بدأت يوم الاثنين جولة جديدة من إضراب سائقي الشاحنات والمركبات الثقيلة في مناطق كثيرة من إيران، وشملت في الساعات الأولى العديد من المحافظات، بما في ذلك طهران، وأذربايجان الشرقية، وكردستان، وأصفهان، وفارس، وسمنان، وقزوين، وكرمان، وكرمانشاه، ولرستان، ومركزي، وخراسان رضوي، وجهار محال وبختياري، وخوزستان، وهرمزكان. وقبل شهرين، انتشر إضراب عارم لسائقي الشاحنات على مستوى البلاد واستمر نحو أسبوعين ليشمل 31 محافظة في البلاد، احتجاجا على تدهور معيشتهم، وقلة أجور الشحن والتكاليف اللوجستية العالية وأقساط السيارات وبدؤوا الإضراب ورفضوا التحرك والشحن. وحاول النظام الإيراني إفشال الإضراب بإجراءات قمعية أو خادعة، وطالت حملات الاعتقال عددًا من السائقين، وتهديد المضربين وإخافتهم، وإحراق شاحنات المضربين، بالتزامن مع إطلاق النظام وعودا كاذبة بزيادة الأجور. الجدير بالذكر أن سياسات النظام الإيراني المعادية للشعب دمرت اقتصاد البلاد، وتمارس ضغطًا هائلًا على سائقي الشاحنات والمركبات الثقيلة، بالإضافة إلى زيادة التكاليف والتضخم، فإن هؤلاء السائقين يعانون من تعرضهم المستمر للابتزاز من قبل النظام تحت مسميات ورسوم تعسفية. ورحبت المقاومة الإيرانية بإضراب سائقي الشاحنات داعية عموم الشباب المتحمسين إلى التضامن معهم وطالبت جميع السلطات الدولية والنقابات والاتحادات الخاصة لسائقي الشاحنات والعمال في دول العالم بدعم هؤلاء السائقين وإدانة سياسات النظام الإيراني غير الإنسانية. وتجدر الإشارة إلى أن إضراب سائقي الشاحنات في جميع أنحاء إيران والذي بدأ قبل شهرين وتوسع بسرعة إلى 279 مدينة في البلاد استمر لمدة ثلاثة أسابيع مما أدى إلى تراجع النظام حيال مطالبات سائقي الشاحنات العادلة في نهاية المطاف، ولكن بما أن النظام لم يتخذ أي إجراء جاد على الرغم من وعوده لتلبية مطالبات سائقي الشاحنات، فقد بدأ الإضراب مرة أخرى. ويقول صافي الياسري الخبير بالشؤون الإيرانية إنه حين تفجر إضراب سائقي الشاحنات قبل شهرين وعمّ مناحي إيران بأكملها وانضم إليه العديد من قطاعات النقل وسائقي السيارات العمومي والخصوصي والأهلي ونقل الركاب والسلع والبضائع، اهتزت أركان نظام ولاية الفقيه، فثقل نقابة سائقي الشاحنات يضم أكثر من خمس مئة ألف سائق، وهم يمسكون بالعصب الحساس -النقل- في تجارة السلع والبضائع والمواد الغذائية إلى مراكز التوزيع ومحلات البيع بالجملة والمفرد في عموم المدن الإيرانية التي تعتمد النقل البري باعتباره أرخص وسائط النقل، وقد شلت قطاعات خدمية عديدة بسبب هذا الإضراب، الذي عاد من جديد بشكل يوحي بأنه أقوى وأكثر اتساعا. Your browser does not support the video tag.