منذ صدور الأمر السامي بالسماح لإصدار رخص قيادة المركبات للنساء في المملكة وتطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية هناك الكثير من الجهود التنظيمية والقرارات التشريعية والحملات التثقيفية التي تؤسس لبدء سريان تطبيق القرار وتهيئة البيئة الآمنة لقيادة الجميع. اليوم، ها هو الموعد المرتقب كثيراً لقيادة المرأة لمركبتها بنفسها يأتي وتحين لحظة الإمساك بالمقود، وفي الوقت ذاته ينتهي كما صرحت سيدات "الصف الأول" ممن سيقدنٌ في منطقة تبوك زمن الانتظار الصعب وكم تأخذ على المشوار؟، اليوم يقدنٌ مركباتهن الخاصة ومركبات الأجرة بثقة ومسؤولية دون أن يخشين أية مضايقات أو يلتفتن لأي تعليقات أو تكهنات وتهكمات، مؤكدات أنهن بعون الله أهل للمسؤولية وعلى قدر كبير من الثقة بأنفسهن وقدرتهن على القيادة بمهارة وكفاءة عالية. وبحسب ما أعلن مدير إدارة المرور بتبوك العميد محمد العتيق لوكالة الأنباء السعودية "واس"، بأن أكثر من 40 سيدة أصدرن رخص القيادة، في حين تستعد إدارة المرور لإصدار 60 رخصة قيادة جديدة لمتدربات جدد تقدمن لطلب رخص قيادة لدى مدرسة تعليم النساء، ليصل العدد إلى 100 سيدة سيتمكن من قيادة المركبة بكل أمان في شوارع منطقة تبوك. قرار مفصلي وتاريخي وفي استطلاع ل"الرياض"، أكدت المواطنة رانيا أبو خشيم التي تستعد لخوض تجربة القيادة، أن قرار السماح للنساء بالقيادة كان بلا شك قراراً مفصلياً وتاريخياً، كما أن كثيراً من القرارات الصادرة والمترتبة على مسألة القيادة كانت أيضاً مترابطة وذات أهمية كبرى لضمان نجاح القرار، خصوصاً إقرار قانون التحرش، مشيرة إلى أنها وإن كانت متمكنة من القيادة بفضل الله ثم بفضل مساندة أبنها "مشاري"، إلا أنها حرصت على الالتحاق بمدرسة تدريب القيادة لاستخراج رخصة القيادة، مفيدة أن ابنها بادر منذ صدور القرار بتعليمها أدق تفاصيل القيادة والقدرة على التصرف في أصعب المواقف، كما لاقت دعماً كبيراً من جميع أفراد أسرتها. وعلقت رانيا على سهولة الإجراءات ومرونتها في ذات الوقت، سواء في مرحلة التدريب أو إصدار الرخص، مبينة أنها كانت ميسرة ولله الحمد لجميع السيدات، مضيفة أنها تستطيع القول الآن: إن زمن "الانتظار الصعب" قد انتهى، وبات من المهم أن تستفيد المرأة من تلك الفرصة التي أتيحت لها حفاظاً على الوقت والجهد وحتى المال، خصوصاً وأن متطلبات الحياة وتعدد الأدوار المنوطة بها من واجبات أسرية وعملية تفرض على المرأة الاعتماد على نفسها طالما جاء القرار بكل ما يضمن سلامة السائقة في الطريق، لافتة إلى أنها تثق بأن لا مكان للقلق أو الخوف من المضايقات بل على العكس سنرى أن الكل حريص على ابنة وطنه. أما عن مركبتها التي قررت أن تقودها فقد فضلت أن تكون جديدة 2018 وعائلية كونها ترغب في توصيل والدتها وبناتها وأخواتها وصديقاتها، في حين تنوي رانيا أن يكون المشوار الأول لمنزل والدتها، مؤكدة أنها استطاعت اليوم توفر ما لا يقل عن 30 % من دخلها الخاص بعد أن كانت أجرة السائقين تستنزف مبالغ كبيرة من مرتبها لإيصالها هي وبناتها. 