ليس غريباً على المشهد السياسي الأميركي التعصب الحزبي والتصيد في سبيل كسر عظم الحزب المنافس، إلا أن ما حدث في قمة هلسنكي يتفاعل كل يوم في واشنطن بعيداً عن الكيدية الحزبية ليحتل العناوين الأولى في الصحافة الأميركية بعد أن أعلن أعضاء من الحزبين رفضهم لما جاء على لسان الرئيس ترمب من وعود وتعهدات قطعها لبوتين. واستمر البيت الأبيض الخميس بالتراجع عن تصريحات ترمب أثناء القمة، حيث قال البيت الأبيض إن الرئيس ترمب لن يوافق على تسليم أميركيين للتحقيق معهم من قبل روسيا. وكان السفير الأميركي السابق في روسيا مايكل ماكفول قد شن هجوماً حاداً على الرئيس ترمب حيث طالبه برفض طلب بوتين بتسليم مسؤولين أميركيين للتحقيق في روسيا منهم السفير ماكفول. واقترح بوتين على ترمب أن يتم تسليم المطلوبين الروس للتحقيق في قضية التدخلات الروسية في الانتخابات إلى المحقق مولر مقابل تعاون واشنطن وقيامها بتسليم السفير السابق في روسيا و11 مسؤولاً أميركياً آخر للتحقيق أمام الروس، حيث وصف الرئيس ترمب العرض الروسي ب"الفكرة المذهلة" أثناء المؤتمر الصحفي ليتراجع البيت الأبيض ويرفض الطلب الخميس. وجاء تحرك البيت الأبيض قبل ساعات من اجتماع مجلس الشيوخ لاتخاذ إجراءات "رادعة لترمب" كما وصفها المجلس. وطالب زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر بأن يقوم المجلس بإصدار قانون يرفض تقديم أي دبلوماسي أو مسؤول أميركي حالي أو سابق للاستجواب من قبل حكومة فلاديمير بوتين. وكان من المتوقع أن ينال مقترح شومر تأييداً عريضاً من الحزبين إلا أن البيت الأبيض قام صباح يوم الخميس بالمبادرة بالتصريح بأنه يعارض تسليم أي أميركي للتحقيقات الروسية. وأسهم السفير الأميركي السابق في روسيا في تصعيد حملة الانتقادات ضد الرئيس ترمب حين خرج في برنامج صباحي شهير على قناة (ام.اس.ان.بي.سي) وهاجم الرئيس ترمب لوصفه فكرة تسليمه وزملائه ب"الفكرة المذهلة" كما قال السفير السابق في موسكو خلال إطلالته صباح الخميس "المعادلة الأخلاقية واضحة بشكل قاطع، هناك لائحة اتهامات مشروعة لأشخاص أثروا فعلاً على انتخاباتنا والسيد مولر يحقق في الموضوع ومن الجنون إنكار هذا". وأضاف السفير "ما اقترحه الرئيس ترمب هو تسليم مجموعة من الوطنيين والمخلصين الذين كانوا يصرفون من أموالهم الخاصة أثناء تسلمهم مناصب لخدمة أميركا إلى يد بوتين، أشخاص مثلي كانوا يحمون الأمة الأميركية من تدخلات روسيا وانعدام ديموقراطيتها، يريدهم بيد روسيا حيث تنتشر الجريمة المنظمة" وكان كل من أعضاء الكونغرس الجمهوريين والمرشحين السابقين للرئاسة ماركو روبيو و ليندسي جراهام قد أعلنا رفضهما لإخضاع أميركيين لاي تحقيقات روسية واصفين الأمر بالنكتة والمهزلة. ويبدو الرئيس ترمب غير مقتنع بالتبريرات التي تقدمها حكومته عما ورد منه في قمة هلسنكي حيث جدد الخميس هجومه على الاعلام الأميركي حيث أطلق عليه تسمية "عدو الشعب" الذي استهدف تشويه القمة وتصعيد المواجهة بين الولاياتالمتحدةوروسيا. كما أكد الرئيس ترمب في تغريدات له الخميس على نجاح قمته في هلسنكي مع بوتين "نجاحاً باهراً"، باستثناء ما فعلته الصحافة المزيفة "عدوة الشعب" حيث قال إنه اتفق مع الرئيس بوتين على وقف الإرهاب في الشرق الأوسط وتحقيق أمن إسرائيل ووقف الانتشار النووي والهجمات السيبرانية وتنظيم التجارة وملف أوكرانيا والسلام في الشرق الأوسط وكوريا الشمالية ومواضيع أخرى. وقال الرئيس ترمب إن هذه كلها مشاكل معقدة و لكن بإمكانه حلها. وطلب الرئيس ترمب من مستشاره للأمن القومي الخميس أن يقوم بدعوة الرئيس بوتين إلى واشنطن الخريف القادم حيث أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز أنه يجري العمل عليها. Your browser does not support the video tag.