تم الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر (WDCD) في جميع أنحاء العالم في 17 يونيو مع التركيز على الإدارة المستدامة للأراضي كوسيلة لتجديد الاقتصادات وخلق فرص العمل وإنعاش المجتمعات، تحت شعار "للأرض قيمة حقيقية استثمرها" ولتعزيز الوعي العام بالجهود الدولية لمكافحة التصحر. ويركز على إمكانية المستهلكين على تجديد الاقتصادات وخلق فرص العمل وتنشيط سبل العيش من خلال التأثير على السوق للاستثمار في الإدارة المستدامة للأراضي. يعرف التصحر بأنه تردي الأراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والمناطق الجافة وشبه الرطبة نتيجة لعوامل عديدة منها تغير المناخ والأنشطة البشرية، حيث تعتبر نظم إيكولوجية هشة. وتشير بعض تقارير صندوق الأممالمتحدة للبيئة أن التصحر يؤثر على سدس سكان العالم، وتغطي الأراضي الجافة 41.3 % من اليابسة أي 70 % من جميع الأراضي الجافة التي تبلغ 3.6 من بلايين الهكتارات. تسهم الاختلافات المناخية والأنشطة البشرية ومن أهمها الرعي الجائر والاحتطاب وحرائق الغابات والتوسع العمراني غير المخطط له والأنشطة التعدينية والتنزه العشوائي في استنزاف الموارد الطبيعية وزيادة التصحر. وتشير دراسات إلى أن الاقتصاد العالمي سيخسر 23 تريليون دولار أميركي بحلول العام 2050 من خلال تدهور الأراضي، ولابد من اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف التدهور والذي سيكلف 4.6 تريليونات دولار. يواجه العالم أزمة ذات أبعاد غير مرئية تطال 1.5 مليار شخص - معظمهم من أفقر بلدان العالم. كما تشير بعض الدراسات أنه بحلول 2050 سوف يحتاج العالم إلى أكثر من 70 مليون هكتار من الأراضي تكون صالحة للزراعة. كما تقدر الخسارة السنوية حوالي 75 مليار طن من التربة من الأراضي الصالحة للزراعة وبالتالي ضياع فرصة منافع اقتصادية تبلغ 400 مليار دولار سنوياً على مستوى العالم. إن اتخاذ إجراءات ضد تآكل التربة على مساحة 105 مليون هكتار سيوفر ما يصل إلى 62.4 مليار دولار من القيمة الحالية الصافية خلال الخمسة عشر عامًا المقبلة. إن المنطقة العربية تعتبر من المناطق الأكثر عرضة لخطر التصحر وزحف الرمال. ينبغي تنفيذ تدابير وقائية للأراضي التي لم تصب بالتدهور بعد، أو التي لم تتدهور إلا بقدر قليل. من ناحية أخرى لا ينبغي إهمال المناطق شديدة التدهور. تعتبر مشاركة المجتمعات المحلية، والجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية، أمرا أساسيا في مكافحة التصحر والجفاف. ومن أهم المجالات التي تم التطرق لها في جدول أعمال القرن 21: تدعيم قاعدة المعرفة وتطوير نظم المعلومات والرصد الخاصة بالمناطق المعرضة للتصحر والجفاف، مكافحة تتدهور الأراضي بحفظ التربة والتشجير واستزراع المناطق، وضع برامج متكاملة لتعزيز النظم البديلة لكسب العيش فيها؛ وضع برامج شاملة لمكافحة التصحر وإدماجها في خطط التنمية الوطنية والتخطيط الوطني في مجال البيئة؛ وضع مخططات شاملة للتأهب للجفاف في حالات الجفاف الشديدة، تشجيع وتعزيز المشاركة المجتمعية والتثقيف البيئي مع التركيز على مكافحة التصحر وإدارة آثار الجفاف. إن استثمار المزارعين في الزراعة الذكية يمكن أن يؤدي إلى زيادة المحاصيل. ويمكننا جميعًا المساهمة والاستثمار في الإدارة الجيدة للأراضي سواء كنا نعمل كمستهلكين أو منتجين أو شركات أو حكومات. يمكن للتغير في السلوك واعتماد التخطيط والممارسات الأكثر كفاءة أن تضمن توافر موارد كافية من الأراضي على المدى الطويل لتلبية طموحاتنا وتوفير سبل عيش مستدامة. Your browser does not support the video tag.