جيلنا الحاضر.. كلٌ منا يمثل شاهداً على مرحلة تاريخية لم يشعر بها من سبقنا؛ لأن التغيير كان بطيئاً، ولن يشعر بها من بعدنا لأن التغيير مسرع ومذهل. لقد عاصرنا كل التغيرات في العالم، فمن كان يظن ولو لوهلة أن الاتحاد السوڤيتي بعظمته آنذاك، وقدراته النووية المرعبة سوف يخر ساقطاً، وتتفكك أجزاؤه إلى دول متفرقة تعاود النهوض على قدميها بعد انهيار الأفكار السابقة؟. وليس معنى ذلك أن هذا السقوط القاسي قد أثر على بنيتها الدفاعية، بل وحتى فكرها السياسي. ولعل إقامة مهرجان كأس العالم قد لفت الأنظار إلى غنى روسيا الاتحادية، وما جاورها من جمهوريات منفصلة، وما تتمتع به من عبق التاريخ عبر العصور. ولفتت إلى الجانب الإنساني الذي كانت الحرب الباردة تحاول تشويهه وتقزيمه، لكن الشعوب العظيمة تنهض من جديد؛ لتعيد رونقها وعظمتها متى ما واتتها الفرصة المناسبة للاقتناص والسير قدماً. هذا التطور المذهل في وسائل المواصلات، والتواصل يكاد يشعرنا بالتعب لمتابعة كل جديد. في القادم من العصور لن يكون هناك شهود على العصر، لسبب بسيط ومقنع؛ لأنهم هم الذين يصنعون العصر ويرفعون البنيان في كل الأوطان متى ما تم الوثوق بهم وبقدراتهم الذهنية والجسدية. وفِي القادم من الأيام لن يكون هناك المزيد من التكتم والأسرار، فالتقنية لم تعد حكراً على (الكبار) فقط. ستكون المواجهة العلمية والقدرات العسكرية والإنسانية هي الشرط العالمي للبقاء البشري والإنساني الذي يحمل مشعل المعرفة. وسلامتكم. Your browser does not support the video tag.