الصيام ومرضى الجهاز الهضمي تتفاوت أمراض الجهاز الهضمي وقدرة الشخص على الصيام من عدمه، ففي الحالات التي تستدعي تناول أدوية مهدئة عند اشتداد الألم أو عند وجود ارتجاع مريئي أو أدوية للقرحات المعدية والإثنى عشرية فهولاء لا ينصحون بالصيام، وأيضاً عند حدوث الإسهال الشديد والمزمن والاستفراغ وتضخم الطحال والكبد وحمى الصفار، فالفطر له أولى، لتناولهم السوائل المغذية والأدوية المتنوعة للتقليل من خطر استفحال المرض، أما حالات الإسهال الحاد العارض الخفيف فقد يكون الصوم أفضل له من الإفطار وذلك للتقليل من تناول الأطعمة المنهكة لوظائف الجهاز الهضمي، ولكن ينصح بشرب مزيد من السوائل طوال الليل والتخفيف من تناول الأطعمة الدسمة، وغسل الأيدي قبل وبعد تناول الطعام، وعند قضاء الحاجة وبعدها، وعدم تناول الأطعمة المكشوفة، وغسل الخضراوات والفواكه جيداً، وعدم استخدام أغراض مريض مصاب. المصابون بحصوات المرارة يمكنهم الصوم مع ضرورة تجنب الدهون تمامًا سواء في الغذاء أو استخدامه في القلي والطبخ مثل الزيوت والزبدة ومشتقات الحليب كامل الدسم، واستبدالها بالمنتجات منزوعة الدسم، مع الإكثار من تناول الخضراوات والفواكه الطازجة، ويمكن تأجيل استئصال المرارة لما بعد رمضان إذا لم تكون مترافقة مع التهابات شديدة أو حمى، اصفرار في العينين، أو ألم حاد جدًا مستمر بالبطن عندها لابد من مراجعة قسم الطوارئ بأي مستشفى. ينصح المصابون بأمراض الكبد المتقدمة كتشمع الكبد وأورام الكبد بالإفطار، كما ينصح بالإفطار أيضاً المصابون بالتهاب الكبد الفيروسي الحاد، أو الاستسقاء في البطن. الصِّيام ومرضى الحساسية والربو الحساسية لا تمنع من الصيام عادة، وللتذكير فالحساسية مرض مناعي ولا يقتصر على حساسية الجلد بل يعتمد على نوع المؤثر والعضو الَّذي يتأثر به، فأحياناً يكون في الجلد ويسمى أكزيما، أو يكون في الأنسجة ويسمى الشّري أو الأرتيكاريا، أو يحدث في العيون ويسبب الرَّمد الرّبيعي، أو في الأنف فيظهر العطاس أو حمى القش وكلُّ هذه الحالات لا تمنع من الصيام، أمَّا النَّوع الَّذي يؤثر في القدرة على الصِّيام فهو الربو الشَّعبي بسبب حساسيات الشّعيبات الرَّئوية، وبعض الحالات الشَّديدة من الربو لا يمكن الصيام بسبب ضرورة تناول سوائل بشكل دائم لكيلا يحدث جفاف في الغشاء المخاطي للشُّعب الهوائيَّة فتزداد حالة المريض سوءاً، بالإضافة إلى البخاخات الموسعة للشُّعب الهوائيَّة، ويمكن لمن حالتهم بسيطة الصِّيام مع تناول أقراص طويلة المفعول بعد الإفطار والسُّحور وأيضاً بخاخات مناسبة للفترات الطويلة، مع التذكير بفتوى جواز استخدام بخاخات الربو أثناء الصيام وأنها لا تفطر. المرضى الذين يعانون من حالات الربو الشديدة ينصحون بعدم الصيام عند اشتداد الأزمة لأنهم يحتاجون تناول أدوية مثل الكورتيزون وقت اشتداد الأزمة ليلاً أو نهاراً. الصيام والأمراض العصبية والنفسية المرضى المصابون بالصرع والاكتئاب يستطيعون الصيام بشرط أن يتناولوا الأدوية المضادة للصرع بانتظام، فهناك حالياً أدوية تعطى مرة واحدة أو مرتين باليوم، أما مرضى الفصام فلا يصومون إلا إذا قرره الطبيب المعالج وقتها لأن التوقف عن استعمال أدوية الفصام قد يؤدي إلى نوبات من العنف والهلاوس، وقد يؤدي ذلك إلى الاعتداء على الآخرين. Your browser does not support the video tag.