يرى الإعلامي أحمد صادق دياب أن مونديال أميركا أعظم كؤوس العالم التي مرت على جيلنا خصوصاً لنا كسعوديين، من حيث الاطلاع على الأساليب الحديثة في التنظيمات الإعلامية في المناسبات الكبرى والتي ساعدتني كثيراً في عملي بالمملكة مع الاتحاد السعودي. وأشار إلى أنه بعد الفوز على بلجيكا بالهدف الشهير لسعيد العويران، كنا نُقابل بكثير من الترحاب من المتابعين لكرة القدم، حتى إن البعض كان يقول لم نكن نتوقع أنكم تعرفون كيفية اللعب، أو أنكم قادرون على فهم اللعبة.. لكن بعد بلجيكا تغير كل شيء. وأكد دياب أن الدكتور عبدالفتاح ناظر - رحمه الله - كان من أقرب الشخصيات التي أدين لها بالفضل، وكان رجلاً بعلاقات واسعة وقادراً على تذليل الصعاب، مشيراً إلى أن جلوسه في مقاعد المنتخب الهولندي بكأس العالم في أميركا كانت من أبرز المواقف الطريفة في المونديال. * حدثنا عن مشوارك مع كأس العالم ومتى كان؟ * بطبيعة الحال علاقتي بكأس العالم قديمة جداً، وكانت صعوبة متابعته على الهواء مشكلة نعاني منها، كنا نتغلب على ذلك بالاستماع إلى الراديو، في واقع الأمر كان المونديال الوحيد الذي حضرته هو مونديال 94 في أميركا، حيث صادف أنني كنت هناك في تلك الفترة، فكانت فرصة لمشاهدة واحدة من أعظم كؤوس العالم التي مرت على جيلنا خصوصاً لنا كسعوديين. * ماذا أضافت لك المشاركة الإعلامية في كأس العالم؟ * أذكر أنني في تلك الفترة كنت أعمل في جريدة البلاد في القسم الرياضي، وأذكر أنني لم أكن موفداً رسمياً للتغطية، لكن الدكتور عبدالفتاح ناظر - رحمه الله - ساعدني كثيراً في استخراج بطاقة إعلامية، مما مكني من ممارسة العمل في المراكز الإعلامية، فكانت فرصة طيبة لممارسة الهواية، والكتابة عن المونديال ليس بصفة خبرية، ولكن كانطباعات وما وراء الكواليس. والحقيقة إن التجربة كانت رائعة جداً فقد اطلعت على الأساليب الحديثة في التنظيمات الإعلامية في المناسبات الكبرى والتي ساعدتني كثيراً في عملي بالمملكة مع الاتحاد السعودي. * ما أبرز المواقف التي عاصرتها في المونديال؟ * كانت الولاياتالمتحدة في تلك الفترة تمر بفصل الصيف.. وكوني قد عشت فيها لسنوات عديدة فأنا ملم كثيراً بالتقاليد المتبعة وأسلوب الحياة، ولم يكن الجميع كذلك، مما أوقع البعض في كثير من المواقف التي لا يمكن نسيانها، وأذكر بعد الفوز على بلجيكا بالهدف الشهير لسعيد العويران، كنا نُقابل بكثير من الترحاب من المتابعين لكرة القدم، حتى إن البعض كان يقول لم نكن نتوقع أنكم تعرفون كيفية اللعب، أو أنكم قادرون على فهم اللعبة.. لكن بعد بلجيكا تغير كل شيء. * حدثنا عن الموقف الذي لا يمكن أن تنساه؟ * موقف لا أنساه.. كان أحد الإعلاميين السعوديين، ممن لا يجيدون الإنجليزية في الفندق، ووجدته حائراً مع أحدهم، ويلاحقه في كل أرجاء الفندق.. وسألته عن ما يريد، فأطلق تنهيدة ارتياح قائلاً: حسناً أثق فيك إنك لن تسرق سبقي الصحفي.. وهذا الرجل أنا لي ساعة وأنا أطارده، وهو يتكلم وأنا أتكلم ولا يفهم أحد منا الآخر.. وهذا هو اللاعب البرازيلي الشهير بيبيتو.. التفت للرجل، وكنت متشككاً، وسألته إن كان اللاعب بيبيتو كما يعتقد صديقي هذا؟.. وانتابته نوبة من الضحك، وعندما هدأ قال: ألهذا يطاردني منذ نصف ساعة، كنت على وشك أن أطلب الشرطة له.. اشرح له أنني لست بيبيتو ولا أعرف من هو بيبيتو.. وأنا محامٍ أميركي لدي اجتماع في الفندق..