لم يتخلَ قط رائد الفضاء عن رغبته الجامحة في التحليق بوطنه عالياً في مختلف المحافل، ومنذ تلك الرحلة الخالدة وهو يحمل همّ إيصال ما تتمتع به المملكة من عمق ديني وتاريخي وإرث حضاري وتراثي، فهي كما يراها فسيفساء مرصعة بالجواهر، كل قطعة منها لها خصوصية وجذور تاريخية عميقة وأصيلة. لم يكن إعلان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان عن تسجيل واحة الأحساء موقعاً تراثياً عالمياً في اليونسكو سوى تتويج لجهوده المضنية والطويلة، وسباقات ماراثونية ورحلات مكوكية لسموه، زار فيها العديد من المواقع طيلة ثلاث أعوام مضت، وقف بنفسه يتابع ويرصد ويوجه في العديد من الملفات الدقيقة المرتبطة بملف الأحساء، وكان سموه يرى بعين الخبير المنصف، وليس بالعاطفة في واحة الأحساء تاريخاً وإنساناً وحضارةً وثقافةً؛ مما يجعل مكانها بين أعرق وأقدم المدن والحضارات البشرية على وجه البسيطة. بدورها الأحساء بنخيلها الباسقة وإنسانها المتيم بتراب أرضه حدّ العشق يبادلون قيادتهم العشق والولاء والطاعة، يدينون بالفضل لوالد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-. من جهته أكد وكيل محافظة الأحساء معاذ بن إبراهيم الجعفري أن المملكة سجلت إنجازاً جديداً على خارطة السياحة العالمية بتسجيل واحة الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي باليونسكو، ويضاف هذا الإنجاز إلى الإنجازات السابقة في ذات المجال بعد تسجيل محافظة العلا والدرعية وجدة التاريخية والنقوش في منطقة حائل. وتابع: "ما كان لهذه الإنجازات أن تتحقق لو الله ثم حرص القيادة الحكيمة ودعم مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- والجهود الكبيرة التي بذلها رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز في متابعة تسجيل واحة الأحساء ضمن خارطة السياحة العالمية للتراث الإنساني وتسهيل كافة الصعاب التي واجهة فريق العمل الذي أعد الملف الخاص بذلك وقد حظي الفريق بدعم غير محدود من أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز وسمو محافظ الأحساء صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي". وأضاف: "لا يخفى على الجميع بأن المواقع التراثية بالأحساء حظيت باهتمام القيادة منذ زمن بعيد وهو الأمر الذي سهل من عملية التسجيل في اليونسكو لما تضمه واحة الأحساء للعديد من المواقع التراثية والطبيعية بالمملكة، حيث تشتهر واحة الأحساء بعراقة تاريخها بوجود العديد من المواقع التراثية سواء القصور الأثرية، أو واحات النخيل الشاهقة، وكهوف جبل القارة، وقنوات الري، والمباني القديمة، والأسواق التاريخية، بالإضافة إلى منفذها البحري التاريخي ميناء العقير". وأشار إلى أنّ الإنجاز الذي حققته الأحساء مؤخرا يتطلب منا جميعا العمل على الاستفادة منه والظهور بحلة مميزة أمام زوار الأحساء المتوقع توافدهم من مختلف دول العالم للاطلاع على المعالم التراثية بالأحساء، من خلال الاهتمام بتلك المواقع والعمل على تطويرها بالشكل المطلوب الذي يتناسب مع رؤية المملكة 2030، حيث سيكون هذا الإنجاز داعما للحركة الثقافية والفكرية بالأحساء، وسجلا نوعيا يضاف إلى سجلات الأحساء الزاخرة بالإنجازات المميزة في مختلف الجوانب. فيما لفت السفير والمندوب السعودي الدائم في منظمة اليونسكو د. إبراهيم البلوي، أن تسجيل لجنة التراث العالمي لموقع "واحة الأحساء" الذي يعد خامس موقع سعودي يتم تسجيله على القائمة، ينبثق من قوة ومكانة المملكة، التي تزخر في مواقع أثرية وتاريخية، تمتد إلى مئات آلاف السنين، ومن قيادتها الرشيدة. وأهدى البلوي بُعيد الموافقة على تسجيل موقع "واحة الأحساء" في اجتماع لجنة التراث العالمي في العاصمة البحرينيةالمنامة، هذا الحدث إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، وإلى القيادة السعودية، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الذي يعتبر وراء هذا الإنجاز بهذه الصورة، وإلى شعب المملكة، وإلى أهالي محافظة الأحساء. وقال في هذا الصدد "نستمد خططنا من خلال توجهات الدولة التي تضع لنا مسار عمل واضح وصريح، نسير عليه لنرتقي ببلادنا العزيزة إلى مصاف الدول الكبرى"، موجهاً رسالة شكر للدول العربية، وقال "لم نتفاجأ بموقف الدول العربية التي ساندتنا، مملكة البحرين ودولة الكويت وتونس أيدت هذا القرار بدون اعتراضات فلهم منا كل الشكر والتقدير على هذا الموقف غير المستغرب، وموقف تلك الدول يدل على أن الموقع ذو قيمة عالمية يضاف إلى الثقافة الإنسانية وذاكرة الإنسان". ولم يخفِ السفير البلوي أهمية واحة الأحساء التاريخية والثقافية، فيلمس الجميع من خلالها الحضارات العريقة التي مرت وعاشت على هذه الواحة، والتي جسدت أجمل وأفضل حركة تاريخية، مؤكداً أن المملكة تزخر بمواقع كثيرة ومتعددة جداً، وعدّها متحفاً إنسانياً، ومن الطبيعي أن تقوم المملكة بعد كل فترة بتسجيل موقع أو أكثر، مضيفاً: "تسجيل واحة الأحساء يمثل إضافة للإنسانية وليس فقط للمملكة العربية السعودية، والوفد السعودي سعيد سعادة غامرة بتسجيل هذا الموقع من خلال الاجتماع الثاني والأربعين للجنة التراث العالمي والذي يعقد بمملكة البحرين". الأمير سلطان بن سلمان زائراً لمسجد جواثا التاريخي .. وهنا ممسك بقطعة أثرية نادرة عثر عليها في الأحساء متابعة واهتمام ببناء سوق القيصرية يتحدث مع حرفي أحسائي ويقف على مطالبهم Your browser does not support the video tag.