في الوقت الذي يتحدث فيه البعض عن أن الكثير من السيدات السعوديات لا يمتلكن مهارة قيادة سيارة، أو الخبرة الكافية للتعامل معها على الطريق، أكد عدد من السائقات المحترفات أن المهارة والخبرة ستأتيان تدريجياً للمرأة، ولا بد من الخوف والرهبة في بداية الأمر، إلا أن ذلك سيزول مع الوقت. فيما شدد عدد من العلماء والمشايخ أن قرار قيادة المرأة للسيارة مستند على فقه واقع وأدلة شرعية، وأن صدور قرار قيادة المرأة للسيارات جاء من القيادة الرشيدة بعد مشاورة العلماء، والذين أجازوا قيادة المرأة. كما أشار استشاريو الأدلة الرقمية إلى أن جهاز البصمة الذي أعلنت عنه وزارة الداخلية للتعرف على النساء القائدات للسيارات مفاجأة من النوع الثقيل، حيث يعتبر الجهاز الذي سيستخدمه رجال الأمن الأول من نوعه المطبق على فئة محدودة، ما يسهم في سرعة معالجة وقراءة المعلومات. القيادة جائزة شرعاً ووجه الشيخ عائض القرني عدداً من الرسائل للمرأة والشباب بمناسبة بدأ السماح للنساء بقيادة السيارات في المملكة، مؤكداً على أن هذا القرار مستند على فقه واقع، ومسند إلى أدلة شرعية. وأشار القرني إلى أن صدور قرار قيادة المرأة للسيارات جاء من القيادة الرشيدة بعد مشاورة العلماء، مضيفاً: عرفتم فتاوى كبار العلماء وكثير من المشايخ استدلالاً واستناداً على المصالح والمفاسد، والذين أجازوا قيادة المرأة للسيارات استندوا على فقه واقع مسند وأدلة شرعية، فلا نسرب على أحد ونعنف على أحد. وأكد الشيخ القرني أن الدولة - حفظها الله - لم تجبر أحداً على قيادة السيارات، فمن يريد أن تقود زوجته وابنته أو أخته يسمح لهن ومن لا يريد يمسك عليهن. وأوصى القرني الشباب باحترام قائدات السيارات قائلاً: "أيها الأخ، الابن، الشاب، إن هذه التي تقود السيارة هي أختك وبنتك وزوجتك وأمك، لابد من الاحترام، مضيفاً: هذه أعراضنا، ونحن واثقون في المرأة السعودية، لأنها مسلمة، صاحبة مثل شريفة، تحمل أخلاق الدين. وطالب القرني المرأة التي ستقود السيارة بالالتزام ب "شد حزام الأمان" وقراءة أذكار ركوب السيارة، مضيفاً: أوصيها بتقوى الله، وغض الطرف والاحتشام، والاحترام، وارتداء الحجاب، ومراقبة الله سبحانه وتعالى، سائلاً الله التوفيق لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - لما فيه الخير وللشعب السعودي في كافة أمور حياتهم. البصمة تخلق الفارق من ناحيته، أكد عضو الأكاديمية الأميركية للطب الشرعي، استشاري الأدلة الرقمية، د. عبدالرزاق بن عبدالعزيز المرجان، على أن وزارة الداخلية قدمت لنا خلال المؤتمر الصحفي الخاص بقيادة المرأة مفاجأة من النوع الثقيل، وهي استخدام رجال الأمن لبرنامج البصمة للتعريف بالنساء، وهو الأول من نوعه المطبق على فئة محدودة ما يسهم في سرعة معالجة وقراءة المعلومات، معتبراً أن تطبيق القرار التاريخي وفقاً لخصوصية المجتمع السعودي ويؤكد تمكنها من الاستمرار في الريادة والتفوق. وأوضح د. المرجان أن نظام البصمة هو نظام يتعرف على الأشخاص عن طريقة بصمة اليد، ما يتيح لرجل الأمن قراءة البيانات المتعلقة بنظام المرور، كالبيانات الشخصية وبيانات رخصة القيادة وصلاحيتها ورقم بطاقة الأحوال، وكذلك بالإمكانية معرفة عدد المخالفات، وستقرأ جميع البيانات من نظام أبشر، وبذلك سيتعرف رجل الأمن إذا ما كانت المرأة لديها رخصة قيادة سارية المفعول أم لا، ولا يرتبط نظام البصمة بتقليل المخالفات المروية على الإطلاق. كما أشاد بالتقدم الكبير والسريع لوزارة الداخلية واتخذها خطوات سريعة في استخدام التقنية، فالبصمة هي امتداد لنظام أبشر، وستقوم بقراءة المعلومات الخاصة