المهم في الأمر أن صاحبنا لم يصدق وتوقع أنني أحاول أن أسرق سبقه الصحفي، ولم يقتنع حتى أخرج الرجل بطاقته وأظهرها له. * ومن الصديق الذي له مواقف معك؟ * صديقي العزيز ورفيق السفر طارق القصيبي.. السفر معه متعة لا تنتهي ومقالب لا تتوقف، ومواقف لا تنسى. وكذلك العزيز أبو لمى عادل عصام الدين. * ما أجمل هدف شاهدته في المونديال؟ * هدف سعيد العويران أمام منتخب بلجيكا في مونديال 1994. * ما الشخصية الرياضية التي لها فضل على مسيرتك في كأس العالم؟ * الدكتور عبدالفتاح ناظر - رحمه الله - كان بالفعل رجلاً بعلاقات واسعة وقادراً على تذليل الصعاب، وكان بالفعل العقل المنفذ لتوجيهات الأمير الراحل فيصل بن فهد - رحمه الله -، وكان بالفعل الرجل الذي يتحرك في كل اتجاه ويقوم بأعمال لا يجيدها غيره. * أجمل هدف شاهدته في كأس العالم؟ * هدف سالم الدوسري الأخير في مرمى المنتخب المصري، لابد وأن يُصنف ضمن الأهداف الجميلة في المونديال، فقد كان ذكياً جداً ومن زاوية صعبة للغاية، وأمام حارس خبير، له قيمته واسمه. * ما المباراة الأجمل لك في كأس العالم؟ * أعتقد أن مباراة البرتغال وإسبانيا في المونديال الحالي لابد وأن تُصنف ضمن الأفضل عبر الزمن، فقد كانت عامرة بالأهداف والندية والإثارة. * موقف طريف لك في المونديال؟ * الحقيقة أنه موقف وحيد بالنسبة لي فقد كانت المباراة الأولى ما بين المنتخب السعودي والمنتخب الهولندي، ووصلت الملعب متأخراً وقد أغلقت بوابات الإعلاميين وامتلأت الأماكن المخصصة لهم.. ووجدت نفسي مضطراً لشراء تذكرة لحضور المباراة وبالفعل حدث ذلك، لكن المكان الوحيد الذي كان متاحاً هو بين الجماهير الهولندية المتحمسة جداً، وعندما تم تسجيل هدف السعودية الأول على الهولنديين، أخذتني الحماسة، وقمت بالتصفيق، وفجأة وبلا مقدمات كانت مئات الأعين الحمراء تحدق في وجهي، والصراخ عليّ من كل ناحية، مما اضطرني للانسحاب وتغيير المكان، ومن حسن الحظ أن أحد المنظمين تنبه لما حدث وقام بأخذي إلى جانب ليس بالبعيد وطلب مني أن لا أنفعل مع المباراة وأن أكون هادئاً من أجل سلامتي. *حدثنا عن أي إضافة لكأس العالم؟ * أعتقد أن الفائز بكأس العالم عادة لا يكون الأفضل بين المنتخبات، لكنه الأكثر جراءة على قبول التحديات والوقوف بقوة أمام الصعاب، وأن يكون لديه القدرة على التعامل مع ظروف المباريات وما يجري داخل وخارج الميدان، وهذا بالذات ما تفتقده المنتخبات العربية، وبالتالي تكون نتائجها متأرجحة، ومستوياتها غير ثابتة، وسرعان ما تنهار تحت الضغط.. وهو ما علينا أن نركز عليه وأن نعرف كيف نتعامل مع الظروف والمتغيرات بكل ثبات. المنتخب السعودي ومشاركته الأولى عبدالفتاح ناظر من الشخصيات المؤثرة في مسيرتي السعودية وهولندا مونديال 94 Your browser does not support the video tag.