نحمد الله أن يسر لنا ولاة أمر يتلمسون حاجة المواطن والمواطنة على حد سواء، فكان من ضمن القرارات التي أثلجت صدور الشعب السعودي، السماح للمرأة بقيادة السيارة في وطننا الغالي، وقفل هذا الملف المؤرّق. وقد سعدنا بما صاحب الإعلان عن القرار من التدرج في الاستعداد لذلك بتخريج دفعات من السيدات الفاضلات في عدد من قطاعات الأمن والسلامة، ووضع القوانين والأنظمة، أسوة بأخيها الرجل، وفتح مراكز للتدريب على القيادة لضبط خط سيرها والنصح والإرشاد للمحافظة على خصوصيتها وسلامتها. وقد بدأت السيدات اللاتي تمكنّ من استخراج رخص القيادة بقيادة مركباتهن بكل راحة وطمأنينة، وسرّنا هذا المظهر الحضاري من التفاعل مع القرار، وهي فرصة لتقديم الشكر لما لمسناه من مساندة الرجل السعودي من الشارع إلى الأسرة، ورجل الأمن وكل مواطن ومقيم وقف بسمو واحترام لهذا القرار، وبدد أحلام أعداء التقدم والرقي للوطن الذين قد حاولوا عبثاً تشويه صورة المرأة السعودية التي أثبتت أنها على قدّر الثقة، وتستحق ذلك بجدارة، والرجل السعودي الذي لديه من الوعي الكافي والإدراك القوي وبعد النظر لمعرفة مدى الحاجة لمثل هذه القرارات وما لها من بعد حضاري وسياسي واقتصادي. ولا نختلف أن المرأة السعودية تعي وتفهم وتقدر أن قيادة السيارة ليست ترفاً، إنما هي حاجة تصب في مصلحتهن، ووسيلة يستطعن بواسطتها القيام بما يحتجنه من مهام دون الحاجة للسائق الأجنبي الذي قد يقتحم خصوصيتها، ولدى الجهات الأمنية العديد من الملفات بهذا الخصوص، والتي تبين حجم الضرر عند البعض بالإضافه لما يشكله من أعباء مالية بالإضافة للمخاطر والمشكلات التي قد تثقل كاهل المرأه والأسرة على حد سواء. وحكومتنا - أعزها الله - جعلت القيادة متاحة لمن تحتاجها من النساء أسوة بالرجال، فمن أكرمها الله بمن يكفيها من مشاقها وتبعاتها فلتشكر الله وتحمده فهي في نعمة، وأقول ذلك من واقع تجربة شخصية فالقيادة ليست لعبة، بل تحمل بين طياتها مسؤولية قد تثقل كاهل معظم السيدات وأبسطها بدلاً من أن أذهب لعملي أو المكان الذي أقصده مباشرة دون أن أهتم بإيجاد موقف نظامي وأستفيد من ذلك الوقت ومن وقتي أثناء القيادة حيث لا أستطيع إلا مراقبة الطريق حتى أصل بالسلامة، ودون القيادة خلال المسافة أقوم بإنجاز عدد من المهام كعمل بعض الاتصالات المهمة والإيميلات. وقد سبق لي القياده لأكثر من 4 سنوات خارج الوطن، دون أخذ مخالفة مرورية، ومع قيادة السيارة لابد من وضع نصف ساعة احتياطي أقضيها ما بين إيجاد موقف مناسب وآمن من الصدمات في زحمة الصباح ما بين موظفين ومراجعين، والمشي من الموقف حتى أصل لعيادتي، وقد كنت قبل القيادة أقف عند باب المبنى ولا يفصلني إلا دقيقة لا أصل دون أن أحمل هم البحث عن موقف أو مخالفات أو ما قد يحدث في الطريق من زحمة وحوادث -لا قدر الله-، ونسأل الله أن يحفظ بلادنا وأمننا وقادتنا وشعبنا ويحفظنا من كيد الكائدين والحاقدين، فقيادة السيارة للسيدات موضوع بسيط وعادي ولا يتعارض مع تعاليم ديننا الإسلامي، ولا يحتاج كل هذه الهشتاقات والتضخيم والتعليقات، وكأنه أكبر همنا وطموحاتنا، والله ومن تجربة شخصية "أثناء فترة ابتعاثي قدت السيارة لحاجتي وعندما تخرجت وعدت استغنيت عنها" ونبارك لمن قادت سيارتها بكامل حشمتها وللخريجات من نجم والمرور السعودي، وهن - بإذن الله - أهل لتحمل المسؤولية، و- إن شاء الله - يتحقق الهدف الذي من أجله سمحت حكومتنا - أعزها الله - للسيدات بقيادة السيارة، ثقة بهن وتفهماً لحاجة معظمهن، ومن هنا أقول لمن احتاجت للقيادة: وفقك الله وحفظك، وقودي والله معك، ولا تثريب عليك، وأنصحها أيضاً بمراعاة أنظمة الأمن والسلامة، وألا تهتم بما يُسوّق خلال وسائل التواصل الاجتماعي من مواقف فردية قد تحدث في أي مجتمع من قبل قلة من الرجال والنساء، ونرجو السلامة للجميع. Your browser does not support the video tag.