بعد يوم من المناقشات بين الرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين في هلسنكي، في فنلندا، عقد الزعيمان مؤتمراً صحفياً مشتركاً في ختام القمة، قال خلاله ترمب إن العلاقة الروسية الأميركية وصلت الى أسوأ مستوياتها إلا أن هذه الحال تغيرت بعد أربع ساعات قضاها مع الرئيس بوتين. وبدأ ترمب يومه الاثنين بتغريدة عن العلاقات الروسية الأميركية واصفاً التحقيق في تدخلات روسيا بالانتخابات أنها حماقة وأشبه بمطاردة ساحرات، وقامت الخارجية الروسية بإعادة نشر التغريدة والتعليق عليها "نتفق مع هذا". كما أكد بوتين سعيه لإعادة مستوى مقبول من الثقة بين البلدين، مشيراً إلى صعوبة مواجهة التحديات العالمية دون تعاون روسي - أميركي وأن الحرب الباردة باتت شيئاً من الماضي. وكان للملف السوري حصة من محادثات الرئيسين، حيث أعرب ترمب عن عدم رغبته برؤية إيران تستفيد من دحر داعش من سورية. ووعد بوتين بقدرته مع الجهود الأميركية على إعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم، إلا أن مستقبل سورية بقي مبهماً ولم يتم الإعلان عن أي تقارب في وجهات النظر حول الهدف الأميركي بإبعاد إيران من المنطقة. الانتخابات الأميركية وقال ترمب إنه قضى وبوتين قسماً كبيراً من القمة في مناقشة تدخلات روسيا في الانتخابات الأميركية، حيث أكد بوتين أن مسألة التدخل المزعوم في الانتخابات الرئاسية للعام 2016 غير واقعية وأن روسيا لم تتدخل أبداً في أي من الشؤون الأميركية بما في ذلك العملية الانتخابية، ومع ذلك فإن بوتين أكد استعداد بلاده للخضوع لعمليات تحقيق مشتركة مع الولاياتالمتحدة لحل أي مشكلات عالقة بخصوص الأمن السيبراني مع الولاياتالمتحدة. وشدد الرئيس الأميركي على أنه قاد حملة انتخابية نظيفة لا تدخلات فيها من أي نوع، و"الجميع يعلم هذا"، مشيراً إلى التأثيرات السلبية لتحقيقات روبيرت مولر في التدخلات الروسية في الانتخابات على العلاقات الروسية الأميركية. إعجاب متبادل لم يخفِ ترمب إعجابه ببوتين رغم الحديث عن تواطؤ وتدخلات روسية أوصلته إلى البيت الأبيض، حيث قال إن بوتين منافس جيد وقوي. وفي رد للرئيس الروسي على سؤال أحد الصحفيين أشار إلى أنه رغب برؤية ترمب يفوز في الانتخابات لأنه تحدث عن نيته التقريب بين روسياوالولاياتالمتحدة منذ بداية حملته. إيران وسورية كان أحد أهم محاور قمة هلسنكي مستقبل سورية والدور الروسي كشريك في طرد إيران من الساحة السورية، حيث تركز الولاياتالمتحدة على هدف محدد في سورية وهو طرد إيران. وكان مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جون بولتون قد صرح قبل القمة بأيام أن الأسد ليس القضية الاستراتيجية في الملف السوري، مؤكداً أن إخراج إيران هو المعركة التي ترغب الولاياتالمتحدة بالفوز فيها. ولم تتضح ماهية الاتفاقية التي توصل إليها الرئيسان حول سورية، ومن غير الواضح بعد إذا كانت روسيا تملك النفوذ والقدرة على إخراج إيران من سورية. وحول الاتفاق النووي مع إيران، عبر بوتين عن قلقه من الانسحاب الأميركي، إلا أنه لم يخفِ إدراكه عمق الخلل في هذا الاتفاق. الخطوة المقبلة قررت إدارة ترمب أن تلتزم الصمت إزاء معركة درعا التي تخترق فيها روسيا اتفاقية خفض عمليات التصعيد وذلك أملاً في تنسيق مشترك مع روسيا في سورية للقضاء على الوجود الإيراني. ويقول خبير في الشأن الروسي ل "الرياض" إن ما يرغب به بوتين هو الابتعاد عن المشكلات التي تسببها إيران، كما يرجح أن بوتين اقترح على ترمب أثناء قمة هلسنكي إرسال قوات روسية إلى الجنوب الغربي في حال انتهاء القتال لضمان خلو المنطقة من أي تواجد إيراني. وكتبت صحيفة ذا أتلانتيك أن بوتين يعرف مدى استحالة إخراج إيران من سورية ولذلك يفاوض ترمب على الدفع بالقوات الإيرانية إلى أقصى الشرق من سورية، إلا أن الولاياتالمتحدة تتخوف من تواجد إيران في هذه المناطق الغنية بالثروات الباطنية، وهذا قد يخلق مصادر جديدة للدخل لإيران وغالباً سيكون طرحاً مرفوضاً في واشنطن. Your browser does not support the video tag.