك الهدف يمكن إنشاء شركة مساهمة خليجية برأس مال يصل إلى (6) مليارات دولار، وإذا لم يتحقق ذلك فإن مد عدد من الأنابيب الضخمة يقوم مقام القناة بين الخليجين. والثاني: زيادة عدد الأنابيب الناقلة للنفط من الخليج إلى ساحل البحر الأحمر لضمان تصدير البترول الخليجي إلى أوروبا وأميركا ودول حوض المتوسط. كما يمكن مد الأنابيب الناقلة للنفط عبر نفق أو جسر الملك سلمان المزمع إنشاؤه لربط المملكة بمصر حتى تصل إلى مدينة العريش شمال سيناء على البحر المتوسط، وهذا سوف يكون كفيلاً بخفض تكلفة وزمن نقل البترول من الخليج العربي عبر مضيق هرمز ثم باب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس إلى البحر المتوسط. الثالث: مد عدد من الأنابيب الناقلة للنفط إلى سواحل بحر العرب أو خليج عمان عبر الأراضي الإماراتية أو العمانية أو اليمنية أو عبرها كلها، ولعل أقصر مسافة لتلك الأنابيب تلك التي تصل بين حقل الشيبة في الربع الخالي وساحل عمان على بحر العرب. إن تلك البدائل وغيرها أصبحت ضرورات ملحة سواء أغلق مضيق هرمز أو لم يغلق، فهي تعتبر بدائل له في حال إغلاقه، ورديفاً له في حال بقائه مفتوحاً. إن تهديد إيران بغلق مضيق هرمز يجب أن يؤخذ مأخذ الجد، وأن يتم فرض وسائل ردع فعالة لمنع إيران من ارتكاب تلك الحماقة، وفي مقدمتها تهديدها بحرمانها من المرور بمضيق باب المندب وقناة السويس وغيرها من المضائق والممرات الدولية، وفي هذا الصدد لا بد من السعي الجاد لاستصدار قرار أممي عاجل ينص على أن الإخلال بحرية الملاحة في مضيق هرمز يترتب عليه حرمان إيران من استخدام الممرات والمضائق المائية العالمية مثل مضيق باب المندب وقناة السويس ومضيق جبل طارق ومضيقي البسفور والدردنيل وغيرها.. Your browser does not support the video tag.