أكدت دراسة حديثة صادرة عن موقع "سوليوود" المتخصص في السينما السعودية، أنَّ صناعة السينما السعودية قد دخلت حقبة جديدة، مشيرة إلى أن قرار افتتاح دور العرض والإنتاج السينمائي شكّل قفزة كبرى في تاريخ السينما السعودية، مؤكدة - في الوقت نفسه - على الطفرة الهائلة المتوقعة بالنسبة للأجيال القادمة؛ لأن هذه الطفرة ستزيد مع مرور الوقت بعد حسم الإشكاليات المتعلقة بكيفية وآلية العرض والتنظيم. ولفتت الدراسة إلى أن الفن السابع في المملكة، خلال السنوات العشر الأخيرة، شهد ظواهر جديدة، ويقظة فنية مختلفة توقف نجاحها واستمرارها على قدرات وإمكانات الشباب السينمائيين أنفسهم أولاً، والاهتمام والرعاية الرسمية ثانياً. واستعرضت الدراسة الصادرة بعنوان "المهرجانات السينمائية بالسعودية.. العصر الذهبي للفن السابع بالمملكة"، مراحل تطور الفن السابع بالمملكة، وصولاً إلى تاريخ السينما الحديثة في المملكة، في بداية الألفية الجديدة، حين لم تكن وقتها صناعة سينمائية بمفهومها العالمي، ولكن ما تمَّ صناعته وإنتاجه كان باجتهادات فردية، وأشارت الدراسة إلى التطورات التي صاحبت صناعة السينما في المملكة كحدث انطلاق أول مسابقة أفلام سعودية في العام 2008 تحت مسمى "مسابقة أفلام السعودية - الدورة الأولى"، فضلاً عن مشاركة العديد من الفنانين السعوديين والأفلام السعودية في العديد من المحافل والمهرجانات العربية. وذكر "سوليوود" أسباب اكتساب مرحلة المهرجانات أهميتها الكبرى، كونها جاءت كنتيجة لانتشار الاهتمام السينمائي الكبير بين عدد من الشباب السعودي في مطلع الألفية الجديدة، وتمثل في كثرة المنتديات والمواقع السينمائية كالموقع الشهير "سينماك"، وانتشار الصفحات والملاحق السينمائية والمقالات التي تتحدث بشغف واهتمام بالغ، عبر الصحافة السعودية ممن بدؤوا بأسمائهم المستعارة في "سينماك"، وكذلك صدور بعض الكتب السينمائية من كتّاب سعوديين كحالة جديدة غير مسبوقة في مجال التأليف الفني السعودي. واهتم "سوليوود" بمستقبل المهرجانات السينمائية بالمملكة في ظل تمكين المواهب والطاقات السعودية، كما أنه سيضمن قدرة شركات الإنتاج الدولية على إيجاد متخصصين محليين، وكذلك أبرز دور برنامج الشراكات الدولية لتطوير المواهب السعودية، الذي يضم شراكات مع أبرز معاهد الأفلام حول العالم، بالإضافة إلى برنامج خاص لتدريب المدرّبين لتنمية القدرات المحلية بصورة مستدامة. كما أظهرت الدراسة برنامج الدعم بالاسترجاع النقدي، الذي سيطبّق على كافة الإنتاجات الدولية التي تُصوَّر في المملكة، ويهدف إلى جذب المنتجين وشركات الإنتاج الدولية من حول العالم إلى المملكة؛ لتكون الوجهة الجديدة في صناعة الأفلام، ومن المتوقع أن يسهم في إكساب المملكة مكانة جديدة كموقع تصوير عالمي للبرامج والأفلام. وبشّرت الدراسة بالمستقبل الذي سيشهد تأسيس مدن إنتاج في المملكة، تضم كل ما تحتاجه الصناعة في الداخل السعودي، وكذلك السينما العالمية يمكن من خلالها إنتاج أفلام سينمائية ذات جودة عالية في المحتوى القيمي والإخراج والإنتاج والتأليف والتمثيل والتسويق، تعبّر عن الثقافة والموروث السعودي، ويكون هذا الإنتاج السينمائي السعودي عابراً للقارات من حيث الثقافة والاستثمار ومزاحمة الإنتاج السينمائي العالمي، ووضع قدم ثابتة فيه. Your browser does not support the video tag.