10/10 ذكرى غالية بدورها، أكدت فادية الشمري أن رغبة القيادة كانت تراودها كثيراً كونها امرأة عاملة وأصبحت أكثر مسؤولية، ومن منطلق هذه المسؤولية فهي تحتاج إلى مثل هذه الوسيلة لمساعدتها في إنهاء جميع أعمالها وحتى لا تتعرض للاحتيال المالي من قبل السائقين، وقالت: إن أكثر ما يحفزها على القيادة هي جملة القرارات التي أعقبت الأمر السامي، وجميعها كانت لها أهمية، ولكن أكثر ما استوقفني هو قانون التحرش، لأنه لابد من وجود حماية للمرأة وهي خارج المنزل، كما أثنت على قرار إسناد حجز السائقات المخالفات إلى دور الرعاية، حيث ترى أنها خطوة مراعية لخصوصية سيدات المجتمع، كما أن الدعم الذي وجدته من الجميع ومن أبنائها كان محفزاً لقيادتها. وعن مخاوفها وهي تجلس خلف مقود السيارة قالت: لابد من وجود الخوف في بداية الأمر، وهذا أمر طبيعي، وأنا انصح بالابتعاد قدر المستطاع عن أوقات الذروة والتبكير للدوام قبل الزحام، فيما تراهن على أن المرأة السعودية أثبتت نفسها بجميع المجالات وكانت ذات مسؤولية واعية، وهيا تقدر الثقة التي منحت لها بعد الأمر السامي، خصوصاً وأن هناك جهوداً كبيرة بذلت لتعزيز الوعي المجتمعي منذ إعلانه وحتى اليوم، وعن يوم 10/10 ذكرت بأنه سيكون نهاية سماعها لكلمات لطالما استفزتها وأهدرت أوقاتها: "عذرا تأخرت" أو "ما أقدر أجي تصرفي". وأشارت فادية إلى أنها اختارت مواكبة القرار بشراء سيارتين أحدهما كاش والأخرى أقساط، وجميعهما 2018، وكلا السيارتين شخصية ولها ميزة قلة استهلاكها للوقود، أما عن أول مشوار ستذهب إليه، قالت: إنه سيكون جولة في أحياء تبوك، مصطحبة معها أول شخص يبارك لها بالقيادة، معلنة بأنه تم الاستغناء عن السائق، متوقعة توفير مالي كبير. سنتجاوز كل المخاوف فيما قالت أماني البلوي: إن قرار القيادة يحترم خصوصية المرأة السعودية، خصوصاً بعد تزايد أعداد الضحايا اللواتي تعرضن لجرائم اعتداء السائقين، وزيادة العبء المالي على الأسرة السعودية عند استخدامها السائق، مثمنة صدور قانون التحرش، وجهود الجهات المعنية على وضع ضوابط وأنظمة قوية وجريئة لمن تسول له نفسه مجرد العبث أو الاستفزاز للمرأة أثناء قيادتها للسيارة. وذكرت: نعم توجد لدي مخاوف لعدم الخبرة الكافية، وبالنسبة للتعامل مع هذه المخاوف، أولاً التوكل على الله، ثم ممارسة التدريب على القيادة في أماكن غير مزدحمة بالسكان، ولا اكتفي بالتدريب فقط في مدرسة القيادة، واتباع أنظمة التعليمات والابتعاد عن كل مشتتات القيادة، مراهنة على نجاح هذا القرار، فالمرأة محل ثقة ومسؤولية عند قيادتها للمركبة، لحرصها الشديد على تطبيق أنظمة التعليمات وعدم المخالفة بمشيئة الله، وترى أن يوم 10/10 هو انتهاء لزمن "كم المشوار" و"لا تتأخر علي". وأضافت أماني أن أسرتها أول المشجعين لها، مع حرصهم الشديد وتوصيتهم لها بالانتباه أثناء القيادة، ومع ذلك تخشى المضايقة من بعض قائدي السيارات، ومن السرعة والمراوغة، والتعمد على تخويف المرأة أثناء قيادتها للسيارة، وعن سيارتها قالت أنها جديدة وهي شخصية، حرصت في مميزاتها أن تكون اقتصادية في استهلاك البنزين، ويوجد بها مثبت للسرعة، وتتميز أيضاً بصالون واسع ومساحات تخزين جيدة مما يجعلها من السيارات العائلية. الاعتماد على الذات ومن جانبها، تؤكد المقيمة شيماء توفيق أخصائية التدريب الرياضي، على أن قرار السماح بالقيادة قرار حكيم، أعطى المرأة مساحة للانطلاق بحرية وتكوين كيان لها، لأن قيادة السيارة تعد اليوم شيئاً مهماً جداً، وتجعل المرأة على أول الطريق نحو تحمل مسؤوليتها الشخصية والاعتماد على ذاتها، والانطلاق وإنجاز المهام ومواكبة التطور، وفي كلمتها للقائدات قالت: لا يوجد داعٍ للخوف أو القلق، فالقيادات الأمنية تقوم بتوفير الأمن والحماية الكاملة للجميع. رانيا أبو خشيم تقود سيارتها Your browser does not support the video tag.