تحتفل المملكة العربية السعودية، ومعها العالم العربي والإسلامي أجمع، يوم السادس والعشرين من شهر رمضان المبارك، بمناسبة مرور عام على تولي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، منصب ولي عهد المملكة، ولعل هذه المناسبة، مع ما تحمله من دلالات معنوية عميقة للشعب السعودي قاطبة، تعد وبدون أدنى شك، فرصة لتجديد الولاء والإخلاص لسموه الكريم، والتذكير بمسار التجديد والإصلاح الذي عرفته المملكة خلال سنة فقط من تولي سموه لمنصب ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية، ورئيس المجلس الأعلى لأرامكو السعودية، ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ووزير الدفاع، هو من مواليد الرابع عشر من شهر ذي الحجة المحرم لسنة 1405 للهجرة. لا شك أن تولي الأمير محمد بن سلمان لمنصب ولي عهد المملكة عن عمر لا يتجاوز ال33 سنة، كان بمثابة بشرى خير، وتحول جذري في مسار الإصلاح الذي تعرفه بلادنا طوال السنوات الأخيرة، وهو ما جعل مجلة التايمز الأميركية الشهيرة، تختار الأمير محمد بن سلمان، ليكون شخصية العام الأكثر تأثيراً عالمياً لسنة 2017. ولعل أهم ما يذكر من إنجازات الأمير محمد بن سلمان، والوعد الذي اتخذه على عاتقه للدفع بعجلة التنمية في المملكة، ومحاربة الفساد والتطرف وتشجيع الاستثمار والتعاون والشراكة، حزمه الشديد وصرامته الكبيرة في الدفاع عن مصالح المملكة ضد الأخطار الخارجية التي تهددها، فقد قاد سموه عملية عاصفة الحزم سنة 2015م، بمعية دول أخرى من الحلفاء، من أجل التصدي للتمرد الحوثي وإعادة الشرعية، والتصدي للتهديدات التي كانت تشكلها الميليشيات المتطرفة في اليمن ضد الأمن والاستقرار السعودي، والمصالح العليا للمملكة. وقد عرفت هذه العملية التي أطلقها سمو ولي العهد نجاحاً شهدت به جميع الدول، وتم على مرأى ومسمع العالم، ويعتبر من الإنجازات الاستراتيجية الخارجية الكبرى التي كان لسمو ولي العهد، كبير الأثر والتأثير في تحقيقها وإنجاحها، في إطار عمله المستمر والمتواصل للدفاع عن المصالح العليا للمملكة. إنجازات الأمير محمد بن سلمان على المستوى الدولي لا تتوقف عند هذا الحد، فسمو الأمير هو مؤسس التحالف الإسلامي سنة 2015، وقد اتخذ التحالف الذي وضع ركائزه الأمير محمد بن سلمان على عاتقه مهمة مواجهة التطرف الديني ومحاربة الإرهاب الذي باتت تعاني من نتائجه الكارثية دولنا العربية، وقد تعهدت دول التحالف التي يصل عددها إلى 44 دولة بقيادة ولي العهد، على بذل كل الجهود الضرورية من أجل استئصال التطرف والإرهاب من الجسد العربي بكافة الوسائل المتاحة وعلى جميع المستويات، بما في ذلك الجانب الإعلامي الذي يلعب دوراً كبيراً في هذا الصدد، بالإضافة إلى مختلف المستويات السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية. ولا يمكننا الحديث عن الرؤية الذي تبناها سمو الأمير ولي العهد على المستوى الخارجي، دون الوقوف وذكر عملية التعاون العسكري بين المملكة والولايات المتحدة، والتي تم بموجبها تطوير وسائل التعاون العسكري بين البلدين وتعزيز التعاون والتنسيق والشراكة، خاصة فيما يهم مكافحة الإرهاب والتطرف. أما على المستوى الداخلي للمملكة فيصعب تعداد مختلف البوادر الإصلاحية والخطوات الجريئة التي أمر بها وأشرف عليها فعلياً سمو الأمير محمد بن سلمان، فقد عرفت السعودية منذ توليه منصب ولي العهد تسارعاً مضطرداً في مسار تحسين وضعية المرأة من خلال وضع ما سمي بخطة تحسين أوضاع المرأة والاهتمام بها، وقد جاءت هذه المبادرة التي أشرف عليها سمو الأمير، في إطار الجهود المبذولة لادماج المرأة في التنمية وتوفير فرص الشغل للنساء باعتبارهن جزءاً لا يتجزأ من المجتمع السعودي، وانطلاقاً من الإيمان بأحقية المرأة في تولي المناصب الريادية في المجتمع مما يعود بالنفع والصلاح على مختلف القطاعات. بالإضافة إلى كل ما سبق، فقد عمل ولي العهد، سمو الأمير محمد بن سلمان، على بذل كل الجهود المتاحة من أجل تطوير صندوق الاستثمارات العامة، حيث قام بصفته رئيساً لمجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة بالمملكة، بوضع استراتيجية شاملة في مجال الاستثمار، تتخذ من أولوياتها العمل على مشروعات تنموية ذات مخاطر منخفضة، مع الحفاظ على هامش الربح والعوائد المادية مما يعود بالنفع على الاقتصاد السعودي، كما قام ولي العهد إثر ذلك بعقد اتفاق مع مجموعة عالمية للاستثمارات من أجل إنشاء صندوق استثماري جديد بهدف تعزيز استثمارات القطاع التقني في العالم. ولا يمكننا الحديث عن مجال الاستثمار والاقتصاد، دون الوقوف على أهمية «الرؤية السعودية 2030» التي أطلقها سمو ولي العهد سنة 2016، مع ما تحمله من بوادر وخطط استثمارية واقتصادية كبرى تهدف بالأساس إلى الدفع بعجلة التنمية وتحقيق الرخاء الاقتصادي والرفاهية للمجتمع السعودي. كما لا يسعنا في الختام إلا التذكير بأن حلول الذكرى السنوية الأولى لتولي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود منصب ولي عهد المملكة، هي فرصة لتجديد الولاء والطاعة لسموه، مع الوقوف على مختلف الإصلاحات التي يقودها، - حفظه الله -، خدمة للشعب والوطن، وتحقيقاً للرؤية الإصلاحية الشابة التي يحملها سموه الكريم ويؤمن بها ويدافع عنها أيما دفاع، في سبيل تحقيق الرفاه المستدام للشعب السعودي، والتأسيس لمستقبل زاهر من النمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي ونشر العدل والإنصاف. Your browser does not support the video tag.