يبدو أن المؤسسة الحاكمة في طهران لم تستوعب بعد التغييرات التي طرأت على العالم ومنطقة الشرق الأوسط تحديداً خلال الأعوام الثلاثة الماضية والتي جاءت لتطبق سياسات أكثر حزماً في مواجهة التوسع الإيراني وما يمثله هذا النظام الخارج عن القانون الدولي من تهديد صريح للأمن والسلم الدوليين. الأمير خالد بن سلمان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدة الأميركية وبكلمات موجزة جدد التأكيد على موقف المملكة الداعم لاستقلال الدول العربية وسيادتها، وتعزيز مؤسساتها الشرعية بغض النظر عن انتمائها الطائفي أو الأيديولوجي، وذلك في مواجهة مشروعات التطرّف والإرهاب والفوضى التي تنشرها إيران من خلال ميليشياتها الطائفية. وفي موازاة هذا الموقف السعودي الحازم تجاه الغطرسة الإيرانية، وخلافاً لما كانت عليه الحال في عهد سلفه فقد أظهر الرئيس الأميركي صلابة وحزماً في التعامل مع الخطر الإيراني. فمنذ دخول ترمب إلى البيت الأبيض بدا واضحاً أن أسلوب التغاضي عن سياسات طهران العدوانية وإطلاق العنان لنظامها الفاشي في التحكم والسيطرة على منطقة الشرق الأوسط لن يكونا مطروحين مطلقاً على طاولة الرئيس الجديد، وهو ما أعاد ثقة شعوب المنطقة في القرار الأميركي وأزال من الأذهان تلك الصورة القاتمة عن صفقة الاتفاق النووي الهش التي منحت إيران الضوء الأخضر لفعل ما تريد في المنطقة. منذ بداية مشروعها الطائفي وفي معركتها مع العالم اتبعت إيران سياسة الهجوم والتصعيد وخلط الأوراق لتحويل الأنظار عن القضية الأساسية المتمثلة في سلوكها العدواني وممارساتها الهادفة إلى زعزعة الأمن والسلم الدوليين، وهي السياسة التي مكنت هذا النظام من البقاء وكسب المزيد من الوقت للهروب إلى الأمام من أي محاسبة دولية على جرائمه في حق الإنسانية. بالأمس وخلال رده على ترهات روحاني وضع الرئيس الأميركي حداً لاستمرار غطرسة ملالي طهران وقيادات حرسها الثوري الذين هددوا بإغلاق مضيق هرمز ومنع مرور أي شحنات نفط من خلاله في حال تطبيق العقوبات على إيران. كان ترمب أكثر حزماً في رده على تهديدات رئيس النظام الإيراني حسن روحاني الذي هدد بإحراق المنطقة بأكملها وتحويل أي نزاع مع بلاده إلى (أم المعارك).. حيث أعاد التأكيد على موقف أميركا من إيران موجهاً حديثه إلى روحاني "لم نعد دولة يمكن أن تسكت عن تصريحاتك المختلة حول العنف والقتل" قبل أن يضيف "إياك وتهديد الولاياتالمتحدة مجدداً وإلا ستواجه تداعيات لم يختبرها سوى قلة عبر التاريخ". الإيرانيون يدركون حقيقة أن العالم في الوقت الراهن قد ضاق ذرعاً بلغة التهديد واستعراض العضلات كما يعون جيداً أن مخططاتهم في العراق واليمن ولبنان قد فشلت بل إن حتى مسألة بقائهم في سورية قد أصبحت خارج إرادتهم. خلال أقل من عامين تغيرت معطيات كثيرة وحتى أحلام شعوب المنطقة طالها التغيير.. في حين يواصل نظام الملالي السير في طريق الدمار وصناعة الأزمات وإثارة القلاقل وكأنه قد قطع على نفسه عهداً أن تبقى إيران عدوة للعالم المحب للسلام وعنصراً فاسداً في محيطها الإقليمي. Your browser does not support the video tag.