تشويه متعمد وغير مسؤول تعاني منه اللوحات الإرشادية والمرورية وأعمدة الإشارات والإضاءة، وما في حكمها في شوارعنا، فبعضها تحول إلى مساحات إعلانية لكل من هب ودب فتجد في اللوحة الواحدة أكثر من إعلان عشوائي، تسديد قروض، سطحات نقل السيارات، إعلانات لمأذوني النكاح، نقل وبيع وشراء الأثاث، معلمون ومعلمات، وهلم جراً، وغيرهم كثير، ومنها ما يراد به تسويق لممنوعات ولكن بطرق غير مباشرة. وأنا هنا لا أحمل المسؤولية كاملة على هؤلاء المعلنين المتطفلين الذين وجدوا المكان الخصب لمبتغاهم، ولكن أحمل الجزء الأكبر للمسؤولية على الجهات التي تتولى تركيب وصيانة تلك اللوحات والأعمدة، والتي تركت للمتطفلين الحبل على الغارب لانتهاك خصوصية وحرمة الممتلكات العامة. في أي بلد متحضر لا نجد تلك المظاهر، ليس بسبب أن المعلنين المتطفلين هناك أكثر وعياً وثقافة ممن لدينا، بل لأن المحاسبة فورية والعقاب شديد. أنا أجزم بأن الجهات المسؤولة تستطيع خلال شهر واحد إزالة هذا التشويه الوقح والجريء عن وجه مدينة كالرياض، أنا لا أبالغ عندما أقول خلال شهر واحد، لأني أقولها عن تجربة، طبقتها فحميت بها سور منزلي فترة من الزمن ومازلت، ولو كان المجال يتسع لذكرها لسردت التجربة بالتفصيل الممل. والحل برأيي المتواضع في القضاء على هذا التشويه، تشكيل حملة سرية من الجهات المسؤولة عن هذه الممتلكات العامة مدعوماً بعناصر من رجال المباحث والأمن، يتصلون - وهم متقمصون دور طالب الحاجة - بالمعلن يطلبون منه ما أعلن عنه، فإذا وصل إليهم يقوم الأمن باعتقاله والتحقيق معه، وتسليمه للجهات الأمنية لتطبق بحقه قوانين التعدي وتشويه وإتلاف الممتلكات العامة، وما يترتب عليها من غرامات مالية، وبذلك سوف تصل أخبار تلك الحملة لهؤلاء المعلنين الذين سيقومون بتمشيط الرياض لإزالة إعلاناتهم بأنفسهم على وجه السرعة خوفاً من الحساب والعقاب. Your browser does not support the video tag.