ما يقارب الألفي طفل تم فصلهم عن آبائهم في الأسابيع الماضية على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة المتاخمة للمكسيك، حيث اعتادت الشعوب اللاتينية على دفع الأموال لمهربي البشر للوصول إلى الحلم الأميركي وإن كان ذلك عبر طرق غير شرعية تعرض حياتهم لمخاطر عديدة. وعكس هذا التصرف حزم الإدارة الجمهورية مع مسألة الهجرة التي لا يقبل الديمقراطيون حتى الآن حسمها ببناء الجدار الذي اقترحه الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوقف التسلل غير الشرعي عبر الحدود الأميركية. وأشعلت خطوة فصل الآباء عن الأبناء من المهاجرين غير الشرعيين موجة غضب عريضة في أميركا، بعضها دافعها إنساني سببه التعاطف مع المهاجرين، وقسم آخر منها يؤكد الحرب الحزبية التي يشعلها الديمقراطيون ضد إدارة ترمب. وعرضت الشبكات الأميركية مقاطع لآلاف من الشباب المهاجرين المحتجزين فيما يشبه أقفاصاً داخل أكبر مراكز دائرة الهجرة في البلاد، في حين يتم أخذ الأطفال من ذويهم لإرسالهم إلى مرافق خاصة منفصلة تديرها وزارة الصحة والمنظمات الإنسانية، في مقدمة لمقاضاة الآباء الذين حاولوا الدخول بشكل غير شرعي إلى أميركا أمام القضاء الاتحادي الأميركي. وبحسب وجهة نظر إدارة ترمب فإن الذين يعبرون الحدود الأميركية بصورة غير قانونية ومعهم أطفال لن يتم استثنائهم من العقاب لأنهم خرقوا القوانين الأميركية وهم من عرضوا أولادهم للخطر باصطحابهم برحلة يديرها مهربو بشر. ويتعرض الرئيس ترمب إثر قراراته ضد الهجرة إلى نقد لاذع من الإعلام الأميركي حيث نشرت مجلة "التايم" الأميركية على غلاف عددها الأسبوعي، صورة تعبيرية يقف فيها ترمب وأمامه طفلة صغيرة من أبناء المهاجرين تبكي لتصفه المجلة ب"الرئيس غير المريح"، فاردةً صفحة مطولة تتحدث عن سياسة فصل الآباء عن الأبناء، ليتبين لاحقاً أن الصورة لم تكن لطفلة فصلت عن ذويها، بل هي ابنة لمهاجرة خطفت ابنتها من زوجها في المكسيك وهربت بها إلى أميركا وهذا ما أوصلها إلى الحجز في الولاياتالمتحدة. وفي ظل استمرار أزمة المهاجرين صرّح المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل مايكل اندروز أن وزارة الدفاع تجهّز 20 ألف سرير في القواعد العسكرية في تكساس وأركانساس لتأوي أبناء الأجانب الذين فصلوا عن ذويهم. وفي أعقاب الانتقادات الشديدة لسياسة الرئيس ترمب قام البيت الأبيض بتوجيه سلطات الحدود لعدم فصل الأبناء عن ذويهم ولكن احتجاز الجميع في مكان واحد دون تقديم المزيد من التفاصيل عن طبيعة المرحلة المقبلة ومدة الاحتجاز وآلية إطلاق سراح المحتجزين مستقبلاً. وفي هذه الأثناء ما يزال 2300 طفل تحت سن ال 12 محتجزين في ملاجئ خاصة في الولاياتالمتحدة بسبب تسللهم مع آبائهم بشكل غير شرعي قالت وزارة الدفاع إنهم سيعودون لذويهم ولكن ليس بشكل مباشر وإن الحل الوحيد هو حجز الأسر في مكان واحد. ويدّعي مؤيدو قرار ترمب أن الحال لم تكن أفضل بكثير على المهاجرين في عهد أوباما حيث قامت إدارة باراك أوباما باحتجاز 7000 من أطفال المهاجرين في العام 2014 في قواعد عسكرية في كاليفورنيا وتكساس وأوكلاهوما لمدة وجيزة بعد أن حاولوا عبور الحدود بشكل غير شرعي وتم احتجازهم لمدة ثلاثة أشهر حتى توقفت موجات الهجرة والتسلل عبر الحدود. وانتقد الرئيس ترمب الديموقراطيين على ردة فعلهم حول قوانينه حول الهجرة غير الشرعية معلقاً "إنهم لا يهتمون بالأطفال.. لا يهتمون وتعريضهم لمخاطر التسلل والمشكلات المترتبة على التسلل غير الشرعي". كما هاجم الرئيس ترمب الرئيس المكسيكي لأنه "فشل في المساعدة في وقف الهجرة غير القانونية إلى الولاياتالمتحدة، معلقاً "صارت الرحلة من المكسيك إلى أميركا وكأنها نزهة في الحديقة المركزية". مضيفاً "المكسيك لا تفعل شيئاً سوى أنها تأخذ أموالنا وتعطينا المخدرات". Your browser does not support the video tag.