أبهر المنتخبان الألماني والأرجنتيني لكرة القدم متابعي بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا من خلال الروح الهجومية مما ضاعف من التوقعات بأن تكون المباراة بينهما اليوم في دور الثمانية للبطولة مواجهة كلاسيكية من العيار الثقيل. ويلتقي المنتخبان اليوم على استاد “جرين بوينت” في مدينة كيب تاون حيث يبحث المنتخب الأرجنتيني عن الثأر بعد خروجه من دور الثمانية أيضا في مونديال 2006 بألمانيا بعد الهزيمة أمام المنتخب الألماني بضربات الترجيح أمام حشد هائل من المشجعين الألمان وانتهت مباراة الفريقين قبل أربع سنوات وسط حالة من التوتر والمشاحنات بين اللاعبين ولكن الشيء الذي ما زال عالقا في ذهن المنتخب الأرجنتيني هو الهزيمة في هذه المباراة والرغبة في الثأر وقبل أربع سنوات ، كان ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الأسباني والمنتخب الأرجنتيني لا يزال شابا واعدا ولكنه لم يكن قد وصل إلى العبقرية الكروية أو المستوى الرائع الذي أصبح عليه الآن حيث خاض المونديال الماضي على مقاعد البدلاء ولكن ميسي يرغب الآن في تحقيق التوازن في أداء المنتخب الأرجنتيني وقيادته إلى الثأر من نظيره الألماني وصرح ميسي إلى وكالة الأنباء الألمانية قائلا: “هذه المرة لدي الفرصة للعب... وأتمنى تصحيح الأوضاع” كما يمتلك لاعب خط الوسط الألماني باستيان شفاينشتيجر ذكريات سيئة من مباراة الفريقين في مونديال 2006 ولذلك كانت تصريحاته نارية عن هذه المواجهة الصعبة والمثيرة التي تنتظر فريقه اليوم وقال شفاينشتيجر نجم بايرن ميونيخ :”لا يجب أن نترك أنفسنا نتأثر بمضايقاتهم.. إنها تظهر عدم احترامهم ولكنها الطريقة التي يتعامل بها الأرجنتينيون. أتمنى أن يكون يوما جيدا للحكم” ورغم ذلك ، لا يبالي المعتدلون كثيرا بالتاريخ ولكنهم يهتمون أكثر بالاثارة التي ستولدها هذه المواجهة بين فريقين يتميزان بالأداء الهجومي وفي الوقت الذي اعتمدت فيه منتخبات عديدة على الدفاع الصلد الذي أضر بالأداء الجمالي في البطولة وقلص من بريقها ، أكد المنتخبان الألماني والأرجنتيني أن السلبية والأداء الدفاعي ليسا الطريق الوحيد للفوز بالمباريات. - تواجه المنتخبان في 18 مناسبة سابقا وتتفوق الارجنتين في 8 انتصارات، مقابل 5 للالمان، فيما انتهت المباريات الخمس الاخرى بالتعادل. - هذه المواجهة السادسة بين المنتخبين في نهائيات كأس العالم، ويتفوق “داي مانشافت” بانتصارين، مقابل فوز واحد للمنتخب الاميركي الجنوبي وتعادلين. كان المنتخبان الارجنتيني والالماني اول طرفين يتواجهان في نهائي كأس العالم في مناسبتين، وقد حققا هذا الامر في نسختين على التوالي، ففازت الارجنتين في نهائي 1986 3-2 والمانيا في نهائي 1990 1-صفر. - كانت المواجهة الاخيرة بين الطرفين الوحيدة التي يحتكمان فيها الى التمديد، وكانت في النسخة الماضية عام 2006 في الدور ربع النهائي وفازت المانيا بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 بعد التمديد. - عشرة من اللاعبين المتواجدين في التشكيلتين الحاليتين خاضوا مواجهة 2006، ستة منهم المان وهم ارنه فريدريخ وباستيان شفاينشتايغر ولوكاس بودولسكي وميروسلاف كلوزه وفيليب لام وبير ميرتيساكر، اضافة الى مارسيل يانسن الذي كان جالسا على مقاعد الاحتياط، اما الاربعة الارجنتينيين فهم غابرييل هاينتسه وكارلوس تيفيز وخافيير ماسكيرانو وماكسي رودريغيز، اضافة الى نيكولاس بورديسو وليونيل ميسي اللذين جلسا على مقاعد الاحتياط. ومن بين هؤلاء اللاعبين كان كلوزه صاحب هدف التعادل للالمان، فيما سجل كل من بودولسكي وروديغيز خلال حصة ركلات الترجيح. - التقى الطرفان في مباراة ودية خلال العام الحالي في ميونيخ وفازت الارجنتين 1-صفر سجله غونزالو هيغواين في الدقيقة 45. - فازت الارجنتين في مبارياتها الاربع الاولى في النسخة الحالية، وهو امر لم يحققه “لا البيسيليستي” منذ النسخة الاولى عام 1930 عندما تغلب حينها على فرنسا والمكسيك وتشيلي والولايات المتحدة على التوالي. - عندما تواجه الطرفان في نهائي عام 1986 لم يكن 16 لاعبا من التشكيلتين الحاليتين قد ابصروا النور، تسعة المان وسبعة ارجنتينيين. - يدافع قلب دفاع الارجنتين مارتن ديميشيليس عن الوان بايرن ميونيخ الالماني حيث يلعب الى جانب سبعة لاعبين من منتخب ال”مانشافت” وهم باستيان شفاينشتايغر وفيليب لام وتوماس مولر وميروسلاف كلوزه وهولغر بادشتوبر وهانز يورغ بوت وماريو غوميز. - كان الهدف الرابع الذي سجله توماس مولر في مرمى