صدرت فجر 17 من رمضان عدد من الأوامر الملكية السامية جعلها الله خيراً وأعان من كلفوا بمهمات من قبل ولي الأمر الذي توخى فيهم الخير والصلاح لما كلفوا به، وهذه سمة عهدناها من ولاة أمرنا وفقهم الله من منطلق تحقيق مصالح البلاد والعباد وتحري النفع والخير فجزاهم الله خيراً وأعانهم وسدد ما يتخذونه من إجراءات وما يصدرونه من تعليمات ونظم وأوامر كريمة. وسأعرج هنا على وزارتين هامتين جداً أولهما وزارة الشؤون الإسلامية وقد ترجل منها فارس علم وعالم جليل، وخلفه شيخ نحسبه والله حسيبه غيوراً على بلاده وهويتها ومنهجها وكلاهما من أسرة فاضلة كريمة وهما حفيدان للإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، فالأول هو معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله والثاني هو معالي الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، وقد عهدنا هذه الأسرة النبيلة أباً عن جد أسرة علم ودعوة وكفاح ومن هنا فإننا نرجو الله أن يجزي معالي الشيخ صالح خيراً على ما قدم ويعين الشيخ د. عبداللطيف ويوفقه لما فيه خير الإسلام والبلاد ويأخذ بيده لكل خير . إن من حق الشيخ عبداللطيف على الجميع وقد تقلّد هذا العمل العظيم أن نحوطه بالدعاء والنصح والعون، وأن نتعاون معه فيما يحقق الخير والنفع، وحقّنا عليه أن يسمع من الناصح، وأن يعرض عن الجاهل ويعفو عن الخطأ والتقصير العفوي- فهذا شأن الكبار- وأن يحزم فيما لا يصح فيه غير الحزم، وأن يكون درعاً وسداً منيعاً كما عهد عن أسلافه في وجه كل من يحاول زعزعة هوية بلادنا ويستهدف عقيدتها وأخلاق شبابها وفتياتها فلا مكان في بلادنا كما قال والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لمتطرف أو منحل، وفي نظري أن الوزارة تستطيع عبر برامجها ومساجدها ودعاتها أن تحقق الكثير، كما نأمل منه ويأمل المسلمون في العالم أن يكون هناك التفاتة بحجم بلادنا ومكانتها للدعوة في الخارج والعناية بالدعاة وطلبة العلم فهؤلاء قوة ناعمة لبلادنا وهو واجب شرعي قائم.. وفق الله وزيرنا الشيخ د. عبداللطيف للخير ونفع به إنه سميع مجيب. وأما الوزارة الأخرى فهي وزارة العمل ووزيرها الشاب م. أحمد بن سليمان الراجحي بشقيها العمل والتنمية الاجتماعية، وما يلحقها من الأوقاف والجمعيات الخيرية ونحوها، وفي الوقت الذي أسأل الله له التوفيق والسداد وأتمنى له النجاح في وزارة أعيت بمشاكلها المزمنة قبله عدداً من الكرام، وفي الوقت الذي نتفاءل له كونه جاء من رحم المعاناة ومن رجال السوق وما فيه من معالجة مشاكل العمال والإنتاج وفق معادلة حساسة الإفراط في أحد طرفيها يهدمها من أساسها فحقوق العمال وأهمية التوطين أمر ملح وواجب وطني قائم ومراعاة السوق والإنتاج أمر لا يقل أهمية بحيث إذا تضرر وخسر فقد العمال أعمالهم وهكذا، فالميزان حساس دقيق بل أدق من ميزان الدواء.. وقد يكون لدي مكتوباً أضعه بين يديه أداء لواجب النصح وقياماً بحقوق الوطن . وهنا نتمنى أن يعاد فصل التنمية الاجتماعية والأوقاف عن العمل فيكون لكل منهما وزارة مستقلة فليس كثيراً أن يكون للعمل وزارة تعنى بمصير مليوني عامل سعودي و13 مليون عامل وافد -نصف السكان تقريباً- وإذا ضممنا للعمال السعوديين أسرهم التي يهمها مصدر دخلهم واستقرار اعمالهم فقد يكون العدد ثلثا سكان المملكة، كما أن التنمية الاجتماعية وما يتبعها من العمل الخيري والأوقاف جديرة بوزارة مستقلة هي أيضاً ولعل ذلك مما يسهم ويسرع في تحقيق أهداف الرؤية والتحول الوطني . وفق الله خادم الحرمين وولي عهده الأمين لكل خير وأعان وزراءنا على مهامهم وحفظ بلادنا من كل سوء إنه سميع مجيب . Your browser does not support the video tag.