الطريقة تتلخص في إراحة الجهاز الهضمي من تعب عمل شاق استمر حوالي 11 شهراً وذلك بتقليل كمية الوجبات وتنويعها لتشمل كل المجموعات الغذائية مع زيادة تكرارها إلى 5-6 وجبات صغيرة في الليلة الواحدة، مع ضرورة تقليل أو منع المقليات والسكريات والمواد الملونة (المشروبات المشهورة في رمضان)، ويمكن استبدال السكر المذاب (الشيرة) بالعسل الطبيعي لتحلية بعض الأطباق الرمضانية، وتقليل البروتينات للحد الكافي للجسم فقط وهو 0.8جم لكل كيلو غرام من وزن الجسم في اليوم، بمعنى تقليل اللحوم الحمراء والدواجن لتكون مرتين في الأسبوع ومرتين أسماك وثلاثة أيام بدون لحوم أو دواجن أو أسماك. كلما استطعت التخفيف من المنبهات مثل القهوة والشاي والشوكولاته والمشروبات الغازية والملونة كانت صحتك أفضل بالذات للذين يعانون من مشاكل الجهاز الهضمي مثل التهاب المعدة والمريء والقولون. كلما استطعت أن تزيد نسبة الألياف في وجبات رمضان فهو أفضل بكثير سواء في هضم الغذاء أو في تمثيله والاستفادة منه وأيضاً لتحافظ على الماء في الجسم مما يقلل العطش، فمن أهم أسس الغذاء الصحي تناول الخضرات الطازجة والفواكه وهي ممارسات صحية للأسف تختفي تقريباً في رمضان حيث تستبدل بالأكلات والمشروبات المحتوية على سكر يزيد 5-6 أضعاف على حاجة الجسم. الأغذية المحتوية على بعض العناصر المهمة للتخلص من السموم المتراكمة في الجسم تأتي على قائمة الخيارات الصحية مثل الأغذية المحتوية على مضادات الأكسدة وأوميجا 3 وأميجا 6 وبعض العناصر المعدنية المهمة مثل الحديد والكاليسوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والسيلينيوم والفيتامنيات التي تزداد الحاجة إليها في هذه الفترة مثل مجموعة فيتامينات ب وفيتامين ج وفيتامينات (ه و د). وهذه العناصر تتوفر في منتجات الحبوب الكاملة مثل البر والشعير والرز الأسمر والشوفان والدخن، وعناصر أخرى متوفرة في البيض والأسماك النهرية مثل السلمون ومجموعة كبيرة من تلك العناصر موجودة في الخضروات الطازجة والفواكه بالذات الحمضية والتوت والفراولة. الماء سر الحياة فاحرص على تناول أكبر قدر منه، ولو استطعت شرب 12 كوباً من الماء كل ليلة فهذه ممارسة صحية ممتازة، وكلما كبر الشخص احتاج لشرب الماء أكثر حيث إن المخزن في جسمه قليل بالذات النساء حيث تقل لديهم الكتلة العضلية حيث يخرن الماء وتكون نسبة الدهون أكبر وهو لا يخزن الماء. السحور مهم جداً للمصابين بالأمراض المزمنة ومهم أن يحتوي على نشويات مركبة مثل الحبوب الكاملة (البر) وتقليل الدهون والبروتينات لأنها تزيد العطش أثناء الصيام وألياف أي سلطات أو خضار وفواكه، والإفطار مهم أيضاً بحيث لا يكون الأكل دفعة واحدة وإنما الأفضل الإفطار على تمرات وماء وعصير طازج وبعد ساعة يمكن تناول نشويات وخضروات وشوربات وزبادي أو أي نوع من منتجات الحليب، وبعد ساعتين يكون وجبة العشاء الرئيسية.. احذروا الجفاف (وجعلنا من الماء كل شيء حي).. لا يمكن لأي عملية حيوية تحدث لإنسان أو حيوان أو نبات بدون الماء فهو بيئة التفاعلات الكيميائية وأساس لكل عملية حيوية.. فهل نشرب مايكفينا كل يوم؟ يحتاج الشخص إلى أقل من 3 لترات يومياً أغلبها تأتي من شرب السوائل وبعضها يأتي من الطعام والقليل يأتي من التفاعلات الكيميائية الداخلية، لهذا لابد أن نشرب ما لا يقل عن لترين سواء ماء أو مشروبات ساخنة أو باردة.. ونعرف كفاية الماء من عدمها بطريقة سهلة جداً وهي لون البول فكلما كان مصفراً دل ذلك على أننا لا نشرب كفايتنا وهو ما يتعب الكلى في إعادة التكرير مرات ومرات لتخلص الدم والخلايا من السموم. لهذا لا بد من التأكد من لون البول لجميع أفراد العائلة ولا بأس من طرح هذه النقطة على أبنائنا وبناتنا وسؤالهم للتأكد من كفاية السوائل لديهم. أكثر من يتعرض للجفاف هم كبار السن بالذات النساء، والسبب أن مخزون الماء لديهم قليل حيث يخزن الماء في العضلات وليس في الدهون فكبار السن تقل لديهم حجم العضلات ونسبتها للشحوم، فبهذا تقل كمية الماء المخزنة ويحتاجون تعويضها بشرب السوائل بشكل مستمر. بصفة عامة كلما تقدم الإنسان بالعمر نقصت نسبة السوائل في جسمه فهي تصل إلى 77 % من وزن الجسم عند الرضع، وعند عمر 40 سنة تكون في حدود 60 % عند الرجال و50 % عند النساء ولكن بعد عمر الستين تتناقص لتكون 52 % عند الرجال و27 % عند النساء، لهذا قد يعطش الشاب ويتحمل جسمه العطش ولكن كبير السن وخصوصاً النساء تتأثر أجسامهن بأي نقص مما يؤدي للجفاف.. ثم الوفاة لا قدر الله.. أوصي الجميع بتقديم السوائل لجميع أفراد العائلة وأخص كبار السن وبالذات النساء.. متع الله الجميع بالصحة والعافية. الصيام والسكري الصيام مفيد لمرضى السكري فهو يقلل مستويات السكر بالدم ومعدله التراكمي Hba1c، وأغلب مرضى السكري يستطيعون الصوم بلا مشاكل، ولكن ذلك يعتمد على نسبة ارتفاع السكر وتذبذبه ونوع الدواء، ففي الغالب الذين يستخدمون أدوية ضبط السكر في الدم (الحبوب) يستطيعون الصوم. ولكن هناك فئات خاصة لا ينصحون بالصوم ومن ضمنهم: من تكون نسبة السكر عنده غير مستقرة فأحياناً يرتفع السُّكر لديه فجأةً ويهبط فجأةً، وأيضاً من يأخذون حقنتين من الأنسولين يوميًّا إذا لم يمكن أخذ واحدة مع السحور والأخرى مع الإفطار، والمريض الذي لديه مرضٍ آخر يؤثر الصيام عليه، أو الذي لديه بعض مضاعفات السُّكري وأهمها إصابة الكلى، وكذلك المرضى الَّذين يعملون عملاً شاقًّاً قد يعرضهم لصدمات هبوط السُّكر في الدَّم أو الدُّخول في غيبوبة نقص السُّكر في الدَّم، وأحياناً لا ينصح بصوم المرضى ناقصي الوزن بسبب أحد الأمراض والَّذين يحتاج علاجهم بالإضافة إلى حقن الأنسولين نظاماً غذائياً يستدعي تناولهم لأغذية أو مدعمات أو أدوية كل 4-8 ساعات أو نحوها. يجب على مريض السكر أن ينتبه جداً لانخفاض السكر، وكذلك أفراد الأسرة الذين لديهم مريض سكري، فانخفاض السكر يحدث فجأة ويفقد المريض قدرته على السيطرة أو حتى التعبير عن نفسه، ففي تلك الحالة لا بد أن يتم إعطاؤه محلول سكري أو عصير كل 10 دقائق بشكل متدرج. وعلامات انخفاض السكر هي:- الشُّعور بالضَّعف الشَّديد والوهن والدّوخة، شحوب اللون، العرق الغزير، العصبية والهياج والصُّداع والتّوتر، رعشة باليدين والسَّاقين والجسم، الزَّغللة بالعينين وعدم وضوح الرُّؤيا، وازدواجية الرُّؤيا، زيادة ضربات القلب (الخفقان)، تنميل في الشَّفتين، عدم القدرة على المشي والكلام والتَّلعثم والتَّوهان. وليس بالضرورة أن تحدث كل تلك الأعراض دفعة