انكلترا (4-1) في الدور الثاني الهدف رقم 199 لالمانيا في النهائيات، وهو امر لم يحققه سوى المنتخب البرازيلي الذي تجاوز حاجز ال200 هدف في النهائيات. - رغم ان مدرب الارجنتين دييغو مارادونا تواجه كلاعب مع المنتخب الالماني في ست مناسبات، بينها نهائي 1986 و1990، فانه لم يسجل اي هدف في مرمى ال”مانشافت. - تأهل المنتخب الالماني الى الدور ثمن النهائي من كأس العالم للمرة السادسة عشرة من اصل 17 مشاركة، والمرة الوحيدة التي فشل فيها الالمان في تخطي الدور الاول تعود الى نسخة 1938 عندما خسروا امام سويسرا في مباراة معادة. - لم يلق المنتخب الارجنتيني طعم الهزيمة في نهائيات كأس العالم للمباراة العاشرة على التوالي، وهو افضل انجاز له في تاريخ مشاركاته في العرس الكروي العالمي. تعود الهزيمة الاخيرة للمنتخب الاميركي الجنوبي الى نسخة 2002 عندما خسر امام انكلترا صفر-2، وذلك لان الخسارة بركلات الترجيح لا تسجل كهزيمة في سجل المنتخب المعني. وبفوزه على المنتخب المكسيكي 3-1 في الدور الثاني حقق “لا البيسيليستي” فوزه التاسع على التوالي، وهو عادل افضل سلسلة انتصارات في تاريخه والتي حققها بين 1941 و1942، علما بان هذه السلسلة بدأت منذ 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2009 عندما خسر وديا امام اسبانيا 1-2 في مدريد. الألمان ابتكروا ضربات الترجيح وكانوا أكبر المستفيدين منها عندما يلتقي المنتخبان الألماني والأرجنتيني غدا السبت في دور الثمانية لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ستكون مواجهة مكررة للقاء الفريقين في دور الثمانية أيضا بمونديال 2006 في ألمانيا والتي حسمها المنتخب الألماني لصالحه بضربات الترجيح ولم يسبق للمنتخب الألماني أن خسر بضربات الترجيح في أي مشاركة سابقة له بالمونديال وذلك منذ أن اخترعت ألمانيا نفسها ضربات الترجيح ويرجع الفضل في اختراع ضربات الترجيح قبل 40 عاما إلى عامل سابق بالمناجم يدعى كارل فالد من مدينة فرانكفورت الألمانية حيث كان حكما سابقا. وما زال فالد على قيد الحياة ويبلغ من العمر 94 عاما وقال فالد الذي اعتزل وهو في الثالثة والستين من عمره “أشعر دائما بأنني كنت على صواب.. إنها الطريقة الوحيدة للخروج بنتيجة رياضية حقيقية. كل شيء آخر كان لا يمثل حلا واقعيا “ وقبل اختراع فالد لضربات الترجيح ، كانت أغلب المباريات ، التي تنتهي بالتعادل بعد الوقت الإضافي ، تحسم من خلال عملة معدنية أو إجراء قرعة بين الفريقين المتنافسين ويتفق اللاعب الألماني السابق هانز لوهر مع فالد تماما. ويقول لوهر الذي كان أحد الضحايا للقواعد السابقة “لم يكن هناك شيء آخر يمكن فعله ويرتبط بكرة القدم. كانت بمثابة يانصيب بمنتهى البساطة “ في إشارة إلى مباراة ليفربول الإنجليزي مع كولون الألماني في دور الثمانية لبطولة كأس أوروبا للأندية في عام 1965 وانتهت مباراتا الذهاب والإياب بالتعادل السلبي كما انتهت المباراة الفاصلة التي أقيمت على ملعب محايد بالتعادل 2/2 بعد الوقت الإضافي ولذلك استخدم الحكم عملة معدنية التي سقطت مستقيمة على الملعب الموحل بسبب الأمطار. وفي المرة الثانية لإلقاء العملة المعدنية كان الفوز من نصيب فريق ليفربول وحصل فالد على رخصة التحكيم في عام 1936 وأدار أكثر من 1000 مباراة على مدار 40 عاما ولكنه واجه مقاومة ومعارضة لفكرته الخاصة بضربات الترجيح وذلك في بداية طرح الفكرة. ورفض الاتحاد البافاري لكرة القدم هذه الفكرة لدى طرحها في عام 1970 ولم يوافق الاتحاد على الفكرة إلا بعد موافقة معظم مندوبي الاتحادات المتفرعة منه. وبعدها ، سار الاتحاد الألماني على نفس النهج ثم اتبع الاتحاد الأوروبي (يويفا) نفس القاعدة وأخيرا الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) بداية من عام 1976 وكانت أول بطولة كبيرة تحسم بضربات الترجيح هي بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 1976 عندما خسر المنتخب الألماني أمام نظيره التشيكوسلوفاكي أما أول مباراة في بطولات كأس العالم تحسم بضربات الترجيح فكانت في مونديال 1982 بأسبانيا عندما فاز المنتخب الألماني على نظيره الفرنسي في الدور قبل النهائي للبطولة كما فاز المنتخب الألماني بضربات الترجيح على نظيره الإنجليزي في مونديال 1990 بإيطاليا وكأس الأمم الأوروبية 1996 في إنجلترا وحسمت ضربات الترجيح لقب كأس العالم في بطولتي 1994 و2006 حيث فاز المنتخب البرازيلي على نظيره الإيطالي في عام 1994 ثم فازت إيطاليا على فرنسا في نهائي 2006