بالرخصة وبطاقة الأحوال من نظام أبشر، فإذا لم تكن المعلومات موجودة في نظام أبشر فلن تظهر المعلومات على نظام البصمة فهو قارئ للمعلومات. كما أكد المرجان على أن نظام البصمة سوف يغلق ثغرة أمنية ممكن أن تستغل من بعض ضعاف النفوس وهو استغلال المطلوبين لزي المرأة في التخفي، حيث إن معلومات البصمة سوف تظهر المعلومات الحقيقية للشخص، وستحد البصمة أيضاً من انتحال الشخصية وقد تستغل بعض النساء هذه الثغرة لقيادة السيارة برخصة أخرى، وكذلك إمكانية استغلال البصمة لضبط المطلوبين أمنياً. وتابع: سيغلق نظام البصمة إشكالية عدم توفر العدد الكافي للنساء بوزارة الداخلية في نقاط التفتيش الموجودة في الطرق السريعة، لأنه سوف يقوم بالتأكد من هوية النساء المنقبات، وسيقلل من الاحتكاك ما بين رجال الأمن والنساء في نقاط التفتيش، موصياً أن يتم وضع كاميرات تصوير في نقاط التفتيش وكذلك توفير أجهزة إلكترونية لتوثيق المحادثة صوتاً وصورة لتجنب ادعاءات التحرش من قبل ضعاف النفوس خاصة أثناء الاشتباه. الخبرة تأتي تدريجياً مروة البقمي التي تعمل في إحدى شركات التقنية، لديها خبرة سابقة في قيادة السيارة، حيث كانت تقود لمدة أربع سنوات مضت عندما كانت تدرس في ولاية ميشيغان الأميركية، وتعترف بأن بدايتها كانت ضعيفة بسبب عدم الخبرة، إلا أنها لم ترتكب أية مخالفة فادحة مثل كسر إشارة مرور حمراء، أو التسبب في دهس إنسان أو حيوان، وترى أن خبرتها اليوم تؤهلها لأن تتحدث عن حال النساء السائقات. وتقول: "لاحظت أن المرأة في بداية قيادتها تكون حذرة جداً وتوصف بالبطء في الشارع، وهو حرص منها على ألا تتسبب بحادث وتتمكن من القيادة على الطريق، ومع الوقت ترتفع خبرتها وتجاري السائقين بكل تمكّن، مما يجعل من المرأة محط أنظار الرجال الذين يعتقدون أن حرصها هو عدم تمكّن". ومن أجل تذليل بعض العقبات التي عادة ما تواجه المبتدئين في القيادة، قدم حازم الغامدي عدداً من النصائح التي تسهل من مهمة القيادة، وقال: "يجب أن تتثقف المرأة بالثقافة المرورية، والإلمام الجيد بقانون المرور، وتوعيتها بحسن التصرف في المواقف المفاجئة تجنباً للحوادث، وكذلك توعيتها بعدم وضع أطفالها أمامها أثناء القيادة، وذلك لتمكينها الرؤية الجيدة وتركيزها أثناء القيادة". كما دعا الغامدي القائدات إلى عدم الحديث مع الأشخاص الموجودين داخل السيارة، ومن الضروري أيضاً الكشف على زيت الموتور وماء الرديتر والبنزين قبل السير بالسيارة، وأن توجد طفاية الحريق والمثلث العاكس وشنطة الإسعاف بشكل دائم بالسيارة، مع ربط حزام الأمان، وعدم استخدام التليفون المحمول. هذا، وشهدت معارض السيارات في الرياض في الفترة الماضية إقبالاً كبيراً من السيدات السعوديات لمشاهدة أحدث السيارات ومحاولة البحث عن السيارة المناسبة. وأكد فياض الشهراني، صاحب معرض سيارات شرق الرياض، أن فئات السيدات التي تقوم بزيارة المعرض مختلفة ومتنوعة ومن فئات تعليمية مختلفة وأن الكثير منهن قمن بالفعل بعمليات شراء للسيارات وقمن بتوقيع العقود بأسمائهن، موضحاً أن هناك أذواقاً مختلفة في الشراء بين الألوان والأشكال للسيارات. فيما أكدت العديد من السيدات خلال زيارة المعارض أنهن يقمن بالعديد من الأعمال الصعبة وبالتالي فلن تكون قيادة السيارة أصعب من الأعمال المنزلية الشاقة، بينما أبدت بعض السيدات تفضيلهن للسيارات المرتفعة عن الأرض التي تجعل الرؤية أفضل والمناسبة للطرق التي بها مطبات وحفر. حركة بيع السيارات تشهد إقبالاً كبيراً بعد قيادة المرأة صالات عرض خاصة بالنساء افتتحتها بعض الوكالات Your browser does not support the video tag.