واحدة، ولكن العلامات الأربع الأولى مهمة لتحديد الأعراض. ننصح مرضى السكري بعدم تناول النشويات الأحادية سهلة التحول إلى جلوكوز في الإفطار لأن ارتفاع السكر بسرعة بعد الصيام له مضاعفات سلبية على المريض فلا بد من التوازن الدقيق في تناول الأغذية السكرية في ليال رمضان، وننبه إلى وجود مؤشر يسمى المؤشر الجلايسيمي يقسم الأغذية إلى ثلاثة أقسام، قسم يجب تجنبه تماماً وهو عالي المؤشر الجلايسيمي، وقسم يمكن تناوله باعتدال وهو متوسط المؤشر الجلايسيمي وقسم يمكن تناوله بلا مشاكل وهو منخفض المؤشر الجلايسيمي. نصيحة أخيرة وهامة جدًا: الفترة الحرجة لمريض السكري الصائم هي الفترة التي تسبق الإفطار بساعة أو ساعتين، وفي هذه الفترة يكون مستوى السكر منخفضاً لهذا لا ننصح بأن يقوم المريض بإجهاد نفسه ولو بالمشي وأيضاً لا ننصحه بالنوم بالذات إن كان لوحده لأن السكر قد ينخفض وهو نائم فلا يستطيع معالجة وضعه أو أن ينتبه أحد له. الصِّيام ومرضى الكلى في الغالب المرضى الذين يعملون تنقية للدم (أوما يسمى مجازاً غسيلاً) لا يصومون إلا بتوجيه واضح من الطبيب المعالج. الطريقة المنتشرة في المملكة هي تنقية الدم (الديلزة) والطريقة الأخرى الأقل انتشاراً هي التنقية البروتونية (وهي حقن سائل في البطن وإخراجه بعد عدة ساعات)، وفي كلا الحالتين لا يمكن الصيام وقت إجراء التنقية لأنها مفطرة وفي الغالب لا يفطر في اليوم الذي ليس فيه تنقية، ولهؤلاء المرضى يجب تجنب تناول كميات كبيرة من السوائل والامتناع تماماً عن تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم (كالتمر، والقرع الأصفر والموز والمشمش وقمر الدين) والبروتينات (كاللحوم والأسماك والبيض والدجاج)، فذلك يؤدي إلى زيادة شديدة في السوائل بالجسم وزيادة نسبة البوتاسيوم في الدم وزيادة نسبة البولينا. ومن ضمن المرضى الذين لا ينصحون بالصيام من يكون لديهم حصواتٍ بوليَّةٍ متكررةٍ أو يعانون من الالتهابات الصديدية المزمنٍة، وكذلك الذين لديهم قصور في وظائف الكلى وارتفاع نسبة البولينا أو زيادة في حموضة الَّدم. بالنسبة لمرضى الحصوات انصحهم بشدة بالإكثار من شرب الماء في الليل ولا أقول السوائل بل الماء لمساعدة الجسم في التخلص من الأملاح المتراكمة، فأغلب حالات آلام الحصوات تحدث في رمضان مع قلة الماء وتحرك الحصوات في الحالبين أو الكلى وارتفاع البولينا أو الالتهابات في حوض الكلية أو الحالبين. يمكن لمرضى الحصوات الصوم ولكن عند حدوث نوبات الألم أو حدوث التعرق الشديد فلا بد أن يفطروا ويعوضوا الجسم بالماء أو المحاليل المغذية في المستشفى. المرضى الذين لديهم استعداد لتكوين حصى حمض البولينا يجب عليهم الإقلال من اللحوم وخصوصاً الحمراء وأيضاً الكبدة والكلاوي والطحال والقلب، وتقليل ملح الطعام والإكثار من السوائل، أما أولئك الذين تكونت لديهم حصوات حمض أكزالات الكالسيوم فيحتاجون للاعتدال في تناول الأغذية المحتوية على الأكزالات مثل السبانخ والطماطم والفراولة والمانجو والكاكاو والمكسرات والشاي والقهوة والإكثار من شرب الماء بعد الإفطار. الصِّيام ومرضى القلب الصيام مفيد جداً لمرضى القلب وأثبتت الدراسات التي أجريت في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا الأميركية عام 2014م، ومركز أمراض القلب بجامعة ساوباولو البرازيلية عام 2013م، وكلية الطب بجامعة لافال بمدينة كيبيك الكندية عام 2012م مجموعة من الفوائد الصحية والنفسية، فهو يخفض مستويات الكوليسترول والبروتينات الدهينة منخفضة الكثافة (LDL - c، وVLDL - c ) والدهون الثلاثية، بينما يزيد من مستويات البروتينات الدهنية عالية الكثافة (HDL - c ) وأيضاً يجعل المريض يبتعد عن بعض العادات السيئة المضرة مثل التَّدخين وتناول المواد الغنية بالمنبهات مثل الشَّاي والقهوة، كما أنه يعطي الشخص شعوراً جميلاً بالسَّكينة وصفاء النَّفس وسمو الرُّوح مما يؤدي إلى الاسترخاء وهدوء النفس مما يساعد على تقليل احتمالات النوبات القلبية في رمضان وبعده بأيام، فهو يريح القلب نسبياً من ضخ الدم بالذات للجهاز الهضمي، فأكثر من عشر الدَّم الَّذي يدفعه القلب إلى الجسم يذهب إلى الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم، وأثناء الصِّيام تكون عملية الهضم في حالة راحة فيقلُّ الطَّلب على الدَّم مما يؤدي إلى تقليل المجهود على القلب والدَّورة الدَّمويَّة وبالإضافة إلى ذلك فإنَّ قلَّة كمية السَّوائل في الجسم تساعد على تقليل مجهود القلب. هناك بعض الحالات التي لا ينصح معها بالصوم وهي عدم انضباط ضربات القلب مما يستدعي تناول أدوية منظمة كل ست ساعات أو نحوها، وهذه الأدوية لا يمكن تأخير وقت تناولها أبداً. أيضاً حالات القلب غير المستقرة كالجلطات والذبحة الصدرية والتهاب صمامات القلب إذا ترافق معه صعوبة في التنفس فلا يمكن المريض معها الصيام. وننصح جميع مرضى القلب والأوعية الدموية بعدم الإفراط في تناول الأطعمة المملحة والتخفيف في تناول الملح في كل الوجبات، وكذلك مزاولة الرياضة المعتدلة مثل المشي اليومي، والتقليل من الأطعمة ذات الدهون المشبعة العالية وتجنب مواطن القلق والتوتر النفسي ومحاولة التخفيف من الإجهاد النفسي، مع ضرورة تناول الأدوية المتبعة دون الإخلال بتعليمات الطبيب المعالج. الصيام ومرضى ارتفاع ضغط الدَّم يجب الحذر الدائم من ارتفاع ضغط الدَّم لأن مضاعفاته خطيرة ولا تظهر مباشرة فيتساهل المريض بالمرض فهو من الأمراض الَّتي قد تؤدي إلى مضاعفاتٍ خطيرة على القلب والمخ والعيون والكلى والصِّيام مفيدٌ جداً في تعديل نسبة الدُّهون بالدَّم وخاصَّةً الكوليسترول وأثناء رمضان يفقد الصَّائم جزءًا من الدُّهون والشُّحوم المتراكمة بالأوعية الدَّمويَّة ممَّا يوفر له الوقاية من تصلب الشَّرايين وأمراض ضغط الدَّم. أثبتت الدراسات الطبية أن المرضى الذين لديهم ارتفاعٍ بسيطٍ أو متوسطٍ في ضغط الدَّم عادةً ما يظهر عليهم تحسن نسبيّ بنهاية شهر رمضان وذلك إذ التزم المصاب بتجنب المواد الغذائيَّة الدُّهنيَّة والأطعمة المحتوية على أملاح عالية، وكذلك المياه الغازية. لايوجد مانع من صيام مريض ارتفاع ضغط الدم مادام يتناول الأدوية في وقت الإفطار حيث إن أغلب تلك الأدوية طويلة المفعول بما فيها مدرات البول وأدوية القلب. إراحة الجهاز الهضمي من تعب عمل شاق استمر حوالي 11 شهراً تقليل أو منع المقليات والسكريات والمواد الملونة زيادة نسبة الألياف في وجبات رمضان Your browser does not support the video tag.